تقارير

تقارير : مليونية “الزحف الأخضر” .. إني اري شجرا يسير

الخرطوم : نجاة إسماعيل :

إعلانات مكثفة ظهرت بحر هذا الإسبوع تتحدث عن مسيرات مليونية كبيرة جاءت باسم مليونية “الزحف الأخضر ” ، الدعوة مجهولة الهوية بدأت تسري كالنار في الهشيم وقد زعم فيها مصممو الدعوة على أنها دعوة لتصحيح مسار الثورة غير أن مفجروا الثورة من السودانيين اللّماحين بطبعهم عرفوا أن وراء الدعوات – ذات الحشد الإلكتروني الكبير- فلول النظام البائد.وتنطلق ” مليونية الزحف الأخضر” والتى تنطلق السبت المقبل بعد أن تبنت تيارات إسلامية تنظيم موكب ينطلق إلى القصر الرئاسي لتسليم مذكرة إلى المجلس السيادي، تطالب بإلغاء قانون “تفكيك نظام الإنقاذ”، وتصحيح مسار “الثورة.ورغم تضارب تصريحات قادة حزب المؤتمر الوطني “المحلول” حيال تبني هذا الموكب كما تبرأ منه حزب المؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة لكن يمثل الموكب المنتظر أول اختبار للنظام المعزول ما إذا كان قادرا على حشد كوادره كما السابق، حيث تباهي قياداته –في وقت سابق – بأن عدد أنصار المؤتمر الوطني لا يقل عن 5 ملايين نسمة.ويبدو أن مناصري النظام السابق لم يدعوا لمسيرتهم التي وصفوها ب”المليونية إلكترونيا فقط بل مارسوا أساليب متعددة ل”تكبير كومهم ” فالكتابة على الحيطان لم تفت عليهم إذ كتبوا في حائط لمبنى حكومي كان سبق أن استعمله الثوار للكتابة لدعم مليونية الثلاثين من يونيو عندما كان الإنترنت مقطوعا في السودان كما ظهرت في ذات الحائط رسومات تحض على النضال الثوري ولكن في هذه المرة كتب حاشدوا مليونية ” الزحف الأخضر ” عبارات من شاكلة” أخرج في 14 ديسمبر لتصحيح مسار الثورة،من أجل إسقاط قحت التي سترفع سعر البنزين ” أساليب آخرى لاتغيب عن فطنة المواطنين استخدمها الفلول للحشد لمليونيتهم المزعومة وهي أن يتذمروا علنا عن أي ضغط يحدث للمواطنين ابتداء من ضغط أزمة المواصلات أو صفوف الخبز أو الوقود متناسين ما كان في ذات الوقت من أزمات في العام الماضي ثم سرعان ما يذكروا بتاريخ الرابع عشر من ديسمبر .
ويتزامن موعد حشد مليونية “الزحف الأخضر ” مع موعد موعد النطق بالحكم في قضية الرئيس المعزول عمر البشير في تهم فساد مالي وسبق لفلول النظام البائد أن دعت لمواكب مناصرة للبشير أثناء محاكمته غير أن أعداد الوافدين لم تتجاوز أعداد قليلة جدا.
“تجمع المهنيين السودانيين ” أعلن عن عدم امتلاكه لأي معلومة بشأن مطلقي الدعوات لتسيير مليونية “الرابع عشر من ديسمبر الجاري” واكد أنه لا يعلم الجهة التي تقف وراء إطلاق الدعوات.وقال الناطق الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين د.محمد ناجي الأصم خلال حديثه في مؤتمر صحفي أن الدعوة لمسيرة 14 ديسمبر يبدو أن من يقف وراءها هم قيادات المؤتمر الوطني ويدعمونها في الوسائط وأوضح ان الوطني فشل في حشد جماهير للبشير في الأيام الأخيرة قبيل سقوط النظام وأن الفلول لن يقدروا على الحشد الآن.
غير أن مصدر مطلع –فضل حجب اسمه توقع أن تعود مليونية ” الزحف الأخضر ” بخفي حنين وأنها ستفشل تماما واوضح أن المؤتمر الوطني سقط بسقوط البشير وأشار إلى أن كل الذين كانوا يساندونه في الماضي كانوا من المنتفعين والذين انفضوا عنه الآن بعد أن زالت منفعتهم.
وأضاف المصدر خلال حديثه ل”النورس نيوز ” “حتى الذين يدعون للموكب فان لجان المقاومة ستكون لهم بالمرصاد واكد أن لجان المقاومة لن تدع أي موكب يخرج من الأحياء ناهيك أن يصل إلى المركز للاحتشاد .من جانبه أشار الصحفي عبدالحميد أحمد إلى أن السؤال عن أصل فكرة الخروج ضد الحكومة الانتقالية يجب التأمل فيه في واقع التيار الإسلامي عامة وفلول الإنقاذ خاصة وأضاف يبدو أن الأفق مسدوداً أمام عامة التيار الإسلامي في المستقبل القريب وذلك بما كسبت أيدي الإنقاذ.
وأكد أحمد في حديثه ل “النورس نيوز” أن الإسلاميين الذين تورطوا في النظام إلى ساعة سقطوه أضحوا منبوذين اجتماعياً ومعزولين سياسياً، لا بالقوانين والتشريعات فحسب ولكن بالتجافي الشعبي العام عن كل ما يتصل بهم وقطع بأن مقاطعتهم أضحت اليوم تمثل مزاجاً عاماً واكد أن هذه الدعوات لن تعدو أن تَكون صخبا على الحكومة الإنتقالية أشد وقعه على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يتصل بالواقع إلا بعضاً من أصحاب المنفعة المنقطعة بسقوط النظام الذين سرعان ما ينحسرون لأول الأمر لانكشاف ظهرهم في الشارع وقد يعضد هذا الزعم إلى أن أصحاب الدعوة ما زالوا يستخفون من الناس ولا يعلنون مسؤوليتهم عنها جليا.
ونفي أحمد إمكانية وقوع مواجهات إذ يبدو المجتمع السوداني متماسكاً، وأضاف قد تكون هنالك بعض الملاحظات العامة على أداء الحكومة الإنتقالية لكن لن تكون هنالك حالة انقسام تفضي إلى المواجهات إلا أن تقع تفلتات أو محاولات لإثارة العنف بواسطة مكاتب العمل الخاص وأجهزة النظام البائد التي ما تزال تحتفظ بسلاحها وإمكانات مالية كبيرة وهذه وقائع حال حدوثها يمكن أن تصدى لها الأجهزة المختصة وتأدها في مهدها إذ لا أتوقع أن يستميت أصحابها إلا بقدر ما يتيح لهم إحداث صدى إعلامي.
الأكاديمي واستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د.عمر عبدالعزيز أشار إلى أن لفظة مليونية تطلق لتعظيم عدد الحشد غير أنه لم ير حشد مليوني منذ ثمانينات القرن الماضي عندما انطلقت ثورة أبريل. وتوقع عبدالعزيز خلال حديثه ل”النورس نيوز ” بأن تخرج بضع آلاف من الأحزاب السياسية من الناقمين على حكومة حمدوك لأقصائها من المشهد السياسي وإكتفائها ب”قوى الحرية والتغيير” واوضح ان حضور الحشد قد يكونوا من هؤلاء بالإضافة للإسلاميين وأضاف أن مطلب المحتشدين جميعا “تصحيح مسار الثورة” وأشار إلى أنهم سوف يسلمون مذكرتهم للقصر بيد أنه قال “ربما يشتمل الحشد حتى على بعض المكونات السياسية التي لم يعجبها حال الحكومة الانتقالية وتريد تصحيح المسار ولا يقتصر الأمر على الإسلاميين فقط ” حيث أن الدعوة للحشد المليوني مجهولة المصدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *