حوارات

محمد علي الجزولي (للنورس نيوز ) : الجيش ارتكب جريمة كبري وعليه التوبة

حاوره : صلاح باب الله

قطع رئيس حزب دولة القانون والتنمية الدكتور محمد علي الجزولي بأن جميع الأسباب التي ثار من أجلها الشباب السوداني راحت أدراج الرياح وأكد أن السودان الآن وقعت فيه (٥) كوارث كبيرة جدا وأوضح من بينها الاستهداف الواضح للهوية الإسلامية وأشار إلي أن الوثيقة التي وصفها بالمشؤومة ألغت الإسلام لأول مرة كاطار مرجعي قيمي في السياسة السودانية أو حتي كدينا رسميا للدولة وأضاف هذا لم يحدث منذ استقلال السودان في دساتيره المختلفة.وأشار الجزولي في حوار مع النورس نيوز إلي أن السفير الإماراتي في الخرطوم قال خلال عشاء مع قوي الحرية والتغيير ان التغيير الذي حدث في السودان كله صنعته الإمارات وأوضح ان السفارة لم تنفي ذلك رغم أنني ذكرته عدة مرات وأشار إلي أن وحدة السودان أصبحت في كف عفريت بعد استجابة المتفاوضين في جوبا للورقة التى قدمها مركز التقدم العربي بلندن التابع لمحمد دحلان الخاصة بالتفاوض حول المسارات الخمسة التى تعني التفاوض على حكم ذاتي وتقرير مصير هذه اشكالية كبيرة جداً.وشن الجزولي هجوما لاذعا علي القوات المسلحة وقادتها واتهمها بارتكاب جريمة كبرى بتسليمها للسلطة إلي مشروع السودان الجديد وطالبها بالتوبة من خلال استعادة السلطة المختطفة من حملة الجوازات الاجنبية واعادتها الي المنصة القومية ، ووصف مطالبة رئيس الوزراء لللامم المتحدة ببعثة اممية بموجب الفصل السادس خيانة لان هذه البعثة ستتولى ادارة الدولة عسكريا ومدنيا وتضع الدستور وتنتشر في جميع انحاء الوطن حتى المناطق التى لاتوجد فيها صراعات.

اين يقف السودان الآن في ظل الظروف الراهنة من ازمات اقتصادية ومعيشية ؟

سبق وان طرح علي ذات السؤال في احدى المواقع ” اللايف” على الفيس بوك وقلت ان السودان ثورة مختطفة وطن محتل وذكرت في الاجابة على السؤال المطروح على الهواء مباشرة ان جميع الاسباب التى ثار من اجلها الشباب السوداني راحت ادراج الرياح ، فالسودان الآن وقعت فيه خمس كوارث كبيرة جداً.

وماهي هذه الكوارث؟

الاولى تتمثل في الاستهداف الواضح للهوية الاسلامية ولذلك الوثيقة المشؤومة التى تم التوقيع عليها في السابع عشر من اغسطس الماضي الغت الاسلام لاول مرة الاسلام كإطار مرجعي قيمي في السياسة السودانية او حتى كديناً رسمياً للدولة وهذا لم يحدث منذ ان استقل السودان في دساتير 1958م و19731968م و1978م و1993م ودستور 2005م هذه الدساتير تضمنت واكدت ان الاسلام الدين الرئيس للدولة واللغة العربية لغة رسمية للوطن هذا الامر لم يضمن في الوثيقة هذا على مستوى الهوية ، اما على مستوى السيادة فلم يحدث انتقاصاً لها كما حدث الآن.

وماهو الدليل على ذلك؟

حديث السفير الاماراتي بالخرطوم في عشاء خاص مع قيادات من قوى الحرية والتغيير قال خلاله بملء فيه ان التغيير الحالي في السودان كله صنعته الامارات بهذا الاعتراف وسبق ان ذكرت هذا الحديث لمرات عديدة ولم تنفي السفارة ذلك الحديث فالسودان يعتمد على الدعومات الخارجية فميزانية لعام 2020م 54% منها عبارة عن دعومات خارجية والامارات مساهمة فيها والسعودية والاتحاد الاوروبي هذا يدل على ان السودان بات مستلب القرار السياسي والسيادة الوطنية بطريقة تجعله ينتظر غوث واطعام شعبه وتوفير الدواء والدقيق والوقود كلها ينتظرها من الخارج ” فمن لايملك قوته لايملك قراره” ، وحدة السودان الآن اصبحت في كف عفريت بعد استجابة المتفاوضين في جوبا للورقة التى قدمها مركز التقدم العربي بلندن التابع لمحمد دحلان الخاصة بالتفاوض حول المسارات الخمسة التى تعني التفاوض على حكم ذاتي وتقرير مصير هذه اشكالية كبيرة جداً.

لماذا؟

لانه بمجرد نحت مسارات خمس بالعقل السياسي السوداني وحمل الناس للتعايش مع ذلك الخطاب السياسي فالخطوة الاولى تكمن في تحويل تلك المسارات الي اقاليم بحكم ذاتي ومنها الي تقرير مصير فالسودان بات مهدد الوحدة ، فالناس ثاروا من اجل تحسين معاشهم والاسعار في الوقت الراهن والانهيار الاقتصادي المريع امر لايحتاج الي توصيف وارتفاع اسعار الدولار لاكثر من 130 جنيه والشح في السلع الضرورية هذا يعني ان الاسباب التى دفعت الناس للخروج الي الشارع في ديسمبر 2019 م ما زالت قائمة واشد.

بمعنى ان مبررات الثورة على الوضع الحالي متوفرة؟

نعم وبجانب قضايا معاش الناس هناك اسباباً مهمة تتعلق بالسيادة والهوية الوطنية واستقرار القرار ووحدة البلد فازدادت اسباب الثورة والتغيير على تلك التى كانت موجودة في العام 2018م ومن المهددات التى تواجه الوطن في الوقت الراهن هو ( ملشنة القوات المسلحة) وتحويلها الي مليشيات وادخال الحركات المسلحة الي الداخل تحت مسميات داخل الجيش هذا الامر يقضى على المؤسسات العسكرية وهي العمود الفقري للدولة القومية السودانية وتتحلى بالاحترافية والمهنية والدخول لها يتم عبر الكلية الحربية ، الآن باتت الغابة طريقاً لان تصبح فريقا في الجيش هذا يعنى ان العمود الفقري الاساسي للدولة في طريقه الي الانهيار فالسودان بهذه المهددات الخمس وجوده اصبح مهدداً.

تقييمكم للوضع السياسي الراهن في ظل ماذكرت من مهددات؟

بلا شك هو وضع هش واحذر من نقل جيوش الحركات في هذا الوضع الهش الي الداخل في ظل هشاشة احتقان وضعف عظام بين شارع وشارع مضاد واصطفافات ايدلوجية مع خطاب كراهية ففي ظل هذا الوضع اذا تم نقل الحركات بسلاحها الي العاصمة نكون صببنا الزيت على النار بنقل سلاح الي برميل بارود.

اذا ماهي رؤيتكم للسلام؟

السلام يجب ان يتم ضمن منظومة متكاملة عمادها التوافق السياسي ومعالجة حالة الاحتقان الموجودة في العاصمة وطرحنا خارطة طريق من ست خطوات.

ماهي؟

طرحتها في خطبة النداء الاخير في صلاة الجمعة بمسجد جامعة الخرطوم

اولها ايقاف العمل بالوثيقة الدستورية لانها قائمة على التمييز بين المواطنيين وتمكن قوى الحرية والتغيير من الاحتكار ورفت تعين من تحب مع الاحتكار الكامل للثروة والسلطة بنسبة 67% فمنسوبي الحرية والتغيير خانوا المنظمات التى كانوا ينتسبون اليها ويتقاضون منها مرتبات بالدولار عن الايمان بافكارهم لانهم اقاموا اوضاع اسوأ لحقوق الانسان من نظيراتها في عهد الانقاذ واقاموا تمييزاً سياسياً لفصيل معين دون سائر الفصائل وسحبت الجنسية من جميع الناس الغير منضوين تحت لوائها فالمواطنيين اصبحوا غير متساويين في الحقوق والواجبات بدليل ان وزير الحكم الاتحادي كتب في قرار تكوين لجان المقاومة في الاحياء بالنص” تتكون لجان المقاومة في الاحياء من قوى الحرية والتغيير” السودان يعيش في اوضاع دستورية شائهة باطلة فلا يمكن ان تحقق انتقالاً سياسياً سلساً للسلطة والتحول الديمقراطي.

اما النقطة الثانية من الخارطة فهي حل حكومة حمدوك وثالثها اعلان حكومة تكنوقراط من كفاءات وطنية غير حزبية ورابعها ان تكون الفترة الانتقالية لمدة عام واحد وخامسها اقامة انتخابات حرة ونزيهة وسادسها طلبنا من الجيش الذي ورط البلاد وهو يتحمل مسؤولية استهداف الهوية الاسلامية في السودان ومسؤولية اغلاق جمعية القران الكريم واغلاق المنظمات الدعوية الاسلامية التى تخدم العمل الاسلامي والدعوي وقناة طيبة الدعوية والتفكيك الذي يتم للخدمة المدنية بشخصية غير كفؤة وغير مهنية ، القوات المسلحة تتحمل مسؤولية انتقاص السيادة والتبعية للمحور للاماراتي العربية المتحدة والانقسام الحاد والكراهية الموجودة في المجتمع وهي خضعت لابتزاز قوى سياسية محددة فالجريمة الكبرى التى تواجهها البلاد تقع مسؤوليتها على القوات المسلحة وليس قوى اعلان الحرية والتغيير ” لانهم ملكية ليس لديهم قوة ولاسلاح” فالجيش مطلوب منه التوبة من الجريمة التى ارتكبها وتصحيح خطيئته التى ارتكبها باستعادة السلطة المختطفة لحملة الجوازات الاجنبية واعادتها الي المنصة القومية كلامنا واضح المشكلة برهان وليس حمدوك هذه القيادة الحالية للقوات المسلحة سيكتب الله في تاريخ المؤسسة العسكرية السودانية العريقة التى قاتلت التمرد منذ العام 1955 وقاتلت من اجل فلسطين سلمت القيادة لمشروع السودان الجديد هذه ابأس قيادة تمر على الجيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *