حوارات

الأمين العام للمجلس الاسلامي للجنوب : نحتاج لمساجد لزيادة عدد المسلمين

حاوره : رضا باعو –

كشف الأمين العام للمجلس الاسلامي لجنوب السودان عبدالله برج عن ارتداد عدد كبير من المسلمين عن دينهم وبرر ذلك بالأوضاع الصعبة التي يعيشونها في مجتمعاتهم وأشار الي أن كثير من أبناء المسلمين يدرسون في مدارس كنسية ويدرسون التربية المسيحية وقطع بوجود عدة مشاكل يعانون منها في جنوب السودان. واشار برج خلال حوار مع(النورس نيوز) بجوبا الي الدعم الكبير الذي يقدمه رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت للمجلس وأكد أنه يهتم كثيرا بالمجتمع المسلم في جنوب السودان وكشف عن تكفله سنويا بحج(١٠٠) من فقراء المسلمين علي نفقته الخاصة بجانب مساهمته المستمرة في توفير كيس الصائم في شهر رمضان.
واوضح برج أن حكومة جنوب السودان هي الداعم الأساسي للمجلس منذ انشائه في العام (٢٠١٠) والي الان، وكشف عن تحديات تواجه المسلمين في جنوب السودان ودعا المسلمين في العالم لتقديم الدعم لمسلمي جنوب السودان.

ماهو دور المجلس تجاه المسلمين بجنوب السودان؟
المجلس يدير شؤون المسلمين في جنوب السودان من جميع جنسياتهم وهو يقابل مجلس الكنائس والإسلام هو الدين الثاني أسس في العام ٢٠١٠م و ينظم الحج والعمرة في جنوب السودان وهو شخصية اعتبارية تدير ممتلكات المسلمين والأوقاف العامة ولها الولاية العامة علي شؤون المسلمين ومنظماتهم بجنوب السودان.

كم يبلغ عدد المسلمين بجنوب السودان؟

لا يوجد إحصاء رسمي دقيق وهي تقديرات تمت مؤخرا في العام ١٩٨٨م اوضحت أن المسلمين ١٨% والمسيحين ١٧% لكن هذه النسبة غير صحيحة فالمسلمين أقلية لكنها مقدرة والمسيحين أغلبية ونحن نقدر عدد المسلمين بحوالي(٢٥%) من نسبة السكان في جنوب السودان وينتشرون في كافة مدن وولايات جنوب السودان والمسلمين يحظون باحترام وهو مجتمع مسالم ولاتوجد حركة تقاتل بإسم المسلمين وينالون كافة حقوقهم وفقا للقوانين والدستور وظلوا في حياد حيال الصراعات القبلية وهم محل تقدير الجميع.

هل لديكم اي نوع من العلاقات مع الحكومة؟وماهو دور المسلمين في المجتمع؟

لدينا علاقة محترمة ومتميزة مع حكومة جنوب السودان والرئيس سلفاكير ميارديت يولي المسلمين تقدير خاص وله محبة خاصة للمجتمع المسلم ونحن نقابل التحية بأفضل منها فنحن أكثر المجتمعات نحترم الحكومة ونلتزم بالقوانين ولايوجد مجرم مسلم في السجون رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وتكاد تكون السجون خالية من المسلمين ونعتز بها كمجتمع مسالم وله مساهمات كبيرة في بناء البلد ونحن في جنوب السودان ساهمنا في السلام وظلت تدعو عبر المنابر ولنا علاقات متميزة مع الأخوة في مجلس الكنائس وكبار المطارنة ولهم الحق في إدارة شؤونهم ولهم الحرية في التواصل مع من يشاؤون ويدعون للدين الإسلامي ويحق لهم طلب المساعدة من أي دولة ودعمهم ونحن حريصين نكون ادوات للحفاظ علي السلام والمجلس الإسلامي يناط به حماية المسلمين من الأفكار والهدامة ويعيشون في إحترام وتقدير ويقع علي عاتقنا عدم السماح لدخول الإرهاب وحركة الشباب وبوكو حرام ويقع علي عاتقنا معرفة الداخل ونعمل مع المنظمات الإقليمية الموجودة في جنوب السودان وشاركنا في مفاوضات أديس أبابا للسلام وكذلك شاركنا في الحوار الوطني الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية وقدمنا رؤيتنا خلاله في قضايا الأمن والحكم والإقتصاد والمجتمع وهذه أطلقها رئيس الجمهورية ولدينا لجنة مشتركة مع مجلس الكنائس في قضايا السلام ولنا علاقة مع المنظمات الإقليمية وعلي رأسها الأمم المتحدة ولدينا علاقات مع جهات رسمية كوزارة الشؤون الدينية والاوقاف في السودان ولدينا معها مذكرة تفاهم وهي الان قيد الاعداد وكذلك تواصل مع المجلس الإسلامي في يوغندا وإثيوبيا ونعمل علي زيارة كينيا للتواصل مع المجلس الإسلامي هناك والوقوف علي تجربتهم.

هل لديكم أي تنسيق أو تواصل مع المؤسسات الإسلامية خارج جنوب السودان؟

لدينا علاقات مع المؤسسات الإسلامية في السعودية ومصر وغيرها من البلدان في العالم مثل تركيا والإمارات بجانب السفراء المعتمدين في جنوب السودان ولدينا تجربة رائدة للتعايش الديني في جنوب السودان وقف عليها سفراء امريكا والاتحاد الأوربي وهي تجربة اعجبوا بها ويريدون تعميمها علي الدول التي فيها نزاعات دينية في الدول من حولنا.

من اين يأتي الدعم للمجلس؟

المجلس لازال يبحث عن الشركاء وحقيقة القول أن من دعم المجلس منذ إنشائه والي يومنا هذا حكومة جنوب السودان وعندما رأت أن المجتمع الإسلامي تعبان وفقير ولديهم مشاكل أخذت على عاتقهم دعم هذا المجلس حينما عزفت المنظمات الإسلامية عن دعمه وتركوا جنوب السودان ولاتوجد منظمة إسلامية حقيقية تقوم بدعم المجلس الإسلامي في جنوب السودان توجد منظمات هناك وهناك لكنها لاتقدم خدمات كبيرة فحكومة جنوب السودان تدعم المسلمين خاصة الفقراء منهم الذين يتوقون للحج فهناك مكرمة رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت الذي يقوم سنويا بالتكفل بحج مائة مسلم من ماله الخاص وكان خير معين لهم ويعتبرهم شعبه وهذه المكرمة ظلت منذ العام ٢٠١١م وكذلك لاتوجد منظمات تقدم مساعدات حقيقية للمسلمين في شهر رمضان وجعل الرئيس يدفع ويساعد الفقراء ويقيم مأدبة كبيرة للمسلمين ويدعم توزيع كيس الصائم رغم أن الحكومة علمانية لكن إنسانية الرئيس سلفاكير وإحساسه بشعبه تجعله داعم أساسي للمجلس الإسلامي والمسلمين في جنوب السودان.

كيف هي أوضاع المسلمين في جنوب السودان؟

أوضاع المسلمين في جنوب السودان صعبة جدا ويعتبر المجتمع المسلم من أفقر المجتمعات في جنوب السودان لغياب المنظمات الإسلامية الكبيرة وعدم وجود المستثمرين المسلمين بشكل كبير بجانب عدم وجود سفراء الدول الإسلامية الكبيرة مثل السعودية والامارات والكويت وهذه الدول السخية ليست لها سفارات في جنوب السودان ويوجد فقط السفير السعودي وهو سفير غير مقيم حيث يقوم بمهام السفير من السودان ووجوده في جوبا قليل والي الان لم يقدم للمسلمين الخدمات الكافية إنسانية أو تعليمية فقط كانت مكرمة لخادم الحرمين الشريفين منذ ستة سنوات للحج وهذا يعتبر أكبر عمل قدمته المملكة العربية السعودية لكن لادعم للبنيات التحتية ولايوجد مسجد قامت ببناءه السعودية حتي الان ولامركز إسلامي ولادار أيتام قدمتها السعودية لجنوب السودان ولاتوجد كذلك إغاثة قدمتها السعودية لمسلمي جنوب السودان كما نراه في دول الجوار والسعودية لم تبدأ بعد في تقديم الخدمات في جنوب السودان وهذا أثر في حياة المسلمين بصفة خاصة وشعب جنوب السودان تأثروا لغياب دعم الدول المؤثرة لتقديم الخدمات في جنوب السودان.
الا يؤثر ذلك علي ترك بعض المسلمين لدينهم؟

اكيد للأسف حصل أن ارتد عدد غير قليل عن الإسلام ويوجد عدد غير قليل من المسلمين يدرس أبنائهم في مدارس كنسية ويدرسون التربية المسيحية ولدينا مشاكل كثيرة جدا نسعي لحلها ولكنها تحتاج لجهود متضافرة ولك أن تتخيل أن بلد لايوجد فيه دعم من السعودية والامارات والكويت وبقية دول الخليج والمغرب العربي كيف ستكون أوضاع المسلمين فيها.

هل لديكم أي تواصل مع أي من السفارات للحصول علي الدعم؟

تواصلنا وجاءنا السفير السعودي هنا وتناقشنا حول كيفية الدعم وهو الان يرتب عبر مركز الملك سلمان ولكن هذا الدعم لم يبدأ بعد ولم نخرج من مرحلة الكلام سواء مع مصر أو السعودية والكويت وغيرها ولم ننتقل الي الان الي مرحلة البيان بالعمل والمجلس الإسلامي لم يبني مسجد اومركز صحي او مدرسة بل نسارع في المحافظة علي الموجود.

ماهي أصول وممتلكات المسلمين في جنوب السودان؟

لم يكن هناك تسليم وتسلم للمنظمات بعد الإنفصال وعندما حدث ذلك هناك مدراء باعوا ممتلكات وغادروا وبعضهم غادر بالأوراق وآخرين تركوا الأمر هكذا حتي المجلس الإسلامي لم يتم التسليم والتسلم نحن الآن نبحث عن الأراضي وممتلكات المسلمين وبيوت باعوها وهناك أوقاف تحولت لأشخاص لكن بحمد الله الان الرئيس سلفاكير أصدر قرار بإعادة ممتلكات المجلس لكن هذا القرار واجهه عدم وجود المستندات والأوقاف السودانية لم تقم بتسليم وتسلم للمجلس بل غادروا هكذا مماجعل الممتلكات تنهب لأنها صارت مالا سايبا الآن ليس لدينا حصر بالاوقاف ولازلنا نبحث عنها وهذا ساهم في تازيم أوضاع المسلمين بجنوب السودان وكذلك الزكاة لم يتم تسليم وتسلم بل تم نهب لممتلكات الزكاة ونهبت العربات ونحن نعمل علي تأسيس نظام زكوي بالتنسيق مع ديوان الزكاة في السودان وهذا طبعا يحتاج لوقت وزمن والمجتمع هنا ينتظرنا وقد اتأخر في التعليم والخدمات وغيرها لكن لن نستسلم وسيظل المسلمين يؤدون شعائرهم وسنعمل وفقا للامكانيات الموجودة وفعلنا التجار الذين قاموا بصيانة وتأهيل وتوسعة المساجد الموجودة والتجار بنوا ستة مساجد علي نفقتهم الخاصة من مسلمين سودانيين وصوماليين وغيرهم.
ماهي التحديات التي تواجه المسلمين في جنوب السودان؟
هناك مناطق كثيرة لاتوجد فيها مساجد اومدارس فهناك احياء كاملة يوجد بها عدد كبير من المسلمين بلامساجد ومن فاقم الأوضاع الحرب التي كانت موجودة ولكننا الان نتفائل بعد تحقيق السلام وتكوين حكومة الوحدة الوطنية بأن تستقر الأوضاع وتعود المنظمات وتضخ الإستثمارات التي تمكن من إقامة العديد المنشآت والمساجد والمدارس والمراكز الصحية.

ماهي رؤيتكم لمستقبل المسلمين في بلادكم؟

لدينا خطة عشرية حتي العام ٢٠٣٠م وضعها مختصين فالمجلس به خيرة أبناء المسلمين ولدينا خطة سنوية فالخطط موجودة لكن نريد البيان بالعمل فكما قلت لك أن هناك بلدان إسلامية مؤثرة غيابها يجعل إقامة المشروعات الكبيرة صعبا ونأمل من الدول الإسلامية أن يتداركوا الأمر في جنوب السودان بتوفير أماكن العبادات والتعليم وإنشاء المراكز الصحية حتي يحافظ المسلم علي هويته لان المسلم يحافظ علي هويته بتوفر الأماكن التي يعلم فيها ابنائه القران وتكون لديه مدارس قوية مثلما يوجد في السودان ولدينا تحديات الحفاظ علي الهوية ونحن نصارع في كيفية الحفاظ علي هوية المسلم في مجتمع غير مسلم تحيط به ثقافات لاتتماشي مع دينه والمسلم يحتاج لمؤسسات قوية للحفاظ علي دينه وأخلاقه وهويته.

هل هناك أي بشريات لمسلمي جنوب السودان؟

نحن بخير متفائلين بالقادم أفضل ونبشر المجتمع الإسلامي بأننا خرجنا من وضع صعب ونقول لهم حافظوا علي تماسككم واناشدهم بالمساهمة في الإستقرار والسلام ويظلوا أدوات صالحة لبلادهم وأدعو المستثمرين للاستثمار في جنوب السودان ففيه إمكانيات كبيرة ولمن يريد عمل الخير فعليه أن يأتي لجنوب السودان والمسلمين في حرية ولاتوجد مضايقات من قبل الحكومة أو المجتمع بل تنقصهم شراكات حقيقية ليظلوا قوة تعمل علي بناء مجتمعهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *