مدينة الجنينة بين الكورونا والكهرباء

تقرير إخباري  : انعام النور

في الوقت الذي اتجه فيه العالم لتجهيز المرافق الصحية لإستقبال حالات مرض كورونا؛ ظل ولاية غرب دارفور تبحث وراء
الخدمات الصحية التي يحتاجها المريض في ظل غياب تام للرقابة والشفافية؛ فالثقة أصبحت معدومة تماما لدى المواطن؛ فيما يتعلق بتقديم الخدمات الصحية عامة؛ يأتي ذلك في ظل حديث أن الولاية تعتبر من الولايات ذات التحصيل الممتاز

ومع أن الولاية حدودية؛ ومعلوم أن الحدود تمثل أكبر ناقل للعدوى بين الدول؛ الا ان غرب دارفور تبدو غير مستعدة لذلك؛ فمركز العزل بالمدينة تم تأجيل افتتاحه لعدم جاهزية وزارة الصحة؛ فوق كل ذلك بدأ التيار الكهربائي في الجنينة في أسوأ حالاته؛ مما جعل الحال مسجون بين الكورونا والكهرباء.

مركز العزل

بالنسبة لمركز العزل؛ يقول دكتور ابراهيم ادم عثمان المدير الطبي لمركز العزل بالجنينة؛ إن المركز تم إعداده حديثآ سعته 43 سرير شامل كل الأقسام من الحالات المشتبهة إلى العناية المكثفة والتنفس الصناعي؛ إضافة إلى غرفة الولادة للسيدات الحوامل المصابات؛ وغرفة عمليات طارئة؛ وأعلن جاهزية إصطاف الكادر الطبي الموجود داخل المركز من(التمريض والمختبرات ، الصيدلة ، عمال النظافة وإصحاح البيئة ، فريق مكافحة العدوى”؛ واكد إبراهيم أن افتتاح المركز كان مقررا له يوم امس الاثنين ولأسباب تم تأجيل افتتاحه لليوم الثاني الا انه تم تأجيله مرة اخرى لأسباب تتعلق بالكهرباء.

إخفاقات حاضرة

وأشار دكتور ابراهيم الي الإخفاقات والمشاكل التي تواجهها مركز العزل في ظل محاصرة الولاية بكورونا من كافة المناطق التي ظهرت فيها حالات إشتباه؛ وقال إن المركز ينقصه العديد من الخدمات الصحية كالأوكسجين ، مولد طاقة احتياطي؛ وأضاف ” لا توجد بالمركز اوكسجين خاص به و ناخد من مستشفي الجنينة التعليمي والكلام دة لو بقى عندنا مرضى كتار بندخل في مشكلة”؛ أشار ابراهيم إلى وجود جهازين تنفس اصطناعي وهي لا تكفي لمركز عزل وأضاف “موعودين بإثنين لكن تواجهنا مشكلة الترحيل والوزارة لم تشرع في عمل ترتيبات”

أزمة الكهرباء تعود

بالرغم من التصريحات التي صرح بها والي ولاية غرب دارفور المكلف ربيع عبدالله آدم؛التي قال فيها “لا توجد مشكلة في الوقود بل توجد مشكلة في الوابورات و هذه الوابورات وهذه المحطات تحتاج إلى مزيد من المراجعات على مستوى المركز وليس على مستوى الولاية”؛ الا ان أزمة انقطاع التيار الكهربائي في غرب دارفور؛ ظل موجودا دون تقديم الشركة السودانية للتوليد الحرارى المحدودة؛ اي دافع ولا تبرير يؤدى للأمر؛ فانقطاع التيار الكهربائي المتواصل لأكثر من اسبوع أدى إلى معاناة المواطن في غرب دارفور والقى بظلاله على مناحي الحياة وبالكاد تصل الكهرباء لمنازل المواطنين لساعات وبشكل متقطع ، هذا الانقطاع يؤثر على تقديم الخدمة للمرضى في المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى توقف العديد من الورش عن العمل.وقال الدكتور ابراهيم ان انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا يفاقم من معاناة المرضى في منازلهم وفي المستشفيات وفي المراكز وأضاف “العديد من المرضى ممن هم بحاجة إلى أجهزة والتي تعتمد أساسا على التيار الكهربائي فضلا عن زيادة درجة الحرارة على الأطفال وخاصة الرضع مع ارتفاع درجات الحرارة كل هذا ينعكس سلبياً على المرضى”

غياب التنسيق

يبدو أن الولاية تعاني من مجموعة كبيرة من المشاكل تقريبًا في جميع مجالات الحياة وعدم التنسيق المحكم للجهات ذات الصلة التي تراوغ ولا تفلح في توفير الحلول المناسبة؛ إضافة إلى غياب تام للرقابة في جميع القضايا المطروحة في الساحة من جشع التجار لتفاقم أزمة المياه والكهرباء والإخفاقات الصحية بمركز العزل بالولاية دون سابق إعلام ،وهو ما عطّل مصالح المواطنين وحرمهم من الوصول إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.

Exit mobile version