وزير الري الأسبق : نبهت لمخاطر سد النهضة باكراً وأبلغت الرئيس البشير لكنه أصبح يردد “السد له فوائد على السودان”

قال إن سدود السودان الأكثر آمان

الخرطوم : وليد أبوزيد

قال وزير الري الأسبق والخبير في مجال المياه لعقود طويلة من الزمان المهندس كمال علي محمد؛ إن سدود السودانية امنة تماماً ولاتعاني من عيوب او مخاطر؛ وأكد أن خزان سنار اكثر 90 سنة قرابة مائة عام واضيفت له كهرباء خزان سنار وكذلك خزان الروصيرص؛ 1966 الذي افتتحه الراحل إسماعيل الازهري ولايزال صامداِ واضيفت له تعلية الرصيرص ومؤخراً سد مروي
وقال إن الاخير بني بتكنلوجيا حديثة ولفت الوزير الاسبق في تصريح صحفي إلى أن أمان السدود السودانية الدليل عليه هو صمودها وبقاءها كل هذه السنوات الطويلة ولم تتعرض إلى أي تهديد ويأتي ذلك منافياً لافادة وزير الري ياسر عباس الذي اشار في حديث له قبل أيام الي ان سد النهضة الاثيوبي اكثر آمناً من السدود السودانية.
وبشأن سد النهضة الاثيوبي قال انه يمكن أن يؤثر على امان السدود السودانية اذا انهار نسبة لسعة التخزين الضخمة فيه والتي تساوي أضعاف كل السدود السودانية مجتمعة حيث، يخزن 74 مليار متر مكعب حسب ما أعلن عنه.
وقال كمال إن سد النهضة حتى لو لم ينهار ففيه أضرار كبيرة على السودان؛ واضاف”قدمت محاضرتين في جامعة الخرطوم قاعة الشارقة عن اضرار سد النهضة وفي دار المهندس، أيضا عملت ندوة”
وأشار إلى ان الاتفاق الذي وقع في 2015 يتيح لأثيوبيا كامل الاشراف على السد لم يتحدث عن رقابة ومشاركة من الدول الثلاثة وهذا خطأ ونص على أن مالك السد له الحق في تشغيل وتغيير الطريقة على أن يخطر مجرد اخطار دولتي المصب بما يقوم به من تعديلات، وأضاف” السودان ومصر لم يتابعوا تنفيذ تقرير لجنة الخبراء من قبل إثيوبيا” وأشار إلى أن حكومة السودان ذكرت ان اثيوبيا نفذت التقرير ولكن لم توضح كيف استوثقت من ذلك.
وأكد المهندس كمال علي أنه أوضح بالدراسات والمنهج العلمي لوزارة الكهرباء ورئاسة الجمهورية والرئيس البشير ونوابه في ذلك الوقت ، أضرار سد النهضة بسعة 74 مليار متر مكعب على السودان ونصحهم بإقناع ليكون حجم التخزين 11 مليار متر مكعب.

وبين المهندس كمال ان إثيوبيا لم تخطر الدول الشريكة في مياه النيل حتى ببداية تنفيذ السد، وقال ذهبت إلى أديس أبابا حاملاً مذكرة من الرئيس البشير وقتها لرئيس، الوزراء لميلس زيناوي حول ضرورة الاتفاق على تعديل اتفاقية عنتيبي وتعديل النقاط المختلف حولها؛ واضاف”عرضاً قال لي مليس زيناوي عقب تسليمه المذكرة أخبر الرئيس البشير انه نحن أرسلنا آليات بالقرب من الحدود عندنا سد اسمه الألفية لتوليد الكهرباء سنبدأ فيه وقال لي سعته 74 مليار وقلت له منفعلاً 74 بليون قال لي نعم واذا السد سيسبب لكم اضرار اعملوا دراسات وبعد الدراسات البشير يخبرني”
وقال كمال” أخبرت الرئيس البشير وعلى عثمان محمد طه عن اضرار السد؛ ولكن فوجئت بعد فترة الرئيس البشير واسامة عبد الله أصبحوا يرددوا ان سد النهضة كله فوائد للسودان”

وبشأن ما يردده البعض بأن حجز مياه الفيضان والطمي في سد النهضة وتمرير 130 مليون متر مكعب في اليوم في السنة العادية مفيد للسودان هذا خطأ كبير بل العكس هو الصحيح علمياً وهندسياً وهايدرولوجياً وزراعياً”.
وأكد أن السعة التخزينية للسد تترتب عليها أضرار خطيرة بسبب حجز مياه الفيضان تشمل استحالة ملء خزاني الرصيرص وسنار وتوليد الكهرباء منهما واستحالة توفير مياه الري لكل مشروعات الري على طول النيل الأزرق خلال فترة الملء وهي 46 يوماً، علاوة على أن حجز مياه الفيضان وحجز الطمي ما يؤثر على الزراعة والمياه الجوفية والري الفيضي والغابات والبساتين.
وقال كمال أنه في حال جمعت احتياجات الري اليومية من مشروعات النيل الأزرق المرتقبة في إثيوبيا واحتياجات ترعتي كنانة والرهد ومشروعات السوكي والرهد وسكر شمال غرب سنار والجزيرة والجنيد والحرقة ونور الدين وسوبا وشرق النيل فإن المياه التي ستصل الخرطوم من الـ 130 مليون متر مكعب يومياً من سد النهضة ستكون أقل من خمسة ملايين متر مكعب.
وقال أن وثيقة إعلان المبادئ التي وقعها رؤساء السودان ومصر وأثيوبيا في مارس من العام ٢٠١٥م أعطت إثيوبيا كل الحق لبناء سد النهضة وتشغيله ونسفت اتفاقية 1902 ومبدأ الإخطار المسبق وتدمير الأمن القومي المائي السوداني ولم تعطي السودان إلا مجرد أسبقية في شراء الكهرباء حال وجود فائض.
وشدد كمال علي المخاطر الجسيمة لسد النهضة على السودان، وقال أن خبراء وزارة الكهرباء والموارد المائية أعلنوا قرارهم الخاطئ منذ 2013 بأن سد النهضة ليس فيه آثار سالبة على السودان
وفي السياق اشار كمال إلى أن إثيوبيا وافقت منذ ستينيات القرن الماضي على دراسات هيئة الاستصلاح الأميركية الأكفأ عالميا في مجال السدود والتي حددت سعة التخزين بمقدار 11 مليار متر مكعب وليس 74 مليار.
وقال ان السودان أخطأ وأصر على الوقوف مع إثيوبيا بأن يكون حجم السد 74 مليار بدون أي أسس علمية والجميع يدركون أن السد بهذه الضخامة سيهدد السلامة والأمن المائي القومي السوداني.
وأكد وزير الري السابق علي، حق إثيوبيا في الاستفادة من مياه النيل لصالح شعبها، دون الإضرار بالشعب السوداني، غير أنه يرى أن هناك مخاطر جمة ستواجه مستقبل السودان القريب من السد الإثيوبي بحجمه الكبير.
وأكد كمال في وقت سابق اشار بأن اللجنة الثلاثية المدعومة بخبراء دوليين أوضحت في تقريرها في مايو 2013م أن هناك جملة مخاطر، هي عدم سلامة السد وعدم اكتمال الدراسات ومخاطر الملء الأول ونظم التشغيل وتدني كفاءة إنتاج الكهرباء إلى أقل من 23%.
ويرى أن الأضرار التي وصفها بالخطيرة تشمل استحالة ملء وتوليد الكهرباء من خزاني “الروصيرص” و”سنار”، مع استحالة توفير مياه الري لكل المشروعات على طول النيل الأزرق خلال فترة الملء.

 

Exit mobile version