تقارير

سد النهضة..تحريك البركة الساكنة

تقرير إخباري  : النورس نيوز

تحركات على جبهات مختلفة يقودها رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك لتحريك جمود  ملف سد النهضة الاثيوبى بين دولتى المنبع و المصب و دولة العبور السودان و ذلك فى اعقاب التعثر الذى اصاب المباحثات بسبب اختلافات فى وجهات النظر القائمة على تغليب المصالح الذاتية لكل دولة فيما يطرح من حلول و مقاربات.وشهدت اليومين الماضيبن رفضا متزامنا من قبل الخرطوم و القاهرة فى اعقاب  مقترح اتفاق مبدئى لملأ الخزان دفعت به اديس لشريكاتها فى ملف السد، رفض الخرطوم الذى جاء بتوقيع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قام على ان السودان يقف ضد الحلول الجزئية و انه يفضل ان ياتى الاتفاق مكتملا و شاملا يرضى الشواغل الاساسية للدول الثلاث الشركاء ان لم يكن جلها و شاطرت القاهرة الخرطوم ذات الهدف برفضها التوقيع على اتفاق مبدئى جزئى ، غير ان مصدر دبلوماسى رفيع مشارك فى مفاوضات السد اكد (للنورس نيوز) ان الخرطوم تنخرط حاليا فى تحركات لتقريب شقة الخلافات و العودة بملف سد النهضة الى مائدة التفاوض من جديد تحت رعاية الولايات المتحدة ممثلة فى وزارة الخزانة ووزارة الخارجية وقطع الطريق امام اى محاولة لتحويل الملف لمجلس الامن الدولى، و يشير المصدر الى ان رؤية السودان قائمة على ان 80%  من الملفات انجزت و و تبقى فقط 10% و على الاطراف الثلاثة الانخراط فى مباحثات للتوصل لاتفاق حولها بعيدا عن الدخول فى اروقة مجلس الامن، و لم يستبعد فى ظل التحرك الذى يجرى حدوث اختراق قريب فى الملف و العودة مرة اخرى لمسار التفاوض.

 

ضربة البداية

واتساقا مع التحرك الذى تقوده الخرطوم عقد رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك اليوم اجتماعاً اسفيريا ً مع  رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولى، بمشاركة وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات من البلدين، ويأتي هذا الاجتماع في إطار مبادرة السودان لحث الدول الثلاث لمواصلة التفاوض حول القضايا العالقة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وأمن الجانبان خلال اللقاء على ضرورة التوصل إلى إتفاق ثلاثي يراعي مصالح الدول الثلاث، وعلى مواصلة التفاوض بناءً على ما تم التوافق عليه في مسار واشنطن، وسيجري رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، اتصالاً اخر  مع رئيس الوزراء الاثيوبي د. أبي أحمد، للتشاور حول استئناف التفاوض الثلاثى في أقرب فرصة ممكنة.

 

التوافق مطلوب

 

من الواضح ان  موقف السودان و مصر الرافض للتوقيع  الجزئى للمقترح الاثيوبى  يؤكد على ضرورة التوافق اولا حول نقاط الخلاف و على رأسها تمرحل ملآ السد..قبل حتى التوقيع على اتفاق مبدئي وفق رؤية السفير الصادق المقلى الناطق الرسمى السابق بوزارة الخارجية، و يضيف “لا بد من التآكيد و حرص الأطراف الثلاثة في التفاوض على أن يتم توقيع اتفاق نهائي مرض لكل الأطراف و العمل على  تفادى حدوث أى إضرار في النهاية من إنشاء هذا السد على الأمن القومى للدول الثلاثة و ان تبنى   مواقفات وفقا للمصلحة القومية”واشار المقلى الى ان السودان عندما  رفض في السابق قرار الجامعة العربية بمساندة مصر  كان موقفه  صائبا و لم يكن من وراءه البتة ارضاءا لاثيوبيا أو عدم تعاطفا مع مصر.. و يضيف ان   السودان رأى أن أى قرار من الجامعة العربية ربما يؤدي إلى اصطفاف افريقى مع إثيوبيا. و بالمثل فان رفض السودان هذه المرة لاتفاق مبدئى  جاء به الجانب الإثيوبي هو أيضا موقف نابع من الحصر على مصلحة السودان القومية و ليس مساندة لمصر..ويعتقد الناطق الرسمى السابق للخارجية انه  لا بد من ان تواصل الدول الثلاثة التفاوض سواء في واشنطن أو في عواصمها في سبيل التواصل إلى اتفاق  يرضى كافة الأطراف و لا يكون تشغيل السد على حساب اى من الشركاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *