البعثة الاممية ..جدل المصالح والدوافع

تقرير إخباري : النورس نيوز

جدل كثيف صاحب الخطوة المرتقبة لدخول قوة حفظ سلام تتبع للامم التحدة للسودان فى مايو المقبل تحت الفصل السادس؛ للمساهمة فى اعادة تنمية و اعمار البلاد و ذلك اتساقا مع متطلبات الحاجه لاعادة التاهيل الدول الخارجة من الحروب و الأزمات.

رؤى مختلفة و متباينة بعضها مشكك و الآخر اختلطت عليه مهمة البعثة ، غير ان الثابت ان البعثة الاممية لحفظ السلام ظلت موجودة بالبلاد منذ العام 2007 تحت البند السابع التدخل السريع و ان تفويض البعثة المرتقبة تحت الفصل السادس المرتقب يعد خطوة متقدمة لان مهمة البعثة ستكون فقط للاسهام فى البناء و التعمير وهو أمر مستحق لدولة السودان ذات العضوية الكاملة فى الجمعية العامة للامم المتحدة و ان هذه البعثة ستملا الفراغ الذي سينتج عن انسحاب قوات اليوناميد التى تعمل تحت الفصل السابع و بقرار من مجلس.الامن الدولي ؛ بينما البعثة الأممية المقترحة تاتى بناء على طلب الحكومة السودانية للمساهمة في تعزيز و بناء السلام و عودة النازحين و اللاجئين.

اشتراطات

الحكومة السودانية اكدت ، أن أيّ نقاش حول إنشاء البعثة السياسية الأممية ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أو نشر عناصر شرطية أو عسكرية، لن يكون مقبول لدى الحكومة الانتقالية.وقال مجلس الأمن الدولي، الجمعة، إنه ينوي مناقشة التخفيض التدريجي لقوات حفظ السلام في دارفور (يوناميد) وانشاء بعثة تخلفها توطئة لاتخاذ قرار بحلول نهاية شهر مايو. وذلك ردًا على طلب تقدم به رئيس الوزراء السوداني في 9 فبراير الفائت، لإنشاء بعثة سياسية تحت الفصل السادس.وأفادت وزارة الخارجية، فى بيان تناقلته وسائل الاعلام ان السفير عمر صديق مندوب السودان في الأمم المتحدة، اكد خلال جلسة مجلس الأمن في مداخلته أن البعثة السياسية يجب أن تُنشأ بشكل شفاف وتشاوري يضمن المِلكية الوطنية للبعثة وتكون وفقاً لمقتضيات الفصل السادس من الميثاق”؛ وقال صديق ” أن أيّ نقاش حول نشر البعثة ضمن الفصل السادس أو نشر عناصر شرطية أو عسكرية وفقًا له، لن يكون مقبولا لدى الحكومة الانتقالية”.و كانت الجلسة عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي، وجرى فيها التداول حول التقرير المشترك للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الصادر في مارس الماضي، عن بعثة اليوناميد.
وقال مندوب السودان لمجلس الأمن، إن رئيس الوزراء فصّل في خطابه المقدم للمجلس والذي دعا فيه لمنح الأمم المتحدة تفويض إنشاء بعثة سياسية في بلاده؛ نوع الدعم الذي يحتاجه السودان بعد خروج بعثة اليوناميد.وأكد على أن السودان منفتح للتعاطي بإيجابية مع مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى صيغة تعقب خروج بعثة اليوناميد، بما يساهم في تقوية الجهود التي تجري في البلاد لإعادة الإعمار والتنمية وإرساء أسس بناء السلام، ليس في دارفور فحسب، بل في كافة أرجاء البلاد.
وأشار إلى أن السُلطات الحكومية شرعت في وضع استراتيجية لحماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنساء وبناء سلام مستدام.
ودعا صديق ، وفقًا لبيان وزارة الخارجية، لإزالة اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأعرب عن تقديره لدور أصدقاء السودان للمساعدة في التقليل من الوطأة الثقيلة التي خلّفها نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

فهم مغلوط

السفير الصادق المقلي الناطق باسم الخارجية السابق استهجن ما يثار عبر وسائل الاعلام و الوسائط الإلكترونية عن ان البعثة تعتبر بمثابة وصاية أممية للسودان؛ وقال فى حديث “للنورس نيوز” إن من يثيرون هذا يجهلون تماما مواد ميثاق الامم المتحدة؛ وأضاف”الفصل الثالث عشر من الميثاق الامم المتحدة يعنى بالية الوصاية و التى تؤكد ان اى دولة كاملة العضوية فى الامم المتحدة كاملة السيادة و العضوية لا ينطبق عليها نظام الوصاية و تشير المادة 1/2 منه لمبدأ المساواة و الاحترام لكل الدول الأعضاء؛ و نبه المقلي إلى ترتيبات البند السابع للدول؛ لافتا إلى ان هذه المادة هى التى دخلت بموجبها قوات اليوناميد ابان العهد البائد و التى مثلت انتقاقصا للسيادة السودانية؛ و اشار فى هذا الصدد إلى ان معسكر كلمة احد معسكرات اللجوء بدارفور لم يستطيع اي مسئول من الاتقاذ الوصول اليه بما فيه المخلوع.و قال المقلي ان القوات المرتقبة و التى ستحل محل قوات اليوناميد تاتى تحت البند السادس و هى قوة تدخل للبلاد بناءا على طلبها و هى بعثة اختيارية تطلب من قبل الدول التى تخرج من الحروب للسلام من اجل وضع الترتيبات الخاصة بالنازحين و اللاجئين و اكد ان السودان حاليا فى امس الحاجة لهذه البعثة لبناء مرحلة ما بعد السلام و لتعزيز الديمقراطية و السلام.

مميزات

السفير عمر صديق رئيس بعثة السودان اشار لمميزات نجاح البعثات السياسية الخاصة على عدة إعتبارات لعل أهمها إلتزام أطراف النزاع بما يتم الإتفاق عليه وعلى وجود فضاء سياسي صالح يمكن العمل من خلاله وتوفير الحد الأدنى من الأمن والإستقرار. و اضاف صديق بحكم التجارب السابقة والماثلة الآن للبعثات السياسية الخاصة فقد أظهرت بعض النماذج ان البعثة تعمل على دعم للجهود الوطنية لنزع وحل الخلافات وبناء سلام مستدام بحكم أن اللاعبين الوطنيين هم من يحددون الأولويات والأهداف التي تطلبها الدولة حين إنشاء البعثة، و ان البعثات تكون محكومة ومكلفة بالعمل بشكل لصيق مع أصحاب المصلحة الوطنيين في تحديد وتنفيذ الأولويات وبناء القدرات الوطنية في مختلف المجالات المتفق عليها. فضلا عن تحلى البعثة بالمرونة فى منع النزاع وصنع السلام هما قضتان اساسيتات والإحتياجات. و تتسم البعثات السياسية ايضا بمقدرتها على الإستجابة السريعة للتعاطي مع ما يطرأ في مجال بناء السلام وصيانته والمقدرة على إستيعاب المتغيرات على الأرض لتحقيق مكاسب طويلة المدى بجانب تهيئة وتوفير الأرضية المناسبة لحل المنازعات سلمياً و العمل بشراكة مع المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية لتوفير وتعزيز المقدرات و ومعالجة جذور النزاعات ومساعدة الدول الخارجة من نزاعات لبناء سلام مستدام.

Exit mobile version