تقارير

الحكومة والثورية بجوبا..النجاح فيما فشلت فيه نيفاشا!

تقرير إخباري : رضا باعو –

وقع وفد الحكومة لمفاوضات السلام والحركة الشعبية الجبهة الثورية بقيادة مالك عقار بمقر مفاوضات السلام بفندق بالم افريكا بجوبا بالأحرف الأولى على الوثيقة السياسية الخاصة بقضايا الحكم والسلطات والصلاحيات فى المنطقتين بحضور أعضاء الوفدين والمجلس القيادى للجبهة الثورية والوساطة الجنوبية والامم المتحدة والمراقبين الدوليين لعملية السلام.ووقع عن حكومة السودان حسان نصرالله عضو وفد الحكومة لمفاوضات السلام وعن الحركة الشعبية شمال الجبهة الثورية المهندس عبدالله عيسى زايد عضو وفد الحركة فى مفاوضات السلام بينما وقع عن الوساطة الدكتور ضيو مطوك عضو فريق الوساطة الجنوب سودانية.وحققت الحركة الشعبية من خلال مفاوضات عدة مكاسب لإنسان المنطقتين بعد انتزاع حقوقه التي لم تتمكن من الظفر بها طيلة الفترة الماضية.

خطوة جوهرية :

اعتبرت الحكومة التوقيع خطوة جوهرية نحو تحقيق السلام الشامل بالسودان وخطت الحكومة بهذا التوقيع خطوة كبيره نحو إتفاق السلام الشامل مثلما قال الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة لمفاوضات السلام محمد حسن عثمان التعايشي عضو مجلس السيادة الذي اوضح أن الاتفاق ناقش القضايا الرئيسية في المنطقتين “السلطة والثروة وأسس توزيع الموارد؛ هياكل وسلطات الحكم؛ الأسس المتعلقة بالترتيبات الأمنية ومن قبلها الترتيبات الإنسانية” وأوضح انه حدد الموضوعات التي سيتم نقاشها في إطار القضايا القومية في غضون الأيام القادمة.واشار التعايشي الي أن الإتفاق وضع الأسس الموضوعية لمعالجة الظلامات التاريخية في المنطقتين مستفيداً من تجارب الاتفاقيات السابقة بجانب انه عالج مستقبل الحقوق الإقتصادية والتنموية وطبيعة السلطات والإختصاصات والمشاركة السياسية في إطار السودان الموحد.وقال التعايشي أصبحنا الآن على مسافة قريبة من بناء إتفاق سلام شامل يعالج قضايا السودان في المناطق المختلفة لنضيف عهداً ثانياً لشعبنا بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

الإغاثة قبل السياسة :

رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان الجبهة الثوريةالمفاوض ياسر عرمان قال فاوضنا بمنهجية واضحة مستمدة من خبراتنا المتراكمة في التفاوض، لاسيما وان وفدنا يضم مفاوضين شارك بعضهم في التفاوض طوال الـ 32 عاماً الماضية واضاف قام منهجنا علي الإغاثة قبل السياسة وأشار الي أن الحركة الشعبية فاوضت لمدة 18 جولة مع النظام البائد حول ايصال الاغاثة للمدنيين ووقف العدائيات، وتابع كان لابد أن نبدأ من حيثما انتهينا بالاغاثة قبل السياسة وقال وقعنا اتفاقاً إنسانياً مع وقف العدائيات تعمل على تنفيذه لجنة برئاسة بثينة دينار عضو المجلس القيادي المتواجدة بالخرطوم الان.

الإطاري قبل التفصيلي :

واشار عرمان الي ان النقاش شمل قضايا الديمقراطية والمواطنة بلا تمييز، الحكم، السلطة، الثروة والترتيبات الامنية وأوضح انه جرى وضع تفاصيله على مستوى ثلاثة لجان من بينها لجنة القضايا البارزة بما في ذلك نظام الحكم – حدود إقليمي ولايتي النيل الازرق وجنوب وغرب كردفان جبال النوبة بجانب نسب الثروة والسلطة ومراحل الترتيبات الامنية، الهوية، فضلا عن تمثيل النساء وعددها 29 قضية جرى التفاوض فيها بين رئيسي الوفدين واعلن انه تم حل كافة القضايا، عدا قضيتين تم وضع خيارات لحلهما وستضاف الـ29 قضية الى الورقة السياسية التي تم التوقيع عليها بالاحرف الاولى واضاف ستكتمل الورقة السياسية باضافة 29 قضية عند التوقيع الرسمي عليها.
سد نقص نيفاشا :

واوضح عرمان ان القضايا السياسية ناقشت الصلاحيات والسلطات لنظام الحكم والسلطة والثروة دون التعرض للنسب بجانب مناقشة قضايا الارض والنازحيين واللاجئين والعدالة الانتقالية والخدمة المدنية والسلطات الحصرية والمشتركة والمتبقية والمفوضيات فضلا عن قضايا البيئة والمنظور الجديد للتنمية والتعليم وغيرها، واوضح انها ماتم التوقيع عليها بالاحرف الاولى وأشار الي انها سدت النقص الذي لم تتناوله وثيقة نيفاشا في كافة هذه القضايا.

عقيدة عسكرية جديدة

قال عرمان انه في الاتفاق الاطاري، تم الاتفاق على بناء وهيكلة القطاع الامني والعسكري بعقيدة عسكرية جديدة على المستوى القومي ودمج قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال الجبهة الثورية على مراحل زمنية تم تحديدها بالاصافة لربطها بتنفيذ الاتفاق السياسي، وأضاف هنالك عمليتين تجريان بالتزامن في بناء وهيكلة القطاع الامني والعسكري ودمج القوات وأعلن عن لقاء الوفدان قريبا لاكمال التفاصيل مع ربط ذلك بالترتيبات الامنية مع قوى الكفاح المسلحة الاخرى، وأضاف حركتنا مع بناء جيش واحد بعقيدة عسكرية جديدة وهيكلته وان يعكس التنوع السوداني وان يجري دمج الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال الجبهة الثورية على مراحل.

القضايا القومية :

واشار عرمان الي ان القضايا القومية بما فيها هيكلة السلطة على المستوى القومي وقضايا الثروة والعاصمة القومية والخدمة المدنية ومشاركة الجبهة الثورية في مستويات الحكم المختلفة والسياسة الخارجية والمؤتمر القومي الدستوري وغيرها من قضايا سيتم مناقشتها في نهاية التفاوض وستضاف الى الاتفاق النهائي واكد ان الاتفاق النهائي سيشمل نتائج الثلاثة لجان الاولى واللجنة القومية مما يعني مخاطبة قضايا السودان في المنطقتين والقضايا القومية التي تهم الجميع، واضاف لم نرد في الماضي على كثير من ما ورد من بعض الذين هم بعيدين عن ساحة التفاوض ووثائقه وبعض المغرضين كذلك حول القضايا القومية.

واشار عرمان الي ان كل ما أنجز لم يكن ليتم مع النظام البائد واوضح انه تم بفضل ثورة ديسمبر المجيدة التي جعلت قضايا السلام ضمن أركانها، ومهدت الارض للتفاوض على أساس روح الشراكة، وقال ان السلام ممكن وواجب وضروري، لتثبيت هزيمة شعبنا للفاشية ودحرها الى الابد، وتوجه بالشكر والامتنان للرئيس سلفاكير ميارديت والوساطة برئاسة المستشار توت قلواك ووفد الحكومة الانتقالية والمجتمعين الاقليمي والدولي ووفدنا المفاوض والذين بدون مجهوداتهم لم نكن لنصل الى هذه المرحلة.

الترتيب للاحتفال :

بشر رئيس فريق الوساطة الجنوب سودانية توت قلواك الشعب السودانى بالسلام الذى قال انه أصبح واقعا، وأشار إلى أن دولة جنوب السودان بدأت منذ الآن فى ترتيبات الاحتفال بسلام السودان واستقبال الضيوف المشاركين فى الاحتفالات من خارج وداخل السودان. وأوضح قلواك أن القضايا القومية المتبقية فى عملية السلام ستناقشها فصائل الجبهة الثورة ككتلة واحدة مع الوفد الحكومى.

فائدة عظيمة :

رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادى إدريس اثني علي حكومة جنوب السودان ورئيسها الفريق أول سلفاكير ميارديت لدعم عملية السلام فى السودان وهنأ الطرفين على الاتفاق، وأشار إلى أنه سيعود بفائدة عظيمة لأهل المنطقتين.وأعلن إدريس التزام الجبهة بالتوصل إلى اتفاق سلام نهائي حسب الموعد الذى حددته الوساطة فى التاسع من أبريل القادم. اذن ايام قليلة تفصل عن التوقيع النهائي علي السلام الشامل بالسودان ويبقي تنفيذه علي أرض الواقع التحدي الأكبر الذي ينتظر كتلة السلام بجانب استيعاب غير الموقعين عليه في الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان برئاسة عبد الواحد محمد نور ايذانا ببدء مرحلة جديدة في تاريخ السودان الحديث بإنهاء جميع المظالم التي أدت إلي اشتعال الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *