آراء و مقالات

بينما يمضي الوقت _ مبارك الفعل دكتور “حمدوك” _ أمل أبوالقاسم

بدون سابق إنذار وبصورة مفاجئة قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” بإقالة سبعة من طاقم الوزراء ممن يتسيدون وزارات مهمة وحساسة يعتمد عليها الاقتصاد السوداني وسياسته ووجدت الخطوة إشادة واسعة من الشارع السوداني اللهم إلا قلة ممن يثيرون (القلاقل) ويلونون اي قرار كيفما يحلو لهم وبلا تدقيق. وبهكذا قرار يكون قد وضع أولى خطواته في الطريق الصحيح وشرع في استعادة ثقة الشارع فيه، هذه الثقة التي توسمت فيه منذ أن تقلد منصب رئيس الوزراء وانبرى الجميع في مدحه وتشجيعه وعقدت عليه الآمال ولا شك هو أهل لذلك فقط هزمه رجال حكومته الذين لم يكونوا على قدر من المسؤوليه أو الكفاءة والحكمة والمعروف ان البلاد واقتصادها في أسوأ حالاته ولعل ذلك واحد من أسباب إسقاط حكومة الإنقاذ ان لم يكن السبب الرئيس ما يستدعي ذلك ترشيح وتعيين كفاءات من القوة بمكان وبالقدر الذي يستطيعون معه رفع ولو قليل من ذاك الحال المائل لا هدمه (مرة واحدة) وهذا بالضبط ما فعله وزراء الحكومة الانتقالية في عدد مقدر من الوزارات والمؤسسات والمرافق الحيوية التي تتبع لها فزادت (الطين بلل) واسهمت في تدني الأوضاع على كافة الصعد. كيف لا وهؤلاء المسؤولون جيئ بهم عن طريق المحاصصة فقط لا غير دون التفات للكفاءة والتكنوقراط حتى وان كان المؤهل يرتبط بنوع الوزارة، فلا شهادة بدون مزاولة للعمل واعني العمل المحلي وليس في بلاد العم “حام” والعم “سام”، هذا طبعا إلى جانب من يجافي عمله وتخصصه ما يحتقبه من وزارة.

كذلك واحدة من عشرات التي هزمت حكومة “حمدوك” اعتمادها على الدعم الخارجي رغما عن ما قال به أول عهده إنهم لن يعتمدوا عليه وسيسخرون الموارد الذاتية أو فيما معناه وليتهم فعلوا فربما كنا تقدمنا ولو خطوة، ثم ومن أسف ان الدول التي وعدت بدعم الفترة الإنتقالية تخاذل بعضها فيما جاء دعم البعض خجولا، كما ظلت أخرى تكتفي بدغدغة المشاعر فقط ودونكم الولايات المتحدة الأمريكية.
وامريكا تحديدا لم تتحمس لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان رغم وعودها وخير دليل على ذلك وجود إسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب بالرغم من سقوط النظام البائد، وعدم التعاطي الايجابي لواشنطن مع الخرطوم بشأن طي ملف ضحايا تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام، فضلا عن عدم اتخادها اي مبادرة لإعفاء ديون السودان الخارجية وغيره. وكذا دعم أصدقاء السودان المشروط.

على كل نبارك خطوة رئيس الوزراء ونتمنى أن يستصحب في اختياره للحكومة الجديدة كل العوامل التي ادت لفشل الأولى وعلى رأسها المحاصصة وانفراد أحزاب بعينها بالمناصب وان تتاح الفرص لكل أبناء السودان القادرين على العطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *