خبير دولي يدفع برؤية حول سد النهضة ويحذر من الضعف الحكومي

تقرير إخباري  :النورس نيوز 

قدم الدكتور الوليد أدم مادبو خبير الحكمانية ومستشار التنمية العالمية الرئيس المؤسس لمنصة السياسات التنموية، الحاصل على دكتوراة من جامعة فلوريدا في العلوم السياسية وماجستير في علم المنشآت الهندسية من معهد الينوي للتكنلوجيا بشيكاغو، قدم أطروحة ورؤية متكاملة حول سد النهضة عبر ورقة علمية) أسماها (سد النهضة المشروع ام المشروعية اشكالات منهجية ومؤسسية)، وتطرق فيه للسد والأرض التي شيد عليها تأريخاً وجغرافيا وتبعيتها للسودان وكذلك دعم ورقته بأراء علماء ومختصين في المجال وتحدث عن السلبيات والايجابيات ومخاطر الانهيار المحتملة على السودان، وحذر مادبو دول الجوار الشريكة في السد من استغلال حالة الضعف الرسمي التي يعيشها السودان في الوقت الحالي وشدد على أهمية استيفاء الدراسات المطلوبة قبل الشروع في ملء بحيرة السد.

موقف السودان

في استهلال ورقته يقول د. الوليد لامناص للسودان من التعامل مع مصر وإثيوبيا على حد سواء انطلاقاً من استراتيجية اقتصادية تنموية تتكامل فيها المزايا النسبية لدول المنبع والمصب كافة.بيد انه لايخفى على الجارتين ان السودان في موقف تفاوضي ضعيف اذا لم نقل انه يعجز عن الارتكاز الذي يؤهله لاتخاذ موقف مبدئي في هذه الظروف الحرجة،ويحتاج السودان لهدنة لكي يتعافى ويستعيد أنفاسه،و حتى يحدث ذلك يجب أن لا تسعي الدولتان كلاهما او احداهما على استغلال ضعفه او الاستهتار بمصالح شعبه فإن ذلك يؤثر على الأمن الاستراتيجي للمنطقة ويجعل من الصعب أن لم من المستحيل التخطيط لمستقبل تنموي تهنأ فيه شعوب المنطقة كافة وتتهيأ لكونفدرالية هي حلم الآباء من المؤسسين من الأفارقة والعرب المستنيرين.

ممانعة

ثم يقول مادبو،ظلت إثيوبيا تتنقل بين خانتي الممانعة غير المنطقية والاستجابة اللحظية بشأن سد النهضة الذي تبنيه، حتى أربكت حسابات دولتي مصبّ نهر النيل، السودان ومصر، وجعلتهما تتخذان من التفاصيل الفنية والهندسية وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، كثيراً ما كانت تجرفهما بعيداً عن مجرّد التفكير في أمر السيادة الوطنية. ظلت إثيوبيا تراوغ، حتى وجدت نفسها مُرغمةً على الاستجابة لموجهات الهيئات العلمية والعالمية التي قضت بضرورة الاستعانة بمكتب استشاري، يلزمه النظر في ما تقدمه الدول الثلاث من مستندات، أي أن يقوم بدور المُحَكِّم. وعندما أقرّ المكتب الاستشاري الفرنسي، في تقريره الاستهلالي، بضرورة إجراء دراسة فنية، رفضت إثيوبيا، بحجة أنه تدخّل في أمر سيادتها الوطنية. أيَّ سيادة وطنية هذه التي تَدَّعيها إثيوبيا، وهي تشيد صرحاً كهذا في أرضٍ سودانيةٍ تاريخاً وحضارةً ونضالاً وفكراً وموروثاً؟لقد استغلت إثيوبيا انعدام الثقة بين القيادات السياسية لدولتي المصبّ، وضعف التنسيق بين شعبيهما، وانعدام الرؤية الاستراتيجية عند كليهما في ما يخصّ الشأن الأفريقي، فغدت تُعَوِّل على إحداث الفُرقة بين دولتي المصب، حتى أصبحت إحداهما شريكاً (مصر) والأخرى وسيطاً (السودان)، فكان أن أحدثت اختراقاً جعلها تظفرُ بالموقف، لولا أن انبرى لها نفر من العلماء الغيورين من أقطار العالم كافّة، فبيَّنوا هشاشة موقفها الرافضِ تقديم دراسةٍ فنيةٍ متكاملة، وفضحوا موقفها المتعنت في شأن الوساطة السياسية، ذلك الموقف المكابر، المغالي، والمجافي، والمُعرِض عن مجرّد الإشارة إلى أي موضوعٍ يتعلق بملكية الأرض، ذلك أن الحكوماتِ السودانيةَ وقعت في الشرك (أو المطب)، إذ ناقشت جدوى المشروع الاقتصادية، عوضاً عن التفكّر في مشروعيته السياسية.

تأمين

ثم يشير د. الوليد إلى نقطة في غاية الأهمية، ويقول تأمين الجبهة الجنوبية الشرقية والتي منها دفق النيل الأزرق وانهمار مجاريه مهم بالتوافق مع قيادة الحركة الشعبية شمال وكافة القيادات الأخرى سيما تلك النابذة للفرقة والحاضّة على التماسك الوطني، وأقول ان فاعلية القيادة السياسية المدنية للفترة الانتقالية تعتمد على قناعاتها وقدرتها على الإلتزام بالرجوع لقوانين ١٩٧٤م واستمساكها بمبدأ الديمقراطية الفيدرالية وسيلة لتحقيق التوافق والرضى بين شعوب السودان كافة، ويقول ان تهرب الاثيوبيين من عقد اجتماع إقليمي لترسيم الحدود مع السودان حتى الآن يفضح نيتها وعزمها التمدد قدر امكانهم داخل الحدود السودانية.

اخطاء الانقاذ

ويمضي قائلا ان تردد الانقاذيين الذين كانت تستفزهم اوهام الخلافة الإسلامية مما جعلهم يتوجهون نحو العالم العربي فيهملون عمقهم الوجداني وعماد ارثهم وحضارتهم
والاثيوبيين الان يستغلون وينتهزون هذه الأيام فرصة وجود متعاونين مخلصين على رأس هرم السلطة الانتقالية فيسعون لابرام اي عقود من شأنهم ابرامها فلن ينتبه لها احد مهما جاءت مجحفة في حق الشعب السوداني.عاطفة ويقول مادبو ان ولوج الاثيوبيين الي قلوب السودانيين سيما وبكافة الطرق جعلهم يأنسون ولايتخوفون من بوائق مخططاتهم الممامرك وبلغت السذاجة بالنخب السودانية حد ظنهم ان ابي أحمد توسط حباً فيهم علما بأنه جاء ليتأكد من ابرام اتفاقية تجعل السودان يترنح ريثما يقع في بئر فيتخلص منه ولكن الله حافظ هذا البلد من كيد الكائدين

ضعف

وقال ان ضعف السودان الحالي ناجم عن تضعضع احواله الاقتصادية واضطراب ساحته السياسية ومواجهة التحديات التي تمثلت في التعدي على حدوده جميعها والحدود الشرقية اعظمها خطورة من الناحية الاستراتيجية لم تعرها اي من الحكومات بالاً.

تأريخ وحضارة

 

وتطرق مادبو إلى الأهمية الروحية والتأريخية المرتبطة بالأحاديث عن دخول سيدنا موسى عليه مصر عن طريق السودان قادما من اليمن عن طريق الحبشة وحدود السودان الشرقية وتحديداً عابراً القضارف متجهاً إلى مصر وهذا يشير الى قدم وتأريخ السودان الضارب في الاعماق وأهمية الأرض التي شيد عليها السد والمناطق المتاخمة لها.

صمت حكمومي

وتساءل مادبو عن كيف تقنع السلطة الحالية التي جاءت بعد ثورة عظيمة كثورة ديسمبر المجيدة بالصمت حيال قضايا مهمة وحيوية مثل قضية سد النهضة فيما تنصرف وتبذل جهودها في قضايا ثانوية وأخشى أن ينطوي صمتهم هذا على خداع ومكر وخيانة تتبدى في مزاعم جوفاء يختلقونها كل يوم سرعان مايكتشفها الشعب السوداني ابتداء برهن إدارة البلاد لجهات عديدة مروراً بفض الاعتصام ثم تخلي رئيس الوزراء عن صبغته الرسمية والذهاب بصفته الشخصية عند زيارته لكاودا وإعطاء الاثيوبيين إذناً ببناء ميناء في بورتسودان وتقنين احتكار بعض الجوكية لذهب السودان والقبول بتهريبه للخارج والقبول بتفعيل البند السادس ووضع السودان تحت الوصاية الدولية إلى آخره من المواقف المتسقة مع بعضها البعض والمفارقة للموقف الوطني المطلوب ويقول مادبو كان من واجب الحكومة الحالية تعيين مجالس استشارية عليا من علماء مختصين لكل واحد من القضايا المهمة والعاجلة.سيما تلك التي تمس الأمن القومي؛ والاستراتيجي للبلاد مثل سد النهضة وأضاف لقد ظللنا نتابع عن كثب الجهود المضنية التي يبذلها علماء وخبراء أمثال المهندس كمال علي والمهندس حيدر يوسف بخيت مدير إدارة نهر النيل لمدة ٣٣ عاما والبروفيسور عصام مغربي والمهندس يحي عبد المجيد والبروفيسور محمد الرشيد قريش استاذ السدود والمياه والمهندس عبد الكافي الطيب والقانوني أحمد المفتي وامثال هؤلاء كان يلزم ان تكون منهم لجنة تدعم بمجموعة من العسكريين الوطنيين لاسيما ان موضوع السد هو موضوع أمن قومي بامتياز وليس موضوعاً فنياً فقط، كما بين الدكتور محمد عبد الحميد اضف الي ذلك دعوة الفاعلين في المجتمع المدني المعنيين منهم بالأمر والسياسيين الوطنيين البارعين في هذا الأمر الحيوي وفق معطيات الواقع وتحديات المستقبل.

مخاطر

ويقول مادبو ان الاثيوبيين لم يقبلوا بدراسة فنية عن السد الا عندما اوصي التقرير الذي اعدته جامعة mit في عام ٢٠١٤م بإعداد دراسة فنية بعد تلكوء الاثيوبيين والذين اختارو شركة فرنسية اقل كفاءة من الشركة الهولندية ورغم دلك رفضوا تقريرها الاستهلالي وقد صرح الخبير دياب محمد حسين ممثل السودان وعضو لجنة الخبراء الدوليين بأن اللجنة اكدت وجود كهوف ولم تستبعد وجود فوالق في السد والشركة المنفذة لم ترد ردا مقنعاً.

واضاف إن خبيراً بمحطة البحوث الهيدرولوجية قال ان سد النهضة صمم لتمرير فيضان قدره ٢٦ مليار مكعب وخزان الرصيرص يمرر ٨٠٠ مليون متر مكعب في اليوم مايعني ان خزان الرصيرص سينهار ويتبعه خزان سنار وربما سد مروي.
ويضيف ان اختصاصي السدود من مهندسين وعلماء وخبراء يكادون يؤكدون ان سداً بهذا الحجم ٩٠ مليار متر مكعب المعلن منها ٧٤ مليار متر تساوي ١٨ ضعف سعة خزان الرصيرص وبهذه الخصائص لايمكن أن يصمد اكثر من خمسة سنوات نسبة لأنه بني في أرض بركانية هشة كما بين بروفيسور قريش سينهار قبلها او بعدها محدثا انفجار لايقل دماراً عن ماتخلفه قنبلة عنقودية حلت بقوم وهم نيام ويقدر الخبراء دافعية هذا الفيضان بتضعيف يبلغ قدره ١٢٠ مابلغه فيضان ١٩٨٨م، هذا بخلاف فقداننا لنصف الأراضي الزراعية التي ترتوي من فيض نهر النيل.

عدم كفاءة

ويقول مادبو ان رئيس الوزراء اعتمد على طاقم ليس لديه خبرة تنفيذية وتعوزه المقدرة العلمية مثل الوزير ياسر عباس تخصص مناح الذي وجد نفسه مجبرا على الافتاء في شأن ليس من تخصصه والسدود أخرجت من وزارة الري والموارد المائية واسندت الي أسامة عبد الله مسؤل السدود في العهد البائد لحاجة في نفس يعقوب وقد نصحت مراراً من ايام الثورة بصفتي متخصصا في التحديث والتطوير المؤسسي بإعادة الهيكلة لكافة أجهزة الدول، والان يتسم الأسلوب الحكومي السوداني بعدم العلمية وغياب الشفافية ونلحظ عشوائية مصدرها المزاجية الشخصية.

خرق قانوني

ويقول مادبو ترفض اثيوبيا الاعتراف بمعاهدة ١٩٠٢ الي خولت لها الاستفادة من ديار بني شنقول وحرمت عليها بناء السدود التي تهدد أمن السودان وهذا في حد زاته تحدياً للقوانين الدولية.

Exit mobile version