الأخبار الرئيسيةحوارات

(النورس نيوز ) يوثّق حكاية أصغر هداف للدوري الممتاز (2)

الخرطوم : ناصر بابكر

ريشموند.. من حواري (أرض النجوم) إلى الخرطوم

أوسو اكتشف موهبتي.. هذا (..) ما دار بيننا في أول لقاء.. فيورنتينا نقطة تحول وصدفة غريبة قادتني للسودان

 

لم يكن أكثر المتفائلين في الخرطوم الوطني يتوقع أن ينجح المهاجم صغير السن عديم التجربة الذي تعاقدوا معه في أكتوبر من العام ٢٠١٨ في أن يتوج هدافاً للممتاز من خلال موسمه الأول والأخير مع النادي ليصبح أصغر هداف في تاريخ كبرى المسابقات الكروية السودانية، الأمر الذي فتح أبواب المريخ على مصراعيها للمهاجم الغاني ليحقق الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمه باللعب لأكبر أندية القارة وصولاً للحلم الأكبر وهو ملاعب القارة العجوز..

(النورس نيوز) التقط القفاز وجلس لساعات إلى ريشموند انتوي لتوثق حكايته منذ لحظة الميلاد حتى يومنا هذا الذي يترقب فيه المهاجم ذو العشرين ربيعاً زوال الوباء العالمي وعودة الحياة لطبيعتها ليعود لممارسة هوايته في مغازلة شباك المنافسين واستكمال رحلة التألق مع المريخ.. فإليكم الحلقة الثانية من قصة أصغر هداف في مسيرة الممتاز:

تمهيد

تطرقنا في الحلقة الأولى إلى قصة أصغر هداف في تاريخ الدوري الممتاز لنشأة ريشموند. أسرته.. وطفولته التي قضاها في مداعبة الساحرة المستديرة.. اليوم وفي الحلقة الثانية نسلط الضوء على خطوات ريشموند الأولى في سلم الاحتراف ونتعرف على هوية مكتشف موهبته والذي كان وراء تقديمه للدوري السوداني ونقله من حواري غانا (أرض النجوم) إلى الخرطوم.

لقاء مع أوسو

لم ينقطع تعلق ريشموند بكرة القدم الذي بدأ كما أشرنا بالأمس منذ سنوات صباه الأولى، بل ظل شغفه وولعه بكرة القدم يكبر معه ويزداد يومًا تلو الآخر.. يحكي انتوي ويقول: مع تقدم السنوات وتجاوزي سن العاشرة، زادت درجة ارتباطي بكرة القدم وصرت أتدرب صباح مساء في أيام الإجازات، ولا يمر علي يوم بدون تدريب إبان أيام الدراسة، وهو أمر ظل متواصلًا حتى أكملت مرحلة التعليم الأساسية وحصلت على الشهادة، وكنت وقتها بلغت سن ١٥ عاماً.. ويضيف ريشموند: كانت هنالك ملاعب بالقرب من الحي الذي أسكنه تتدرب فيها مجموعة من الشباب وكنت أتدرب معهم بشكل يومي، وذات مرة وعقب نهاية أحد التدريبات حضر إلي شخص وعرفني بنفسه وكان هو المدرب الشاب برنس أوسو الذي تحدث إلي وأشاد بالموهبة التي أتمتع بها وأخبرني أنه يمكن أن يساعدني ويطورني إن لم يكن لدي مانع، فوافقت على الفور وعاهدت نفسي أن أبذل كل ما بوسعي لأستفيد من هذه الفرصة.

معسكر فيورنتينا

كان ريشموند على قدر العهد الذي قطعه على نفسه، وأظهر التزاماً كبيرًا مع مدربه برنس أوسو الذي بذل مجهودًا مقدرًا لصقل موهبة اللاعب الصغير وتطوير قدراته، وهو ما يحكي عنه انتوي بالقول: عندما التقاني أوسو وتحدث إلي سألني: متى نبدأ؟ فأجبته بأني جاهز من اللحظة وبالفعل بدأنا تدريبات منذ اليوم التالي صباحاً ومساء، حيث ظل برنس أوسو يخضعني لتدريبات شاقة وعنيفة تشمل تدريبات لياقة بدنية بالجري والتحمل والسرعة والمرونة إلى جانب تدريبات بالكرة على التحكم والتمرير والتسديد وعلى الرغم من صعوبة التدريبات وكثافتها إلا أنني كنت حريصاً على أدائها كما يجب والتحلي بالصبر لأن لدي حلم أود تحقيقه وهدف أتطلع إليه، وبالتالي لم يكن من الممكن إهدار تلك الفرصة.. وذات يوم أخطرني أوسو أنه حضّر لي مفاجأة مكافأة على اجتهادي في التدريبات والالتزام الذي أظهرته خلالها وكانت بحق مفاجأة سعيدة ولا تصدق بالنسبة لي وأنا وقتها بلغت للتو السادسة عشرة من العمر حيث رتب لي أوسو معسكراً مغلقاً وفترة معايشة لثمانية أشهر في أكاديمية نادي فيورنتينا الإيطالي.. ويواصل ريشموند: الأشهر الثمان التي مكثتها بإيطاليا قدمت لي فوائد لا تحصى، حيث التقيت خلالها بمجموعة كبيرة من المواهب الشابة من مختلف أنحاء العالم وتواجدي بمعسكر مغلق لثمانية أشهر هيأني لخوض تجربة الاحتراف الخارجي لأنها كانت المرة الأولى التي أمكث فيها فترة كتلك بعيداً عن أسرتي وبعيداً عن بلدي إلى جانب نوعية التدريبات سواء المتعلقة بتنمية المهارات أو الجوانب التكتيكية والتغذية السليمة للاعب كرة القدم وبناء العضلات وغيرها من الجوانب المهمة لصناعة لاعب محترف.

تجربة قصيرة

بعد ثمانية أشهر قضاها في أكاديمية فيورنتينا الإيطالية، عاد ريشموند أنتوي إلى بلاده وكان ذلك في شهر مايو من العام 2018 ليبدأ بعدها أول خطوة في مشواره المهني، وعن هذا الأمر يقول اللاعب: بعد فترة وجيزة من العودة إلى أكرا، تعاقد معي فريق (تيما يوث) وهو أحد أندية القسم الأول في تلك الفترة ليكون أول نادٍ ألعب له، غير أن تجربتي معه لم تستمر لفترة طويلة بل كانت تجربة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر شاركت خلالها في مباراتين فقط.

محطة الخرطوم

في الوقت الذي بدأ فيه ريشموند تجربة صعبة وغير موفقة بالدوري الغاني وهو بسن الـ(17) عاماً، كان الخرطوم الوطني في مطلع أغسطس 2018 أعلن إقالة مدربه أبوعبيدة سليمان والتعاقد مع الغاني برنس أوسو مديراً فنياً بعد أن سبق للأخير العمل في منصب المدرب العام معاوناً للمونديالي كواسي أبياه، ووصل أوسو للخرطوم في الأسبوع الثالث من شهر أغسطس ليبدأ مشواره مع الوطني لتطلب إدارة الخرطوم منه إحضار مهاجم للفريق للتعاقد معه في فترة التعاقدات الرئيسية في (أكتوبر 2018) ليختار أوسو وبلا تردد الموهبة التي اكتشفها وبذل جهداً كبيراً في تدريبها وتطويرها وهو ريشموند أنتوي الذي يعلق على هذه القصة بالقول: الأقدار لعبت دوراً كبيراً في أن تكون بدايتي الحقيقية كلاعب كرة محترف من السودان، إذ شاءت الصدفة أن يتعاقد الخرطوم الوطني مع مكتشف موهبتي وهو برنس أوسو مديراً فنياً وأن يطلب منه النادي التعاقد مع مهاجم لأن الفريق يعاني في هذا المركز، وبالفعل اتصل بي أوسو وأخطرني أنه يريدني معه في فريقه الخرطوم الوطني وبالطبع وافقت بلا تردد لأني مدين بالكثير لهذا الرجل، وأعتبر أنني محظوظ للغاية بأن تكون بدايتي الحقيقية تحت قيادته.

تشاهد غداً

ترقبونا غداً في الحلقة الثالثة من حكاية ريشموند التي يكشف من خلالها ما دار في ذهنه للوهلة الأولى عندما وصله عرض الخرطوم.. انطباعاته بعد الوصول للعاصمة الثانية.. رأيه في الدوري السوداني وفوزه بلقب الهداف في موسمه الأول والأخير مع النادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *