من ذاكرة التاريخ…العالمية الثانية والنصر على الفاشية

الخرطوم :النورس نيوز
التاسع من مايو هذا العام، يوم الذكرى الخامسة والسبعون للنصر على الفاشية، ذلك النصر الذي أصبح احد الاحداث التاريخية في القرن العشرين؛ في روسيا والدول السابقة في الاتحاد السوفيتي، يتم الاحتفال بهذا اليوم التاريخي كذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية للسوفيتيين أصبح هذا جزء مهما من الحرب العالمية الثانية وله زمنه الخاص منذ بداية هجوم المانية النازية على الاتحاد السوفيتي في الثاني والعشرين من يونيو 1941 وحتى الاستسلام غير المشروط للقوات المسلحة النازية في التاسع من مايو 1945.
أصبحت تلك الحرب للمواطنين السوفيتيين حرب، الحرب الوطنية العظمى، حرب الحق لأجل الحرية والاستقلال لأراضيهم. فقط الاتحاد السوفيتي من كان بالقوة لكسر العمود الفقري للألة العسكرية الألمانية التي لم تعرف الخسارة واستولت على جميع أوروبا. ان الجيش السوفيتي هو الذي الحق اشد الضرر بالقوات المسلحة الألمانية وحلفائها الأوروبيين، مساهم في كسر شوكة الفاشية وواضعا تلك المساهمة التي هزمت الفاشية وحررت أوروبا منها.
في الغرب كانت حرب الشعب السوفيتي ضد الفاشية، تسمى -ومنذ وقت طويل – “الحرب المجهولة”، بغرض إخفاء دور الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية. بل والاسواء من ذلك، كانت المحاولات في تحريف التاريخ من خلال عرض الاتحاد السوفيتي كالمسؤول عن الحرب او المعتدي في نفس الخانة مع الفاشيين الالمان. تم ادخال نظرية المسؤولية المشتركة في اذهان الأجيال المعاصرة التي لا تتذكر تلك الاحداث القديمة ان كل ذلك تحريف مقصود للحقيقة.
لكي تفهم الحرب، لابد ان تكون ملما بأسبابها. تلخص ذلك في انه وبعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى، فرضت المانيا شروطا مهينة للسلام، التي أدت الى ارتفاع ونمو الروح الوطنية في البلاد، تلك الموجة التي ركبها النازيون بقيادة ادولف هتلر نحو السلطة.
لقد كان رافضا لنتائج الحرب العالمية الاولي واخز مسار المعارضة غير متفق مع القوى العالمية نتيجة ذلك كانت ضم النازيين للنمسا في العام 1938 وبعدها مضوا ممزقين تشيكوسلوفاكيا. في سبتمبر من العام 1939 ومن خلال مهاجمتها لبولندا، اشعلت المانيا الحرب العالمية الثانية. والتي أصبحت أكبر قتال مسلح في تاريخ الإنسانية، انخرطت فيه 61 دولة مجموع سكانها 1.7 مليار نسمة.
وحتى نقطة معينه كانت اتفاقية عدم الاعتداء المبرمة في أغسطس من العام 1939 بين المانيا ولاتحاد السوفيتي سارية المفعول ولكن قامت الإدارة السياسية العسكرية للرايخ الثالث، بإعداد خطة اعتداء ضد الاتحاد السوفيتي وكان لها الاسم الحركي “خطة بربوسا” التي كان الهدف منها القضاء على الامة السوفيتية والاستحواذ على ثرواتها والقضاء على الكم الأكبر من الشعب و”المنة” أراض البلاد حتى جبال الاورال. بدأت القيادة الألمانية من نقطة الحاجة على التأكد من هزيمة الجنود السوفيتيين والاستلاء على الأراضي في الجانب الأوروبي من البلاد في حرب البرق (“بليتزكريج”).
في الثاني والعشرين من يونيو من العام 1941 قامت المانيا وحلفاؤها بغزو الاتحاد السوفيتي غدرا، مثل ذلك الغزو فقطة البداية للحرب الوطنية الكبرى. على غر ما حسبه هتلر -بالانتصار السريع- الجيش السوفيتي لم يهزم كل الدول الأوروبية بل اظهر مقاومة حولت البليتزكريج الى حرب طويلة الأمد في نفس الوقت كان من الممكن كبح العداء النازي مقابل خسائر فادحة، اول هزيمة كبرى للفيرماخت هي هزيمة الجيش النازي في معركة موسكو (1941 – 1942) والتي منها تشتت اسطورة الفيرماخت الذي لا يقهر. الخطوة التلية كانت معركة ستالينجراد في خريف وشتاء (1942 – 1943) التي تم فيها هزيمة مجموعة المانية ضخمة. كانت هذه نقطة التغير المحورية في الحرب الوطنية العظمى وعلى مسار الحرب العالمية الثانية. بعد معركة كورسك في صيف 1943، تحولت الأفضلية الاستراتيجية الى الجيش السوفيتي.
معركة دنيبر في خريف 1943 وضعت الالمان اما مراجعة لحساباتهم بشان مواصلة الحرب طويلة الأمد. ونتيجة للهجمات الضارية التي وجهها الاتحاد السوفيتي في ربيع وصيف 1944 تم طرد الغزو النازي الألماني من الأراضي السوفيتية.
خلال الهجمات التالية، قام جيش الاتحاد السوفيتي بمهمة تحرير لإخراج النازيين بمساعدة الحركات الوطنية لدول اروبا الشرقية والوسطى (بولندا، رومانيا، تشيك، يوغوسلافيا، بلغاريا، هنغاريا، النمسا وجزء من النرويج). في ابريل – مايو من العام 1945 هزمت القوات السوفيتية المجموعة الأخيرة من القوات النازية في عمليتي برلين وبراغ، التي اجتمعت فيها مع قوات الحلفاء التي تقدمت من الجبهة الغربية. وفي التاسع من مايو 1945 استسلمت المانيا من دون شروط او قيود.
انتهت الحرب الوطنية العظمى بنصر عسكري وسياسي واقتصادي وأيديولوجي كامل للاتحاد السوفيتي الذي بفضله تم اخراج المعتدي الأبرز من الحرب العالمية الثانية. اليابان العسكرية أصبحت غير قادرة على المقومة وحيدة مجموعتها الأرضية المليونية تم هزيمتها من قبل الجيش السوفيتي في صيف 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بغض النظر عنما يقال، فإن حتمية نتيجة الحرب العالمية الثانية لم يكن بسبب الاستيلاء على جزر المحيط الهادئ في 1944 – 1945 وليس بسبب فتح الحلفاء للجبهة الثانية في أوروبا في يونيو من العام 1944 ولكن، بسبب هزيمة القوات الألمانية في معارك الجبهة الشرقية في العام 1943 خلال الحرب الوطنية العظمى.
في روسيا وجميع البلاد السوفيتية السابقة، تشيد شعوبها بؤلئك الذين ضحوا بأرواحهم لهزيمة العدو. ان ثمن الانتصار غالي، كان مجموع الخسائر في الأرواح 26.6 مليون مواطننا وكان اغلبهم من المدنيين. ويجب ان لا ننسى ال 13.7 مليون الذين لقو مصرعهم في مناطق الاحتلال والذين ماتوا من الجروح والاصابات. ان ذكرى من مات في الحرب الوطنية العظمى لن تمحى من ذاكرة السوفيتيين ومن هنا تأتي عظمة النصر الذي يحتفل بذكراه ال 75 في هذه الأيام.

Exit mobile version