آراء و مقالات

بينما يمضي الوقت _ الجيش بين مرمى الظنون والفتن (1) _ أمل أبوالقاسم

قبيل يومين التقى رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للجيش الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” قيادات جهاز المخابرات العامة وقوات الشرطة برئاسة جهاز المخابرات وقدم لهما تنويرا حول القرارين الصادر ين من مجلس الأمن الدولي والمتعلقين بإرسال بعثة أممية للمساعدة في الفترة الإنتقالية وتمديد تفويض بعثة (اليوناميد) حتى نهاية العام الجاري . ولعل ما ورد بهذا اللقاء اشاع بعض الطمأنينة ليس في نفوس ضباط القوى الأمنية فحسب بل حتى في نفوس عامة الشعب ممن ازعجه أمر البعثة الأممية التي حوت فقرات تشى بالسلطوية المفرطة وتجريد سيادتنا الوطنية المنوط بها الجهات الأمنية كافة وعلى رأسها القوات المسلحة، لكن وكما اسلفت فإن حديث القائد العام وهو مسؤول عنه خفف من هواجس الكثيرين وهو يؤكد انه وعبر جهود متواصلة من قبل الدولة وحاضنتها السياسية، فضلا عن التنسيق العالي الذي بذلته كافة الجهات المختصة في دراسة مطلوبات البعثة بما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني والتي افضت إلى تفاهم في قبول القرار واستبعاد بعض الموضوعات التي لا تتماشى مع الأهداف الكلية للدولة، وكذا التي لا تمس السيادة الوطنية، هذا مع وضع الشروط والضوابط التي تحدد مهام وفترة البعثة بنهاية الفترة الإنتقالية. ورغم انه لم يفصل ما قال به لكن ما يهم هو التأمين على سيادتنا الوطنية وإرادتنا الحرة. كما أكد على خروج (اليوناميد) نهاية العام وستقوم الحكومة بتحمل مسؤولياتها في توفير الأمن والسلامة للمدنيين بدارفور.

عزز من حديث القائد العام للقوات المسلحة ما جاء في كلمة المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن “جمال عبدالمجيد” الذي أمن على إستعداد المنظومة الأمنية التصدي لكافة المهددات التي تحيط بالبلاد والحفاظ على صون الأمن الوطني السوداني والعمل بكل جهد وتعاون بين كافة المؤسسات الأمنية بما يحقق الأستقرار الأمني المنشود.

حديث السادة القادة في هذا اللقاء فيما يلي السيادة الوطنية وتوفير الأمن لعمري انه حديث ليست معنية به جهة بعينها أو حزب أو أشخاص بعينهم إنما هو تعهد يقطعونه ومن محل مسؤوليتهم لكافة أفراد الشعب بمختلف مللهم ونحلهم رغما عن أن هنالك من يحاول شيطنتها لأغراض سياسية ومصالح ذاتية. يحدث هذا وكل قادة الأجهزة الأمنية الذين يفترض فيهم الحياد ظلوا دائما وابدا وعبر اي منبر يرددون ويؤكدون على انحياز المنظومة الأمنية للتغيير والمضي فيه بكل إخلاص وتجرد وصولا لحكومة منتخبة. ولعله ومن باب واجب القوات النظامية العمل من أجل الحفاظ على البلاد وحماية المواطنين حتى ينعموا بالاستقرار نجد انها سيما القوات المسلحة أصبحت القبلة الأكثر ملاذا لكل طالب حاجة أمنية ابتداء من لجؤ الثوار وهم ينشدون التغيير وليس انتهاء بآخر تظاهرة ينشدون تفويض الجيش لاستلام السلطة حتى قيام انتخابات وما بينهما للحد الذي بات يدفع به لتأمين حدوده بالاغلاق.
َ

وبالرغم من أن الجيش الذي يقصده كل صاحب حاجة أمنية كما اسلفت بالرغم من تعامله بحياد مع كل الأطراف كونه جهة تفرض طبيعة مهمتهم والتي هي بمنأي عن التسيس وغيره التجرد إلا أنه ومن أسف لا يسلم لا من هذا أو ذياك.
نواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *