تقارير

حميدتى في القاهرة….(كورونا..سد النهضة ومحاولة إغتيال حمدوك) وأشياء أخري!

تقرير إخباري : النورس نيوز –FB IMG 1584217650078

وصل القاهرة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي فى زيارة رسمية تستغرق يومين بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويجرى حميدتى خلال الزيارة مباحثات فى جملة من الملفات الخاصه بمسار العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ، بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.حميدتي رافقه بعض المسئولين على راسهم وزير الدولة بالخارجية الدكتور عمر قمر الدين و مدير جهاز المخابرات الوطنى. الزيارة التى لم تفصح الحكومة الانتقالية مبررات توقيتها حيث تزامنت مع انتشار وباء فايروس كورونا الذى بات يشكل مهددا امنيا للعالم بأثره و لم تسلم منه الجارة فى شمال الوادى حيث سجلت معدلات عالية من الاصابات وسط مواطنيها الامر الذى دفع بالسلطات والاجهزة المختصة لاصدار قرار باغلاق الحدود ووقف الرحلات الجوية ، فضلا عن تزويد المعابر بمعدات الحجر الصحى كما ان الزيارة تاتى بعد فترة قصيرة من زيارة سريعة قام بها للخرطوم مدير جهاز الامن و المخابرات المصرى للخرطوم بعد يوم واحد من حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الاثنين الماضى فضلا عن انها اعقبت الموقف المتحفظ الذى اتخذه السودان تجاه مشروع قرار طرحته القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية بشان سد النهضة وعززت الخرطوم رفضها بان مشروع القرار صناعة مصرية و ان مصر عمدت لاقحام السودان فيه.تزامن الزيارة مع أكثر من مؤشر يفتح المجال امام اكثر من نافذه غاية فى الاهمية كلها دفعت حميدتي للقيام بالزيارة فى هذا الظرف المختلف.

توتر عابر :

بعض المحللون رأوا أن العلاقات بين الخرطوم و القاهرة تمر حاليا بحالة عدم رضا عام وتوتر من كلا الطرفين ،غذتها حملة اعلامية خاصه من قبل الالة الاعلامية المصرية و الوسائط تجاه الخرطوم ( كما درجت العادة المصرية فى احداث سابقة ) الحملة جاءت على خلفية
الموقف وتحفظ الخرطوم حول مشروع قرار يتعلق بسد النهضة .دبلوماسى رفيع فضل حجب اسمه تحدث ل ( للنورس نيوز ) اعتبر الموقف الذى اتخذه وفد السودان موقف جيد يتسق مع التوجه الجديد للسودان القائم على البحث عن مصالحه اولا و اخيرا و اكد السفير أن الموقف مبرر، لجهة انه ليس من العرف ان تدفع مصر بمشروع قرار و تقحم فيه الخرطوم دون ان تسمح للاخيرة فرصه معرفة تفاصيل بنوده و دواعيه مهما كانت درجة تطابق الرؤى بينهما.واوضح السفير ان اجتماعا تشاوريا كان من المفترض ان يلتئم بين وزير الدولة بالخارجية رئيس الجانب السودانى مع رصيفه المصرى ، غير انه لم يكتمل وان السودان وقف على تفاصيل محتوى القرار كغيره من الدول الاعضاء بالجامعة العربية.وتعتقد الخرطوم ان ملف سد النهضة يهم الدول الثلاثة وأنه ليس من المقبول ان يكون الامر وكأن هنالك مواجهة عربية مع اثيوبيا ويرى السودان مثل هكذا المسلك غير مفيد لملف سد النهضة.أضف الى ذلك فان الحملة الاعلامية التى يقودها الاعلام المصرى حسب الدبلوماسى لم يكن لها ان تحدث ان لم يكون هنالك خطا اخضرا من قبل السلطات المصرية ويعتقد ان الزيارة ربما هدف حميدتى منها محاولة لاعادة الامور الى وضعها الطبيعى ، هذا الى جانب فترة طويلة لم تشهد البلدين زيارات ثنائية لدفع و تحريك الملفات المتبادلة ، بخلاف الزيارة التى قام بها مدير المخابرات المصرى و يعتبر ان الزيارة ربما ترمى لاستئناف الحوار والتشاور السياسى حول ملف سد النهضة ( الملف الابرز ) خاصة ان القاهرة ترى ان اى تراخى فيه يمثل تهديد للامن القومى المصرى المرتبط بالمياه ، حيث عكس التعاطى الاعلامى حوله بعضا من القلق لبعض الاطراف و ان حميدتى هدف من لقائه بالمسئولين المصريين بعث رسائل للاطراف المهتمة بسد النهضة ان الامور مستقرة وأن اثر التوتر محدود ، واى محاولة للتصعيد تنطوى على حساسية عالية من قبل الاطراف و ان الملف يتطلب قدرا كبيرا من الدبلوماسية السياسية ، فضلا عن الزيارة فرصة ايضا لتحريك ملفات التعاون الثنائى بين البلدين خاصة الاتفاقات الموقعة فى شتى المجالات.

كورونا الهلع العالمى :

لم يستبعد خبير دولى ان يكون وباء كورونا الفتاك واحد من الملفات التى يبحثها حميدتى من السلطات المصرية حول كيفية احتواء المرض بعد ان سجلت الخرطوم رسميا حالة وفاة و ان الزيارة التى كسرت قرار الحظر سيقف عبرها حميدتى على الطرق و الاساليب التى تعتمدها القاهرة فى مكافحة وباء كورونا.بروفسير عبد الله مختار الاكاديمى وأستاذ العلوم السياسية استبعد ان يكون الهدف من زيارة حميدتى بحث التوتر الذى حدث بسبب مشروع قرار بتعلق بسد النهضة ، فى تقديره ان موقف السودان من سد النهضة معروف و لم يتغير فى عهد حكومة حمدوك وهو قائم على ان السودان ليس متضررا من قيام السد وهو يلعب دور الوسيط اكثر منه طرف فى العداء بين القاهرة و اديس ابابا وانتقد لجوء مصر للجامعة العربية التى وصفها بالمنتهية ، ورأي ان الجامعة العربية لم تستطيع فعل شئ لقضايا و ملفات عربية مهمة على راسها القضية الفسطينة وغيرها من

قضايا عربية :

واعتبر اقدام مصر على طرح مشروع عبر الجامعة يمثل حسابات اكبر من الواقع ان اى محاولة من مصر لتدويل سد النهضة ستكون خاسرة.

ملفات امنية :

ورجح مصدر حكومى (للنورس نيوز) ان تكون زيارة حميدتى للقاهرة ذات ابعاد متعلقة بالمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك خاصه وان التسريبات الاولية تشير لتورط اجانب من بينهم مصرى فى المحاولة الفاشلة ولفت لما يتم تناقله عبر الوسائط بشأن اصابع خارجية تسعى لزعزعة الامن والاستقرار فى السودان لافتا للعلاقات التى تربط بعض الدول العربية بعدد من الحركات المسلحة وقادتها ، و شدد على ان زيارة حميدتى ذات ابعاد امنية ، اكثر منها سياسية فيما يتصل بسد النهضة.

توافق وطنى :

ونقلت الانباء خبر لقاء تم بين حميدتى ومحمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بمقر اقامته بالقاهرة بحضور عدد من قيادات الحزب.

وتناول اللقاء القضايا

السياسية والاقتصادية الراهنة، وجهود الحكومة لتجاوز التحديات التي تواجه الفترة الانتقالية بما يفضي الي انتخابات حرة ونزيهة تقود البلاد نحو السلام والاستقرار. و تم التامين على جهود الحكومة لتحقيق السلام عبر المفاوضات الجارية بجوبا مع حركات الكفاح المسلح، وجهود السودان في تحقيق السلام في دولة الجنوب.ومضى للنظر تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين بما يدعم جهود حكومة الفترة الانتقالية ويحقق مصالح الشعب السوداني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *