الأخبار الرئيسيةتغطية خاصة

الصادق المهدي : حكمنا على الحكومة بالفشل ووأثق في برهان وحميدتي

(النورس نيوز) يعيد نشر حوار رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي مع صحيفة (السوداني)

الحلقة الثانية:

الإمام الصادق المهدي لـ (السوداني):

حكمنا على الحكومة بالفشل.
حمدوك وافق على إعفاء القراي ولم ينفذ
هنالك شلليات اجتهدت للدخول مع حمدوك
سنقف ضد تمديد الفترة الانتقالية

أثق في برهان وحميدتي

المواجهة بين الجيش والدعم السريع عملية انتحارية

حاوره/ ضياء الدين بلال

المقدمة:

قبل أقل من ساعة  من عقد المؤتمر الصحفي لقيادة حزب الأمة ، لإعلان موقف الحزب  من تعيين الولاة المدنيين، كان علي  طرح اسئلة الساعة على السيد الإمام الصادق المهدي زعيم الحزب.
وللإمام سعة ورحابة  مشهودة في تقبل  الاسئلة  ووجهات النظر الأخرى دون ضيق أو استنكار، مما لا يتوفر لكثير من القيادات السياسية التي تسعد بطرح الاسئلة الناعمة ويضيق صدرها بما يتجاوز ذلك.

هذا عهدنا بالسيد الصادق المهدي منذ عشرين عاماً أجرينا  خلالها معه العديد من الحوارات.
وهذا ما يشجعنا  للمضي أبعد في اختبار ذلك الصبر الجميل عبر هذا الحوار.
==

بالمناسبة ،ما تقييمك لاداء الحكومة الانتقالية ؟

لو اطلعت على العقد الاجتماعي ستجد اننا حكمنا على اداء الحكومة بالفشل .
ولان هناك فشل فاننا نحتاج إلى البديل والبديل هو العقد الاجتماعي، لانه يحوي على دستور انتقالي بدلا عن الوثيقة الدستورية وفيما يتعلق باجهزة الحكم ينبغي استبدال اعلان الحرية والتغيير بميثاق  الحرية والتغيير وبدل التحالف يجب تكوين جبهة .
واقترحنا مناقشته في مؤتمر أساسي وكل الكيانات الاساسية رحبت به وهناك لجنة تحضيرية .
الاستاذ عثمان ميرغني يرى ان حمدوك نال جماهيرية لم تقابلها الا جماهيرية الامام المهدي هل ما يزال يحتفظ بهذه الجماهيرية ؟

=صمت=

ثم قال: (هو زول كويس) في راي ان الناس ارتبطت به والتفت حوله (لانو مافي زول ضده).
حمدوك وجد الفرصة لتحقيق التطلعات ، وصحيح ان لديه شعبية بحكم تمثيله للحكم المدني ،لكنها اهتزت بسبب عدم الوفاء بالتطلعات

هل فعلا – كما يروج البعض -هناك سيطرة يسارية على حمدوك ؟

اليسار يعيش حالة توهان واليساريين الموجودين خارج الاحزاب اكثر من الموجودين داخلها .
هناك (شلليات) اجتهدت للدخول مع حمدوك كمستشارين لكن لا اعتقد انها مؤثرة عليه .

يبدو تأثير حزب الامة ضئيلا على اداء الحكومة بالنظر إلى حجم الحزب وجماهيرته؟
نعم لا تأثير لنا لاننا ما موجودين في أجهزة الدولة عن عمد.

اكدنا عدم مشاركتنا في مجلس السيادة ومجلس الوزراء ومن شاركوا من حزبنا شاركوا رغم انفنا وقلنا الحزب أن يبني ذاته استعدادا للانتخابات .

واضح ليس هنالك طرف حريص على الانتخابات ؟

لانه لايوجد اي طرف لديه شعبية .
كل الاطراف تعمل على الاستفادة من هذه الفترة التي يمكن ان نطلق عليها فترة زعامة (الصدفة).
نحن لنا تاريخنا ونضالنا و تقديراتنا قائمة على تولي أشخاص تكنوقراط وللأسف لم يحدث ذلك، لان هناك من انتهز الفرصة لشعورهم عدم امتلاكهم سواها، لذا يجري العمل على تمديد الفترة الانتقالية  لانهم لن يجدوا فرصة عند قيام الانتخابات.

هلحتى الاطراف العسكرية غير حريصة على الانتخابات؟
=باقتضاب=

قال : (ناس كتيرين).

لكن واضح ان مخطط تمديد الفترة الانتقالية يمضي الى الامام ؟

(…..)

رد متسائلا : (لكن هل الحكم القائم الآن ماشي)؟!

=واصل حديثه=

قائلا :نحن نعمل للمستقبل ونفتكر ان الوضع الحالي لن يمضي لان هناك تناقضات والسياسات مضطربة .
وعلى كل حال نحن مدركين ان كثيرين لا يرغبون في الانتخابات وفي رأي نحن والشعب السوداني والاسرة الدولية سنفرض الانتخابات .

هل هناك اطراف دولية غير راغبة في انتخابات ؟!

الاطراف الدولية العالمية تفتكر انه لا بد ان تكون هناك انتخابات، الاتحاد الافريقي ، الامم المتحدة ، الولايات المتحدة ، الاتحاد الاوربي ، واقفين مع السودان باعتبار انه يمثل امل لنجاح الديمقراطية .

لكن الان اتفاقية السلام اقرت تمديد الفترة الانتقالية لعام وقد يعقب ذلك توقيع مع الحلو يترتب عليه تمديد اضافي للفترة الانتقالية  ؟
=بحماس=

قال:( مرفوض .. مرفوض).
وسنقف ضد ذلك ،هناك اماني بتمديد الفترة الانتقالية لكن لن نسمح بزيادة عن الثلاث سنوات وهذا موقفنا .

سيد صادق هل انت سعيد برؤية البشير في القفص ؟!

انا غير شامت ولكن انا حاولت ان انقذ البشير من نفسه 4 مرات .

ارتكب جرائم لا اول ولا اخر لها ويستحق كل العقوبات التي وقعت وستقع عليه .
وحتى الان ما تزال مسجلة علي عشرة بلاغات بأني ارهابي وثلاثة منها عقوبتها الاعدام واستمرت حتى سقوطه . لكنه يستحق كل ما ناله من أذى. .
تابعت المحاكمة ؟

قال: لا…
انا ارى انها تحصيل حاصل ، يا استاذ الاعتراف سيد الأدلة وهو غير مغالط باستلامه السلطة بالقوة واستمر فيها .

هل ترى ان الحكم عليه بالاعدام عادل ؟

لا اود الخوض في تفاصيل المحاكمات ..يكفي أن ضحايا حرب دارفور300 ألف شخص .

لولا أقدار الله هل كان الراحل الترابي سيكون في القفص برفقة البشير ؟
كل من قام بالانقلاب المسألة ليست شخصية ،فكل من شارك في الانقلاب وجهت له تهم فالان اعضاء المؤتمر الشعبي على الحاج وابراهيم السنوسي متهمون.
هل ترى ان ذلك عقاب التاريخ ؟

رأي ان ” التسوي تلقاهو” ومافي شك ان انقلاب 1989 كان مؤامرة وسبب اذى كبير حيث رفع الشعار الاسلامي ولوثه ، فهم مسؤولين عن فصل الجنوب وحروب دارفور.
.
التعديلات الدستورية وقبلها تعيين عمر القراي الا تعمل على تعبئة الكيانات الاسلامية وتوفيرمادة خام لها لتعمل عليها في المجتمع ؟

نعم صحيح ، ولذلك طالبنا بالغاء التعيينات هذه وحمدوك وافق على ذلك لكنه لم ينفذ .
أي تعيينات تقصد؟
زي تعيين  القراي ، لأن هناك قدسية خاصة للمناهج ولا يمكن ان يتولى أمرها أناس نظرتهم في العقيدة مثيرة للجدل .

هناك حالة قلق مجتمعي مما يجري، ويبرز سؤال إلى أين تتجه البلاد ؟

نحو الديمقراطية ستتأرجح وتتعثر ولكنها ستصل ، وأصلا هناك ثلاث خيارات الفوضى او الديكتاتورية او الديمقراطية .
الديكتاتورية في السودان لن تنجح والثلاث ديكتاتوريات في السودان قامت عليهم انتفاضات .

ولكن الديمقراطية الهزيلة الضعيفة المناعة كذلك فرص نجاحها ضئيلة ؟
نحن لا نقول ضعيفة ، وانما تحتاج لأقلمة لذلك نحن نتحدث عن الديمقراطية التوافقية وطارحين هذا الاتجاه ،ونؤكد ان الديمقراطية القادمة من الخارج بـ(ضبانتها) لن تنجح ، لذلك لابد من الديمقراطية المؤقلمة ، وكثيرون يرون ان الديكتاتورية تمنح الاستقرار وهذا تصور خاطئ ، والخيار الآخر هو الفوضى .
هل احتمالية الفوضى كبيرة ؟

قال: طبعا .
وهناك كثيرين مصلحتهم في الفوضى ولكن في السودان كتلة قوية وراجحة يقودها حزب الأمة وتعمل على التطور الديمقراطي في السودان وتعمل المراجعات المطلوبة لانجاح الديمقراطية  لان البلاد الأخرى القائمة على أسس ديكتاتورية ستواجه مشاكل كبيرة والربيع العربي لم ينتهي وانما انتكس فتطلعات الشعوب ما تزال قائمة .
هناك مخاوف من نوايا المكون العسكري ؟

العسكرية السودانية في اكتوبر انحازت للشعب وابريل 1985 وقفت مع الشعب وفي ابريل 2019 وقفت مع الشعب .
أيعني ذلك عدم وجود مخاوف .. انت شخصيا هل مطمئن لنوايا البرهان وحميدتي في الفترة القادمة ؟

نعم انا مطمئن وهم لو كانوا يريدون الاستبداد كان(حموا) البشير لكنهم انحازوا للشعب في الوقت المناسب ، وهم يدركون اذا وضع انفسهم في مكان البشير سيواجهون نفس المصير .
هناك مخاوف من اشتعال الخلاف داخل المكون العسكري و بدت ترتفع درجات الخوف مؤخرا من حدوث مواجهة بين الجيش والدعم السريع ؟

أعتقد ان القيادات واعية  بان مواجهة كهذه انتحارية ،لانه لا يمكن لاحدهم أن يستأصل الثاني.
ولذلك في تقديري فانها قيادات معتدلة وعلى أي حال هم يدركون ان الشعب لن يقبل الديكتاتورية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *