تقارير

اعادة الحق”..مساعي حقن الدماء

تقرير   : النورس نيوز

الذين يعرفون طبيعة النزاع القبلي المسلح في دارفور، اصاباتهم غيمة من الخوف اللا محدود، عندما توارد إلى مسامعهم ان نزاعا قبليا وقتالا داميا وقع بين احدى أكبر قبائل دارفور “الرزيقات والفلاتة”، ومنبع الهلع ان امتداد القبيلتين وتأثيرهما في الاقليم، ربما كان مدخلا لاعادة دارفور إلى سيرتها الأولى، الحافلة بالدماء والدموع والخراب، ولكن سرعان ما تبددت تلك المخاوف واصبحت سحابة صيف عابرة، بعد التدخل العاجل لقوات الدعم السريع بقيادة قائد ثاني الفريق عبدالرحيم دقلو، الذي نزل بكل قوته وقاد متحركا عرف “باعادة الحق”، قوامه أكثر من 300 عربة مقاتلة، استطاع عبرها اعادة الامور إلى نصابها، وتم تتويج الامر بوثيقة صلح حقنت الدماء وحفظت اوراح شباب ينتظرهم مستقبل افضل في بناء الوطن، بعيدا عن لغة الرصاص الغميئة.

المعني الآخر

وان كان تدخل دقلو طبيعيا في اطار دور قوات الدعم السريع المعلومة للجميع والتي ترسم اسمها في الافق كلما حلت بالوطن ضائقة ، وجسدت تلك القوات شعارها “سرعة، جاهزية، حسم”، من خلال وجودها في مدن كثيرة كبورتسودان وكسلا وكادقلي وغيرها، الا ان وجودها في دارفور عير متحرك “اعادة الحق”، كان له معنى آخر، لكونه جاء لايقاف نزاعا تقف في طرفه قبيلة الرزيقات التي ينتمي إليها دقلو، وهنا بالطبع كانت المعلومات التي لا تقف على ساق حاضرة، عندما نشر البعض  مفاده ان قوات الدعم السريع تدخلت في المعركة لصالح الرزيقات من منطلق اثني، ومثلما يقول المثل “ان حبل الكذب قصير”، لم يجد الذين يبثون ويقودون هذا الخط، ارضية لذراعة ما يريدون، عندما اختار دقلو تلس عاصمة قبيلة الفلاتة موقعا لاعادة ضبط الامور، ومكث الرجل ايام وليالي بين أهل تلس، حتى تم توقيع الوثيقة التي اوقفت سيل الدماء.

ادوار أخرى

والمتابع لتسلسل الاحداث وتطورها يمكنه ان يلاحظ، مدى الارتياح الذي تملك الناس هناك عندما حطت تلك القوة الضاربة رحالها وبسطت سيطرتها في الفيافي الممتدة، بحثا عن الاستقرار، وهو ما قاله دقلو نفسه عندما اشار الى ان مهام المتحرك هي حفظ الأرواح، ورد الأموال، وقبض المتفلتين وجمع السلاح فى هذه المرحلة، لافتاً إلى أنه لن يتحرك من تلك المناطق حتى تحل المشاكل بين قبيلتي الفلاتة والرزيقات.وكما هو معلوم ان الدعم السريع في إطار رؤيتها الجديدة ومنهجها في التعامل مع قضايا الوطن، لم تكتفي بدور بسط هيبة الدولة عبر قوتها العسكرية وانما تضع سهما في بحر حلحلة القضايا الأخرى المتعلقة بالناس وحياتهم ومعاشهم، عبر قوافل سواء ان كانت صحية او توعوية او دعم مادي ومعنوي لكل ولايات البلاد، وفي الاطار حاول دقلو اثناء وجوده في تلس  تلمس قضايا ومشاكل المنطقة الحياتية، لذلك تفقد محطة كهرباء تلس ومحطات المياه بالمنطقة وتبرع للمحلية بثلاث محولات ومولدين، ووجه الفريق دقلو بتوفير الوقود للمحطة حتى تعمل بالطاقة القصوى لتغطية إحتياجات المواطنين من الكهرباء في شهر رمضان المبارك، وكذا تكفل بسداد فاتورة إيرادات الدوانكي للمحلية حتى حلول فصل الخريف ليحصل المواطنون على الماء مجاناً، كما وجه بتوفير قطع الغيار لوابورات ضخ المياه وصيانة المحطات بصورة يومية ومضاعفة ساعات العمل فيها لتوفير الماء لسكان المدينة دعماً للإستقرار بالمنطقة، ووجدت الخطوه إستحسان ورضى مكونات مجتمع محلية تُلس ووصفوا ما قام به بالتاريخي.

ايادي خفية

ويعتقد الكثير من المراقبين والسياسيين، ان هناك جهات لم يسمونها تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد عبر إثارة النعرات والفتن بين القبائل مؤكدين أن ما يحدث اليوم من صراعات قبلية في كل من كسلا وجنوب دارفور وجنوب كردفان ليس محض صدفة وإنما مخطط يتم تنفيذه بدقة وتقف وراءه جهات سياسية، وهنا يشيد عثمان ابراهيم الطويل رئيس تيار المستقلين الوطنيين الاحرار بالدور الذي تقوم به قوات الدعم السريع في إخماد هذه الفتن مبيناً أن التحركات التي قام بها قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو في ولاية جنوب دارفور نجحت في وقف النزاع وإرجاع الأموال المنهوبة فضلاً عن مساهمته في معالجة مشكلات المياه والكهرباء في منطقة تلس للإسهام في إستقرار المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *