أطياف –  هَبة العبور ..ثورة  – صباح محمد الحسن

في براحات الخوف والحذر وفي خفايا المجهول والمعلوم  وفي تقاطعات الحقيقة والواقع ، يبقى  ( ٣٠ يونيو ) يوم مخيف يهدد ثبات الكثير من الناس ، إن كانوا من  الذين لايريدونها ( ثورة ) تكشف أخطاءهم الفادحة،  او أولئك الذين يعتبرونه يوم (الجحيم ) اليوم الذي لاتطيقه الفلول ، وفي ذات الوقت وبالشعور ذاته  لايتمناه ( العسكر ) ..( قطع شك )…لطالما ان هذه الذكرى ويومها في العام الماضي كانت سببا في ذهاب أحلامهم مع رياح التغيير هباءً منثورا ، ذكرى  عصية على النسيان ، كتبت تاريخ جديد للسودان وجعلت الهرولة الى طاولات التفاوض والاتفاق امر تتحكم فيه رغبة أكيده بعد ماغطت المطامع الواهمه عيونهم وصورت لهم الاحداث كأحلام وردية تغازل نومهم ليلا وتتحول في نهار الواقع الى كابوس لايطاق ، ثورة ( تحدي الانترنت) السيف الذي قطع كل الرقاب التي امتدت عشماً لتقطف ثمارها بعد  ما أينعت ، ولكن هيهات.

والعودة الى الشارع اصبحت ضرورة ملحة بكل الحسابات ، بعد ان طالت الألسن لتمتد سخرية من صمت حكمة الثورة ، تلك الألسن ( المقطوعة ) والمبتورة مسبقا ، ثورة تعيد ترتيب كثير من الاشياء المبعثرة ، نادت لجان المقاومة بترتيبها وتعديلها مراراً وتكراراً ، لكنها لم تجد آذان صاغية وعندما خرجت بعض لجان المقاومة ببعض البيانات وبإرسال رسائل الى قحت تطالبها فيها بتحقيق أهداف وغايات الثورة كتبت هنا قلت ان هذا تحذير لقحت ليتها تعي لان بعد هذا التحذير سيكون الخيار الثاني هو الشارع ، وللشارع كلمته ، وقد كان .

اذن هي ثورة تصحيحية ، لا لاسقاط الحكومة ولا لإسقاط حمدوك ولا لتفويض العسكر ولا لتحقيق امنيات الفلول الوهمية ، الذين يحاولون اختطافها لتمرير أجندتهم الخبيثة ، ثورة للإصلاح ، لا للتخريب والفوضى ، سلمية حتى تحقيق مطالبها ، فكل دخيل عليها ولايحمل أخلاقها ومبادئها ، سيخيب ظنه ، فالذي يريد ان يسقط الحكومه يجب ان يخرج في تظاهرات الزحف الأخضر التي خرجت اكثر من خمس مرات ،ولم يعترضها ثائر او تدعو جهة للخروج تزامناً معها ومع ذلك وبعد منحها  كامل الحرية رُدت خائبة ، ولم تحقق صفراً  من دواعي حقدها وضعفها ، وبعد ان علم اهلها انهم فشلوا قرروا الخروج باطلاً في هذا اليوم نكاية بالحق ،وخروجهم تزامناً مع الثورة يعني اعترافهم الكبير انهم لن يستطيعوا إسقاط هذه الحكومة بمراكبهم الخاسرة  لذلك كان لابد لهم من خيار ( يافيها يا أطفيها ) ولن تُطفى  ناراً أوقدتها الثورة بدماء الشهداء الي الأبد ستظل شعلة تستمد الضياء من تلك الأرواح الطاهرة

وغندور المحلول يقول في بيان له إن قواعده لن تشارك فالرجل يحاول ان يبعد منه اي تهمة ان مارست الفلول عادتها وهوايتها المفضلة في التخريب ونفي غندور إثبات ، لأن كائنات الظل لن تظهر في العلن ابداً، ولكن قبل ان نقبل حديثه او نرفضه ، هل الرجل يدرك بطلان بيانه المستمد من بطلان حزبه ؟؟

وبالأمس قرر الحزب الشيوعي استمرار دعمه ومشاركته في مسيرة 30 يونيو رغم قرارات رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك بتنفيذ مطالب قوى الحرية والتغيير  خلال اجتماعه بها . وقال القيادي بالحزب وقوى الحرية والتغيير  مهندس صديق يوسف بحسب صحيفة الوطن، ان ما تم الاتفاق عليه مع حمدوك هو جزء من مطالبهم ، لافتا الى أن الجزء الأهم من المطالب لم يتخذ قرارا حوله من الحكومة ، وقال : أهمها المسألة الاقتصادية . ومضى يوسف الى ان حزبه لم يدعُ   للمليونية وان مشاركتهم جاءت تلبية لدعوة لجان المقاومة ، وأكد ان التعديل الوزاري سيتم بالتشاور مع قوى الحرية والتغيير  مشيرا إلى أن اجتماعهم مع حمدوك لم يحدد الوزارات التي سيتم إجراء تعديلات داخلها ولا الوزراء الذين سيتم اعفاءهم .

والأحزاب ستكون ضيفة شرف في ذلك اليوم لأن الكلمة ليست لها ولا لقحت ولا لحكومة حمدوك ووزرائها الذين صمتوا طويلاً امام كثير من الأخطاء وبالتالي لا أولئك النشطاء الذين تساقطوا من قطار الثورة ولا لبعض اجهزة الاعلام  الراجفة الواجفة ولا للأقلام الرمادية التي تكتب للثورة بحبر (الكوزنه)  ، الكلمة لهم لمن اسقطوا المخلوع  وزلزلوا عرشه وجعلوا اتباعه سكارى وماهم بسكارى.

اذن هي ثورة ، رغم كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء ، اتخذت الصوت وصداه ، تعرف من هو الحقيقي بجانبها  ومن هم  الدخلاء ، لصوص الشعارات ، الذين حاولوا قبلاً و أرادوا عبثاً أن يسدوا طريق الشمس ، فتعالى هدير إخضرارها ، وتعالت عمّا يزعمون ، وهذه هي هبّة العبور …..ثورة .

طيف أخير :

بكره ياوطني المسالم .. تبقى سالم

صحيفة الجريدة

Exit mobile version