القصة الكاملة لقصر حسين خوجلي بكافوري

(١)

في إحدى زياراتي لدولة قطر الشقيقة قابلت في دوحة العرب مجموعة من قيادات دارفور الغاضبة المسلحة، فقلت لهم في مقابلاتي مع بعض المقربين من صانعي القرار القطري الذين رأوا حماسا من القيادة خاصة الأمير بعقد اتفاق تاريخي ما بين الحكومة والحركات. ولذا فاني أنصح أن تغتنموا هذه الفرصة التاريخية النادرة لاعمار دارفور، ووضع أسس لنهضة اقتصادية طموحة لصالح الغبش المتأثرين بالحرب والنزوح.وكل الذي تطمع فيه الدوحة أن تمنحوها هذا الدور الخيّر لصالح السودان، بالإضافة للصيت المستحق كقوة فاعلة في المنطقة، وستكون الثمار التى تجنونها خيرا على دارفور وخيرا على السودان.ولأن القيادات السياسية في بلادنا لا تجيد فن البوليتيكا ولا براغماتية المواقف وليست لها تلك (الفلاحة) فقد خرجنا من ذلك المولد (قماحة) وافلتت الفرصة كما افلتت العشرات.لم تعد قضية دارفور منسية لوحدها، بل أصبحت كل قضية السودان منسية ومجهولة وفي الدرجة العاشرة من اهتمامات العالم. ومن سخريات القدر أننا (ابيناها مملحة بالدوحة ودُرناها قروض في جوبا ..!!) كما يقول السودانيون حين فوات الفرص.

(٢)

روى لي أحد الأصدقاء وكان طالبا بخور طقت الثانوية بأن أستاذ التربية الاسلامية كان الجمهوري الريح أبو أدريس عندما دخل عليهم في الحصة الأولى: (يا أبنائي إنني بمنتهى الأمانة سوف أدرسكم مقرر التربية الاسلامية لا أزيد عليه ولا أنقص عنه شيئا، ولكن عليكم أن تعلموا أن هذا ليس هو الدين). فضج الفصل بالضحك وما زال رغم مرور السنوات.كان الجمهوريون الأوائل على صدقية مهنية فلم يتعدوا على منهج أربعين طالبا، على النقيض من الجمهوريين اليوم الذين يمتازون بصفاقة مهنية دعت القراي الذي لا يملك تحت إمرته إلا أربعين جمهوريا أن يفرض منهج الرسالة الثانية على أربعين مليون سوداني.فما رأيكم دام فضلكم في تبعيض البلاء وذلك باستدعاء أبو ادريس، واستبعاد القراي حتى يكشف الله الغمة عن العباد والامة .

(٣)

يبدو أن حركة الوعي والثقافة الوطنية قد حاصرت اعلام القحاتة الكذوب تماما، واضطروا لتفعيل مؤسسة (اكاذيب ميديا) المتخصصة في نشر الاكاذيب واغتيال شخصية المعارضين والخصوم، خاصة حين يشعرون أن حبل الإدانة قد التف حول اعناقهم.بل اضافوا للمؤسسة الخاسرة وكالة للعقارات اسموها (وكالة الخمجان) نشرت قبل أيام اعلانا مصورا لڤيلا فاخرة بكافورى مساحتها ثلاثة الف وخمسمائة متر مربع، وحوض سباحة، وتشطيب ديلوكس مع حديقة غناء بالتأثيث والتكييف، ونسبوها للفقير لربه وشعبه والمثقل بالديون حسين خوجلي، وقالوا إن الثمن المطلوب لها خمسة وعشرون مليون دولار ووزعوا الاعلان بكثافة حتى صدقوه.ولأننا خرجنا من بيوت عامرة بالندى والخلق الوعر، بيوت علمتنا أن لا نطمع حتى في بعض الحلال فكيف بالحرام؟نقول لكل الأحباب الذين اتصلوا مشفقين من الفرية إن الذي يطمع بقصر في الجنة لا يتدنى بسرايا بكافوري.ولتأكيد وإحكام النفي فإنني اتنازل عن ملكيتها لصالح اكرم كورونا ليجعلها مستشفى حجر صحي لصالح الفقراء.

مع خالص التحايا لاكاذيب ميديا ووكالة الخمجان التي أحسنت التهمة والاختيار وعلى قدر أهل العزم تاتي العزائم .

حسين خوجلي

Exit mobile version