آراء و مقالات

الطريق الثالث- اصح يا حمدوك !- بكري المدنى

أمس اجتمع السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك بالسادة ولاة الولايات وطلب منهم الإستمرار في مواقعهم الى حين وقبلها تسرب لمواقع التواصل الإجتماعي خطاب للرجل يوجه فيه بعدم فصل اي عامل في الدولة دون أسس قانونية وقبلها قال كلاما معقولا عن المحاكمات وعن تحقيق العدالة وحول المعاش والخدمات

رغم ما مضى من عام عسير لكن هناك ما يمكن ان يبنى عليه الرجل بدايات جديدة وصحيحة وهو لا يزال يستند على شراكة جيدة مع القوات النظامية ويتكيء على شارع شاب يعقد عليه امالا عريضة

ان نجحت الفترة الإنتقالية فإن ذلك يعود للدكتور عبدالله حمدوك وإن فشلت فسوف يعاد إليه الفشل وحده وكل الأجسام الهلامية اليوم والأصوات الفارغة سوف تنفض من حوله وتعود إلى أصولها بحثا عن فرصة جديدة تلي الفترة الإنتقالية حين يصبح حمدوك جزءا من التاريخ الذي سوف يسعون للتخلص منه مثلما يحاولون اليوم جهدهم التخلص من كل ما ربطهم بالرئيس السابق ونظامه !

نعم يمكن لحمدوك ان يعبر ولا يتطلب ذلك سوى أن يكون صاحب قراره ومالك رؤيته وسيد أمره وهو يرى اليوم ان الأحزاب التى تجتمع به ليلا تعارضه نهارا لأجل الحفاظ على ماء وجهها بالشارع  والشخصيات التى تحرضه احيانا تنتقده دوما فلا أحد يريد أن يتحمل معه ما يريد بالبلاد والآخرين من سياسات خرقاء وعرجاء

ان لم يتحرك حمدوك الآن وقبل فوات الأوان فسوف يجد نفسه غدا في (الصقيعة)وكل ياؤي الى حزب يحميه وينقله إلى مرحلة تالية والتاريخ لا يذكر اليوم التجمع الوطنى ولا أحزاب الحوار الوطنى وغدا ينسى قوى الحرية والتغيير كأنها لم تكن!

 

اصحى يا رجل واجعل الجيش على يمينك والشرطة من يسارك والشباب امامك فقد لاح الفجر و(واطتنا) (قربت تصبح) وابعد عنك الازلام والأوهام فلا وطن يبنى على الكراهية ولا حياة تستقر وتستقيم مع الاعوجاج  والحقائق وحدها ورغم مرارتها دائما هي المنجية وهذه مرحلة انتقالية سوف تنقضي طالت ام قصرت ولن يبق من أثر لها إلا ما تركته على الأرض

انفتح على كل المكونات فهذا وطن شديد التعقيد والتركيب وستجد فيه رجالا ونساء يسدون أفق الشمس ويملأون فيافي الأرض هم (عضم) شعبك المحتار اليوم وطف على المؤسسات والأسواق والطرقات وقف على الخدمات والأسعار وستلقى اناس  يعطونك ما على أيديهم محبة وكرامة ولكنك ان اصررت على البعاد لم تجد منهم سوى المكر واللؤم فلست بأكرم عندهم من كل الذين مضوا والذين غنوا لهم وغنوا معهم وتركوهم لما حار بيهم الدليل !

أحكم وحاكم – من قال لا ؟! ان(البل)بالحق والقانون طهارة للنفوس الجافة ورادعا للذين تسول لهم أنفسهم أمرا فقط لا تعطى الكل احساسا بأنك محكوما بفئة تتفق معك سرا وتعارضك جهرا!

قبل ذلك ادخل على الناس من بوابة الإعلام المعلومة فلقد فشلت نوافذهم الضيقة من السماح للنور بالعبور وأصبحت مواقعهم صدى ورد قول وفعل تنقصها روح المبادرة وتعوزها الموضوعية والمسؤولية ولقد فشلوا و (لم ينجحوا)في إنشاء صحيفة واحدة ناجحة او صفحة واحدة غير مسروقة وليس على عيونهم إلا ما بيد الآخرين والذي شيدوه من ليل الأسى ومر الذكريات !

* اصحى يا حمدوك واقرأ  من كتاب ( الكتيابي )

مكاء صلاة اليمين عليك

وحج اليسار اليك نفاق

واقطع حد ذراعي رهانا

ستصبح ثم تراهم سمانا

ثم يشد عليك الوثاق

لتعرف أن المنابر سوق

وإن البضاعة انت –

وليس هناك إمام

وليس هناك رفاق

 

صحيفة السودانى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *