حقائق أزمة الأسمنت وارتفاع الأسعار

الخرطوم: النورس نيوز

مما لا يدع مجالا للشك؛ أن العرض والطلب هو اللاعب الأساسي في ارتفاع اسعار السلع؛ وخصوصاً في الصناعات الإستراتيجية، ويمثل الأسمنت أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدول في النهضة العمرانية وتقدم الدول، وكذلك دخوله في عدة صناعات من ضمنها صناعة الذهب، لذلك أصبح هنالك طلب عالي جدا للأسمنت في السودان.
وكما هو معلوم أن السودان؛ يحتضن 6 مصانع للأسمنت؛ 5 منها موجود بولاية نهر النيل والسادس بمدينة ربك، وذلك لتوفر المواد الخام بهذه المناطق.

وتختلف هذه المصانع في إنتاجها إلا أن الثابت أن السعة الإنتاجية التصميمية لهذه المصانع حوالي 23 ألف طن كلنكر في اليوم الواحد (الكلنكر هو ناتج الفرن بالحريق) وبعدها يتحول إلى أسمنت عن طريق إضافات ليتحول إلى أسمنت .

الطاقة الانتاجية لهذه المصانع حاليا تعادل 50% فقط؛ مما أدى إلى زيادة أسعار الأسمنت بالسوق السودانية لعدة أسباب أجملها رئيس قسم الإنتاج بمصنع التكامل مهندس أحمد عمر والذي أوضح لـ”النورس نيوز”، في أن صناعة الأسمنت تستهلك طاقه كهربائية عاليه جدا، والمصنع الواحد قد يحتاج إلى 25 ميقاواط في اليوم الواحد، وشهد السودان في السنين الماضية تذبذب وعجز في التيار الكهربائي مما أثر سلبًا على هذه الصناعة، التي من مشاكلها الوقود فمصانع الأسمنت تستهلك كميات مهولة من الوقود بأنواعه صلب، سائل، أو غاز. لذلك شح المواد البترولية أثر بصورة كبيرة جدًا على استقرار المصانع

وزيادة الإنتاج

ويشير عمر إلى أنه رغم تكاليف الوقود والكهرباء والضرائب والمحلية والجمارك، الا ان سعر بيع المصنع للطن الواحد لا يتجاوز الـ(12) ألف جنيه، مع زيادة حوالي 4 الآف جنيه كترحيل للطن الواحد، بسبب عدم توفر المواد البترولية، إضافة إلى أن المصانع تتعامل مع عملاء محددين ولا توجد بها نوافذ بيع مباشر للجمهور، الشئ الذي زاد من جشع التجار واستغلال وضع البلد، إضافة إلى خروج بعض المصانع عن الخدمة أو نقص الإنتاج، مثل مصنع السلام للأسمنت خارج الخدمة من حوالي سنتين بسبب مشاكل الأسبير والوقود والعاملين وتم بيعه لبعض الأشخاص، وما زال متوقفا عن العمل بسبب مشاكل متعدده، ومصنع الشمال أيضا به مشاكل في الآونة الأخيرة، بسبب استبدال الكوادر الوطنية باجنبيه، الشئ الذي انعكس على أداء المصنع والإنتاج، فيما يعاني مصنع عطبرة أيضا من نقص في الوقود بمحطة التوليد الشئ الذي جعل المصنع يعاني وتأثر الإنتاج بسبب ذلك، إضافة إلى أن مصنع التكامل للأسمنت به مشاكل إدارية وازمة بين الشريكين المصري والسوداني بسبب دخول شركة اسيك المصرية وتسريح بعض الكوادر السودانية، مما انعكس على إنتاج المصنع ونزول في الطاقة الإنتاجية من 5 الآف مبيعات إلى ألفين تقريبا، بسبب دخول العمالة السودانية في اضراب لأكثر من شهر وعدم صرف مستحقاتهم.
الشئ الذي دفع رجالات الإدارة الأهلية للتدخل لحل القضية وإيقاف إهدار موارد الوطن، وربما قد تتعقد القضية اكثر في حال عدم استجابة إدارة الشركة لقضايا العاملين، بعدما تبنتها الإدارة الأهلية، ويؤول الأمر إلى تقفيل

المصنع وفض الشراكة.

وفي حال تم ابرام عقد رسمي من قبل الشريك السوداني مع المصري لاستمرار شركة اسيك، قد يؤدي هذا الى انفجار أزمة كبري، بالشركة بسبب العقد المجحف من قبل شركة اسيك، وتسريح كوادر وطنية.
ويؤكد أحمد أن مصنع ربك يعمل أيضا بطاقة إنتاجية منخفضة بسبب الوقود، مبينا أن عدم اهتمام الحكومة بالكوادر الوطنية وحمايتها من النزيف، واستبدالها بكوادر اجنبية تصرف بالعملة الاجنبيه، الشئ الذي جعل الكوادر تهاجر الي خارج الوطن الحبيب، وخارج مجال الأسمنت مما يعني عدم استقرار المصانع من ناحيه تشغيليه واستقرار في الإنتاج، فضلا عن دخول الشركات الاجنبيه بالعمله الصعبه، أدى إلى زيادة تكاليف المنتج، الشئ الذي انعكس بدوره في اسعار الأسمنت، ودخول اسبيرات بأسعار باهظة وغير مطابقه للمواصفات والمقاييس أدى إلى رفع سعر المنتج وتوقف المصانع بسبب جودة الأسير، إضافة اليزعدم وجود ورش بتقنيات عاليه، أدى إلى كثرة في المشاكل الفنية، وانعكست على الإنتاج، وعدم وجود معاهد فنية متخصصة لتطوير الكوادر الوطنية والرواتب الهامشية أدى إلى عدم الرغبه من قبل الكوادر السودانية في الالتحاق بمجال الأسمنت، ونقص المواد الخام (كربونات الكالسيوم)، ادي إلى شح في الانتاج، وقد يؤدي إلى خروج بعض المصانع عن العمل في السنين القادمة.

Exit mobile version