وصل بعضها التهديد بالطرد..(النورس نيوز) يكشف اسوأ أوضاع تعيشها البعثات الدبلوماسية السودانية بالخارج

تقرير إخباري  : النورس نيوز

كشفت معلومات تحصلت عليها (النورس نيوز) ان عددا كبيرا من بعثات السودان الدبلوماسية بالخارج يعانى منسوبيها من اوضاع اقتصاديه صعبه بسبب ان معظمها لم تستلم اوامرها المستديمة من الرواتب منذ عدة اشهر، و رغم ان معالجات وضعت لبعض البعثات بتغطية شهر واحد ، الا ان معظمها يعانى ظروفا صعبة، واشار المصادر إلى ان عدد قليل تم اجراء معالجات له بالخصم من ايرادات البعثات الخاصة.

شبح الطرد ووضع الدبلوماسيين

المصادر اشارت الى ان بعض البعثات التي تستخدم مقار مؤجرة بخلاف عدد محدود اجريت له معالجات جزئية ، ربما يطالها شبح الطرد لعدم سدادها لقيمة الايجارات ، وكذا نبهت الى ان اوضاع بعض الدبلوماسيبن اصبحت صعبة في ظل ملاحقات المؤجرين لسداد ايجارات سكنهم وهم تحت تهديد مستمر بالابعاد، وابدت المصادر تخوفها من ان يمتد تأثير ذلك مستقبلا على كل الدبلوماسيين السودانيين الذين لن تقبل وكالات العقارات بهم كمؤجرين لعدم التزامهم بالسداد

اعادة الأسر

فى ظل عدم الاستقرار الاقتصادى نتيجة للاوضاع الاقتصادية اشارت المعلومات الى ان عدد من الدبلوماسيين قام باعادة اسرهم للسودان لعجزهم عن مقابلة تكلفة المعيشة المرتفعة بدول تمثيلهم، بجانب عدم استطاعتهم تغطية تكلفة تعليم وعلاج ابنائهم في حال تعرضوا لسوء، واضافوا ان تحويلات البعثات الدبلوماسية تغطي الفصل الاول (المرتبات) في معظم البعثات بينما تتم تغطية الفصل الثاني ( السلع والخدمات) من موارد البعثات المتحصلة من رسوم التأشيرات والمعاملات القنصلية والتي توقفت بسبب جائحة كورونا.

الفاخر السبب

و ارجعت المصادر بداية الازمة عندما منحت وزارة المالية امتياز بيع الذهب المصدر الوحيد للنقد الاجنبى لشركة الفاخر، وبحسب المعلومات ان بعض البعثات قامت بالاتصال ببنك السودان و تمت افادتهم بان ولايتهم على النقد الاجنبي اصبحت تنحصر في استلامه من هذه الشركة وتوزيعه وفقا لقائمة محددة سلفا ليس من بينها بعثات السودان بالخارج، و رغم ان الوضع تغير حاليا فيما يتعلق بحق شركة الفاخر الحصري في تحصيل عوائد بيع الذهب الا ان وضع البعثات الدبلوماسية بالخارج لازال على ماهو عليه.

تبعات وتاثيرات

وفي ظل هذا الوضع ابدى بعض المراقبون تخوفهم من اهتزاز صورة الدبلوماسي في مناطق تمثيلهم بسبب فشلهم في الالتزام بتعاقادتهم، فى ذات الوقت يطالب الدبلوماسيون بالعمل باقصي طاقتهم في ظل الظروف والتحديات الدولية المعلومة للبلاد، وكذا ابدى البعض خشيته من ان تودى حالة التشرذم والتباعد الاسري الناتجة عن اعادة بعض الدبلوماسيين لاسرهم للسودان لما لها من تأثير كبير على استقرار هذه الاسر وعائلاتها من منسوبي البعثات الدبلوماسية بالخارج، وهو ما جعل ان الاوضاع وصلت إلى درجة من السوء بحيث اضطرت بعض الدول لدراسة امكانية رفع الحصانة عن البعثات والدبلوماسيين السودانيين بسبب عجزهم عن سداد ايجارات مقارها ومساكنهم.

المطلوب من الخارجية

وفى ظل الاوضاع الراهنة التى تعيشها البلاد و سعى الوزارة لاجراء ترتيب على الوزارة الاكثر تضررا ابان العهد البائد فانه يقع على وزارة الخارجية اهمية اجراء تحركات سريعة لتدارك اوضاع بعثاتها المالية رغم الظروف الاقتصادية المعروفة قبل تنفيذها عمليات الاصلاح و المراجعة لانتشار البعثات التى ترى الوزارة ان فتحها كان لاهداف تخدم راس النظام ابان مطاردته عبر الجنائية و يعتقد البعض ان الازمة المالية للبعثات الدبلوماسية بالخارج تفاقمت بسبب حالة عدم ادارك القيادة الحالية للوزارة لما يجري ببعثاتها الدبلوماسية بالخارج و للادارة المالية الحالية بالوزارة التي يديرها الان سفراء فضلوا العمل باقل عدد من الطواقم لادارة ملفات في غاية التشعب والتعقيد حيث تعمل الادارة المالية والبشرية بالوزارة حاليا علي مستوي المدراء والمدراء العامين فقط ولا يتم توزيع دبلوماسيين بها منذ التغيير الاخير بالبلاد

وان الوزارة بدلا عن العمل على وضع معالجات لوضع منسوبيها المالى المتازم تعكف حاليا على خطط لتقليص عدد البعثات الدبلوماسية وتخفيض مخصصات الدبلوماسيين
و يعزى بعض الدبلوماسيين، تاثر البعثات بالخارج إلى حالة الاسترخاء التام الذى تعيشه الوزارة عن اوضاع منسوبيها لغياب الضغط من قبل المتأثرين بالوضع الحرج بالبعثات والذين منعهم احتمالات الاستهداف عبر مقصلة ازالة التمكين من توجيه النقد لوزارتهم او وزارة المالية او الحكومة الانتقالية التي يبدو انها عاجزة تماما عن الايفاء بسداد حقوق هذه الشريحة الهامة من العاملين بالدولة، ولم يستبعد البعض ان تكون الحملات السالبة على وزارة الخارجية من قبل ناشطين يتبعون للحاضنة السياسية للدولة بهدف تصوير البعثات الدبلوماسية بالخارج والعاملين بها من الدبلوماسيين كمعاقل لاتباع النظام السابق و راء تجاهل الحكومة للنظر فى اوضاع الدبلوماسيين المالية.
يري اخرون ان الوضع النفسي الناتج عن العوز وعدم الامان الوظيفي وغياب الحماية من قبل وزارة الخارجية لمنسوبيها يمثل معضلة مستمرة منذ العهد البائد الا انه وفيما يبدو فان حظوظ وزارة الخارجية في الاصلاح غير متوفرة في فترة ما بعد الثورة التي اصبح فيها النزوع نحو الاستعباد الوظيفي والتناحر من اجل الحصول على فرص الالتحاق بالسلك الدبلوماسي من طوابير الناشطين الحانقين على السفارات و الذين يجيدون الضغط والتأثير على متخذي القرار، من السمات البشعة التي يتوقع ان تعجل بزوال هيبة ومهنية العمل بوزارة الخارجية مالم يتم تدارك الوضع و جدد عدد من الدبلوماسيين التاكيد على ان الدبلوماسيين موظف لدى الدولة تلزمه اللوائح و القوانيين بتنفيذ سياسات حكومة بلاده غض النظر عن توجهه.

Exit mobile version