تغطية خاصة

نقابة كنانة الفرعية واظافر السياسة

الخرطوم :النورس نيوز
ربما كانت حالة نقابة شركة سكر كنانة؛ حالة أكثر من خاصة وفقا للوقائع والتداعيات التي صاحبت وتلت قرار لجنة إزالة التمكين؛ ومثلما هو معلوم أن العاملين في كنانة؛ رفضوا قرار اللجنة؛ التي قضت بتكوين لجنة تسيرية للنقابة الفرعية للشركة؛ وكان دافعهم وراء الرفض المبرر هو أن “البعض” يسعى عبر محاولات لتسيس القضية المهنية بغية السيطرة عليها.

وعبر مرافعات قانونية؛ محترفة قادها فريق قانوني من كنانة؛ بقيادة المحامي معتز المدني؛ عادت الأمور إلى سياقها الطبيعي بعيدا عن أظافر ومخالب السياسة؛ فلجنة التفكيك التي قبلت الطعن المقدم؛ قبلت أيضا بتكوين لجنة مؤقتة لتسيير أعمال النقابة إلى حين إجراء انتخابات حرة ونزيهة يمارس فيها العاملون داخل الشركة حقهم النقابي دون أي تدخل من شأنه أن يؤثر على عدالة ومهنية العمل النقابي.

وحسنا فعلت لجنة التفكيك التي حصرت مهمة اللجنة التسيرية في حصر العضوية؛ والتحضير للجمعية العمومية لنقابة كنانة وتعيين فرعية مؤقتة لثلاثة أشهر بحسب منطوق هذا القرار؛ إضافة إلى الإعداد لانتخابات حرة وشفافة ينتخب عبرها العاملين النقابة التي تمثلهم؛ فهو قرار انبت السرور في نفوس العاملين الذين يتركز همهم بالطبع في استقرار آمن وبيئة عمل صالحة للإبداع…وكان بعض العاملين بالشركة أبدوا تبرمهم ورفضهم لمحاولة البعض الاستيلاء على النقابة دون انتخاب وبعيداً عن رأي واشراك العاملين؛ وقال مصدر من العاملين إن المجموعات التي تتبنى الحراك في موضوع النقابة تنقسم إلى ثلاثة فئات احداها كانت قد أعلنت الإضراب من قبل وتسببت في خسائر للشركة وتم فصل بعضهم واخرى تقوم بتحريض العاملين؛ وقال إن الفئة الثالثة كانت تنتمي للمؤتمر الوطني والآن تدعي الثورية وتريد ان تمتطي ظهر الثورة وهي بعيدة عنها.
وأوضحت مرافعة المحامي معتز المدني؛ التي دفعها نيابة عن موكليه العاملين؛ الكثير من له علاقة بتطلعات العاملين؛ ويقول معتز إن اللجنة غير مختصة وكذلك مسجل تنظيمات العمل بموجب القانون؛ منوها إلى أن الذي صدر من اتهام بحق اللجنة لا يصدر الا من اعضاء النظام البائد الذين لامكان لهم؛ مؤكداً أن موكليه كانوا جزء من لجنة التسيير التي تم تعيينها حتي تقديم استقالتهم في الرابع من أبريل الجاري؛ وقال إن موكليه لهم الشرف بأن كانوا جزء من الإضراب والعصيان المدني ابان الثورة المجيدة؛ وان اعضاء في لجنة التسيير التي تم تكليفها ظلوا يحرضون ضد الشركة واستقرارها؛ وأضاف” الزعم والتزرع بمشاركة البعض في الثورة يعني انتظار المقابل من فعل وطني والحقيقة ان هذا واجب الجميع وقد قام به كثير من اهل السودان”؛ وأشار المدني الي ان التوقيعات التي تمت من العاملين لم تكن بالإكراه إنما من واقع عدم رضاهم عن الاختيار الذي تم للجنة دون علمهم.
ولكن وسط كل تلك الإشارات والتدافع؛ يلزمنا البحث عن إجابة لسؤال ماهو دور إدارة الشركة فيما يجري؟ وفقا لمعلومات إن إدارة
الشركة ظلت بعيدة عن الأمر ولم تتدخل في اختيار النقابة القديمة او الجديدة؛ وتركت الخيار للعاملين لكونهم أصحاب الشأن؛ وذلك من منطلق إيمانها بالديمقراطية وإتاحة الفرصة كاملة؛ ولكن بالمقابل ومع التشاور المستمر الذي ظلت تقوم به الإدارة مع النقابة؛ لم تتغافل عن أدوارها الأساسية لكونها حققت نجاحات وانجازات تمخضت عن مشروعات ضخمة سيعلن عنها وتفتتح في إكتوبر المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *