آراء و مقالات

د.الصادق الهادى يترافع ويعلق على كتابات حسن إسماعيل .

الاخ حسن : أحسنت في كتاباتك الأخيرة وانت تنذر وتنادي بأعلى صوتك في مجموعة من الطرش أصمهم صخب الاحداث المتلاحقة وتشابك خطوط إدارة الدولة المعقد واختلاط مصالح الدول التي تدير المشهد من خلف كواليس وطموحات أحزاب فكه لا تفرهد  الا في الجواء المضطربة والمسمومة   وهنا اكرر ما قلته لك في الخاص لقد اسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي والمقتوله ما بتسمع الصايحه .. لقد كانت نداءتنا كحزب وبياناتنا ومناداتنا بالخطة ب من داخل موقع القرار يوم (العشاء الاخير) بضرورة ان يقوم الرئيس السابق البشير بالدعوة  لمؤتمر مائدة مستديرة يشارك فيه كل الفرقاء والخصماء ويعلن عدم الترشح لرئاسة الجمهورية في ٢٠٢٠  كانت مداخلة جريئة وطلب غريب وقتها لمسامعهم رغم سخونة الأجواء في الخارج ..  ينظرون اليها كأحد الفرص الضائعة  في الزمن الإضافي لمباراة استمرت ثلاثون عاما  ومخرج سليم وقتها وحفظ وصون للبلاد يعضون أصابع الندم على فواتها …

اخي حسن اخشى ان تذهب مقالاتك إدراج الرياح كما ذهبت نداءاتنا وبياناتنا  وصارت مثل صدى الذكريات الاليمه.والاماني المخنوقة والفرص المهدرة … اخي الحبيب حسن أشرت في مقالك لتجربة الإصلاح والتجديد والتي بدأت منذ أواخر الديمقراطية الثالثة ورفع راياتها احباب وقيادات محبه ومخلصة للحزب والكيان في الداخل والهجر …. انضويت جنديا  تحت لوائها في جدة ولندن وعملنا مخلصين لإصلاح حال الكيان والحزب من الداخل وكان وقتها السيد مبارك الفاضل العصى الغليظة للصادق المهدي ضدنا، ولكن عندما رفع شعاراتها بعد نداء الوطن  ونادى بها تجاوزنا الماضي وقلنا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم  اللهم انصر الاسلام بأحد العمرين.

كانت تجربتنا فيها بنجاحاتها ومراراتها تستحق الدراسة والتمحيص واخذ الدروس والعبر منها لكنها لم تكن صنيعة فرد بل جملة أفكار واراء وحراك لرجال ونساء مخلصين دخلوها صادقين  ولم تكن مرجعياتها وادبياتها  ابدا في اضابير ولا أرشيف شخص واحد نستردها من زاكرته او خزائنه أو سكرتاريته .اما قولك في ان السودان غير مهيأ للانتقال الى ديمقراطية مثلى فأنا اتفق معك تماما واقول ان  عملية بناء ثقافة الحكم المدني ليست قوالب جاهزة مستورده هنا او هناك وإنما تراكم تجارب شائكة ومعقدة تحتاج إلى تنمية أدوات نضال التحول للانتقال من أوتاد الشمولية العميقة إلى اركان المدنية والديمقراطية الحقيقية في جوانب البناء الاجتماعي والثقافي والسياسي واقول ان التجربة التركية في الحكم كمثال في صورتها الأولى مازجت بين الحكم العسكري والمدني وتستحق منا ان ندرسها ونأخذ منا ما نشاء مما يتناسب مع تجاربنا في السودان لتقفل ملف الصراع المفزع والدوامة المهلكه التي هدت حيل بلادنا من انقلاب عسكري تتبناه أحزاب متطرفة يائسة وديمقراطيه ضعيفة هشة وانتقالية عرجاء تتقاذفها أهواء مبتدئ السياسة وحيتانها.

اما مشاركتنا في تجربة الحوار الوطني إلتي خضناها وقدمنا فيها وآخرين رؤيا متقدمة ممحصة في كل المجالات اقتصادية وسياسية ونظام حكم وسلام وسياسة خارجية تصلح لتكون برنامجا آخر للانتقال ببلادنا خطوة للامام رغم صدور الحكم عليها بأنها من مخلفات الحكم البائد ولكن حتما سيأتي يوما تجدونها في برامج أحزاب او حركات ادعت يوما معارضتها لها لتصبح سرقة ادبيه وسياسية  مسموح بها  يغض الطرف عنها لفائدتها ونفعها للوطن .ولكن من يسمع ومن يكتب !!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *