آراء و مقالاتالأخبارالأخبار الرئيسيةولايات

اعمدة الرأي …. كلام صريح … سمية سيد …. كسلا تحتضر

في سبتمبر من العام الماضي، أطلق ناشطون على فيس بوك، هاشتاق (#كسلا تحتضر)، وذلك على خلفية وباء الشيكونغونيا وحمى الضنك الذي ضرب مناطق واسعة من الولاية، وبدأ ينتقل الى ما جاورها من مناطق .وقتها رفضت الحكومة المركزية والولائية الاعتراف بوجود وباء، الى أن حصد أرواح أكثر من 600 شخص، فيما ارتفع عدد المرضى لأكثر من 3 آلاف مواطن، ولم تعد المستشفيات والمراكز الصحية تستطيع استيعاب أعداد المرضى، فتحولت الساحات الى مستشفيات مؤقتة من الخيام، بجانب المدارس والمنازل.والي الولاية ظل في حالة إنكار، وفي البدء قال إنها حالات بسيطة بسبب الملاريا ورطوبة الروماتزيوم، ورفض إعلان حالة الطوارئ، وظل يرفع الى الجهات العليا تقارير مضروبة ليؤكد سيطرة حكومته على الموقف..الى أن أصبح الأمر خارج السيطرة، حتى بالنسبة للحكومة المركزية..بل أن مكابرة الوالي وصلت مرحلة أن أخذ معه مجموعة من الصحافيين في جولة ميدانية، لكنه طاف بهم في غير المناطق التي ينتشر فيها الوباء.الآن وبعد زوال النظام البائد، تتكرر نفس المأساة، ليظهر نفس الهاشتاك..(كسلا تحتضر).. لنفس الأسباب، بانتشار الحمى النزفية والوباء الذي حصد عشرات الأرواح من أبناء الولاية.فهل مارس الوالي الحالي نفس النهج في التضليل بحجم المشكلة وأعداد المصابين؟ما لايمكن قبوله حالة اللامبالاة من الحكومة المركزية. في ظل حكومة مدنية جاءت على أكتاف أبناء كسلا وكل الشعب السوداني..صحيح أن السيد وزير الصحة الاتحادي قام بجولات لبعض المناطق المصابة، لكن هذا ليس كافياً لعلاج المشكلة.المطلوب تفاعل رئيس الوزراء وكل أركان حكومته بهذه المأساة الإنسانية. فهو ليس رئيس وزراء حكومة ولاية الخرطوم ليظل داخل مكتبه هنا.. عليه أن يذهب الى ولاية كسلا ويطوف على المناطق التي ضربها الوباء ويظل متابعاً للإجراءات العلاجية بتوفير الدواء والكوادر الطبية، ومتابعة الترتيبات الوقائية لمحاصرة الوباء.في العهد السابق لم تعترف الحكومة بالكارثة الصحية لولاية كسلا، إلا بعد أن أصبح الأمر مفضوحاً على المستوى العالمي..فلا تكرروا التجارب الفاشلة والمتاجرة بأرواح الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *