بُعْد ومسافة استهداف وسهام طائشة..مصطفى ابوالعزائم

يواجه الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” يواجه سهاماً حادة ومسمومة من قبل كثيرين خاصة طلاب السلطة في كل العهود، وهذه الإتهامات يتم توجيهها بحرفية عالية وذكاء سياسي إلى قوات الدعم السريع التي يقودها ويشرف عليها، والتي عدّها خصومه (قوة خاصة) رغم أنها أنشئت بقانون خاص وتتبع للقوات المسلحة.لاحظ الكثيرون أن هذه الحملات بدأت بعد إستتباب الأمر لقوى ما بعد الإنقاذ بعد الإطاحة بالنظام السابق، وقد روّج الثوار وقتها لمواقف “حميدتي” الواضحة عندما نجحت مكونات اللجنة الأمنية في الاستيلاء على السلطة، ورفضه أن يكون جزءاً من المجلس العسكري الأول الذي كان على رأسه الفريق أول عوض إبنعوف النائب الأول للرئيس السابق والذي يعد الأقصر بقاء في موقعه نائباً أول، والأقصر بقاء على رأس السلطة في تاريخ السودان.عقب نجاح الثورة وإستتباب الأمر للثوار، وظهور القوى السياسية الأخرى على الساحة بعد غياب المؤتمر الوطني، شعر قادة تلك القوى والأحزاب السياسية القديمة والناشئة بأن هناك تغييرات ستطرأ على الساحة بدخول عنصر جديد إسمه “حميدتي” سيقلب كل الموازين السياسية، فبدأت الحرب.
إستمرت الحملة لأشهر قليلة ثم هدأت بعد أن تكشفت نقاط ضعف كثيرة في طرق وأساليب الهجوم والإتهام، التي أخذ الواقع يفندها الواحدة تلو الأخرى، بل وإتضح أن هناك من يتزيأ بزي قوات الدعم السريع لإلحاق الأذى الشعبي والمعنوي بها وبقائدها.. لكن الأمور لم تهدأ تماماً، ولن تهدأ لأن الهدف في تقديرنا هو إزاحة هذا العنصر الجديد من الساحة، وقد كان الرجل صاحب مبادرات سلام وطنية وأطلق أكثر من مبادرة مجتمعية ربما آخرها دعوته لقوات الدعم السريع حتى تسهم في حل أزمة المواصلات، وشاهد المواطنون واستخدم الكثيرون منهم سيارات الدعم السريع وحافلاته و(بكاسيه) فإكتسبت هذه القوات شعبية إضافية لكن نشطاء الأسافير لم يصمتوا بل ظلوا يطلقون سهامهم المسمومة الواحد تلو الآخر، لكن أكثر هذه السهام طاشت عن الهدف لأنه مع غياب الحكومة وبعدها عن أداء مهامها الأساسية، وجد المواطن السند والنصرة من قوات الدعم السريع ومن القوات المسلحة والشرطة والقوى الأمنية في الحرص على أن ينال حقه من الخدمات بدءاً من رش البعوض والحشرات، ومروراً بتأمين دقيق الخبز ومحاصرة مهربيه، ومنعاً للتلاعب في حصص الوقود إنتهاء بتسخير هذه المركبات المجانية للنقل الطارئ في عاصمة لا يقبل كثير من الناس فيها على نقل غيرهم أو مساعدتهم في الانتقال من نقطة إلى أخرى رغم أن عدد السيارات الخاصة المرخص لها بالعمل في ولاية الخرطوم يتجاوز الثمانمئة وخمسين ألف مركبة- صدق أو لا تصدق- هذا غير مركبات النقل العام وغير المركبات الحكومية على مستوى الولاية، أو المركز.
ترى إلى أين نقاد؟.. لابد من وقفة عاجلة توقف هذا العبث العشوائي الذي أضاع الجهد والمال والوقت.

Exit mobile version