الصيادلة.. البحث عن جرعات الدواء في ارفف فارغة

الخرطوم :النورس نيوز
ربما نظر البعض”قصير النظر”؛ إلى انتفاضة الصيادلة؛ التي بدأت الأسبوع الماضي؛ عبر تحديد جدولا للتصعيد؛ احتجاجاً على مشاكل ومعوقات في القطاع؛ بأنها منفعة شخصية من واقع أن المجال يقع في إطار السوق الأسود؛ وان الدواء مثله واي تجارة؛ ولكن سرعان ما تتساقط هذه النظرة؛ أمام ضربات الحقائق؛ التي تؤكد أن قطاع الدواء يعتبر واحد من القضايا الاستراتيجية للدولة؛ لارتباطه بحياة الناس والحيوان معا.

فالصيادلة الذين وقفوا أمام مجلس الوزراء اليوم؛ كانوا يعبرون عن هم كل الناس؛ لأن الناظر إلى ارفف الصيدليات بالخرطوم والولايات؛ يمكنه أن يجزم قاطعاً بأن البلاد انهارت تماما من هذا الباب؛ اسألوا عن ذلك المرضى الذين يلهثون بين الصيدليات بحثا عن دواء منقذ للحياة؛ ولم يجدوه؛ ليس في الصيدليات سوى الكراتين الفارغة أو مستلزمات الأطفال؛ كان الصيادلة عبروا عن ذلك كثيرا في بيانات متتالية؛ وان كان الأمر لا يخرج من كونه انهيار تام في قطاع الصحة؛ الذى أصبح يعاني ويموت العشرات من الناس أمام بوابات المشافي دون أن يجدوا من يسعفهم؛ ووزارة الصحة؛ مشغولة بجائحة كورونا؛ التي لم تستطيع من احتوائها أو حتى توفير الرعاية لمن يصابون بها.

وهنا يقرع بعض المختصين جرس الإنذار والتحذير من كارثة قد تقع و تحيل الأمر إلى أهوال؛ يقول الخبير الاعلامي حمزه علي طه؛ إن الوضع الصحي بالبلاد يسير في تدهور منذ مارس الماضي والذي لا يبشر بنجاحات قد تغطي المشكلة التي تسود الآن بسبب جائحة الكورونا ثم إغلاق المستشفيات والمراكز الصحية واختفاء الأطباء لانه لا يوجد نظام محاسبة في ظل الوضع الصحي الطارئ فيدفع المواطن الثمن غاليا فمات كثيرون بسبب التشخيص وعدم وجود الامداد الدوائي الكافي لتغطة الوضع الصحي فيما يتعلق بالكورونا والامراض الأخرى خاصة الامراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم والكلي والكبد وغيرها.
وتساءل طه عن اين ذهبت كميات الادوية التي جاءت في شكل دعومات من دول صديقة وشقيقة ومنظمات وافراد خيرين ، بالرغم مما شوهد عبر مطار الخرطوم من مساعدات طبية واضحة.
وقال طه إن الصيدليات تنعدم فيها الادوية المنقذه للحياة وادوية اخرى مهمة للامراض المزمنة ، وهذا يكشف عن وجود خلاف مابين الصيادلة ولجنة الطوارئ الصحية التي كان من الاولى ان تغذي الصيدليات في الاسواق لان وجود الدواء اساس العملية الصحية وعدم وجود الادوية في المستشفيات الحكومية أدى إلى ابتعاد الاطباء والاطر الصحية الاخرى حتى لا تحدث مشاكل كما حدث مع كثير من المترددين في طلب العلاج وذويهم كما ان عدم وجود الادوية في مراكز العزل ادى الى خوف الأطباء من العمل داخل هذه المراكز .
وطالب طه الحكومة بان تعيد النظر في في صناعة الدواء محليا خاصة وقد علمنا ان اكبر مصنع محلي للدواء توقف بأسباب غير واضحة لغياب الرؤى وعدم الشفافية ، كما ان ارتفاع اسعار الدولار المتأرجحة في السوق غير مشجعة لإستيراد الادوية لان التجار المستوردين لا يجيدون الدعم المادي من بنك السودان المركزي وشراء الدولار من السوق الاسود قد لا يغطي الاسعار مما ادي الي تدهور مستمر في الامداد الدوائي ، بالاضافة الي قرار مجلس الوزراء في الغاء الـ10% من حصائل الصادر لدعم الأدوية المستوردة مما تسبب في خروج كثير من الشركات .
وناشد طه الحكومة بضرورة الشفافية والوضوح من وزير الصحة السوداني لتوضيح الملابسات ما بين الدعم الدوائي وتوقف الانتاج المحلي للإستيراد .
واكد طه ان وزارة الصحة متمثلة في الوزير ولجنة الطوارئ لم تتخذا التدابير اللازمة لوقف خطر الكورونا مما ادي الي انهيار الخدمات الصحية وتردي البيئات واعتماد الوزارة علي القرار السياسي في اعلان تقارير الاصابة بكورونا من المنصة العليا فالنجاحات السياسية لا تكفي للقضاء علي جائحة كورونا .
واشار طه الي اهمية ازالة الخلاف بين الصيادلة ووزارة الصحة حتي لا يدفع المواطن الثمن غالي لان وجود خلاف بينهما سيوقف الامداد الدوائي وستدخل الشركات نفسها في مشاكل مالية مع العاملين والحل هنا يجب ان يكون بتوفير الضمانات اللازمة لاستيراد الادوية والغاء قرار ال10% ثم اعادة الثقة مع الشركات المحلية والمستوردين لتشجيع الصناعات الوطنية .

Exit mobile version