اعمدة الرأي….علي كل ….محمدعبدالقادر …. حكومة (اوزون)!!

من اكثر الانتقادات التي توجه لقوى الحرية والتغيير انها ذات اهتمامات (خرطومية) نخبوية تنتهي حدودها في حديقة اوزون ب(الخرطوم اتنين )، لاتملك حلولا لقضايا الولايات وازمات الهامش ولا تلامس اوجاع السودان الكبير بجغرافيته المعقدة وتقاطعاته المتعددة .لم يات هذا الاتهام من فراغ بالطبع فاهتمامات (قحت ) عبر افكارها ورؤاها المطروحة للحلول لم تتجاوز الجهاز التنفيذي علي المستوى المركزي غابت المعالجات المطلوبة لقضايا المحليات والولايات ومستقبل الحكم الفيدرالي وانزوي عن خطابها حديث التنمية المتوازنة . لم تحظ قضايا الهامش بالاهتمام اللازم في اطروحات قوى الحرية والتغيير قبل وبعد الحكم، حتي تعيين الولاة في الوثيقة الدستورية تم منحه لمجلس الوزراء، ولم يستحوذ (مفاوضو قحت) عليه نصا مثلما ورد بشأن المجلس التشريعي المنصوص صراحة علي ان 67% منه لقوى الحرية والتغيير وكذلك مجلس الوزراء الذي نالته (قحت) بالكامل.قبل ايام كان الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء يوجه انتقادا حادا للوثيقة الدستورية ويقول ان واضعيها من ممثلي قوى الحرية والتغيير لم يفكروا ابعد من الخرطوم، هذه اشارة مهمة تستبطن ما ظل يلاحق حكومة (قحت) من اتهامات بانها ( عاصمية ) لا تتجاوز حدود اهتمامها (دائرة السنتر)، لكن حمدوك فات عليه ان واضعي الوثيقة  لم يكتبوا عليها سوى ما توصل اليه الاتفاق السياسي بين العسكر والمدنيين، وان ما اقروه لم يخرج عن حدود اهتمام وطرائق تفكير ومرجعيات المفاوضين من جانب المكون المدني.مطلع سبتمبر المنصرم كانت الفاشر تصرخ وللمرة الثانية في وجه وفد قيادات قوى الحرية والتغيير الدكتور محمد ناجي الاصم والاستاذ خالد سلك وهي تهتف (السلام وينو)، لحظتها تحسرنا علي موت اجمل وانبل شعارات ثورة ديسمبر (كل البلد دارفور)، وكتبنا محذرين (قحت) من الانكفاء علي المركز واهمال قضايا الهامش، قرعنا حينها جرس الانذار وكتبنا 🙁 ما أقسى موت الشعارات النبيلة واحتضار الأشواق الكبيرة).تكرر التعامل البارد مع قوى الحرية والتغيير في (الفاو) ، حتي خرجت نيالا عن بكرة ابيها في موجة احتجاجات عاصفة لثلاث ايام ضد المركز الذي تقود سلطته التنفيذية (حكومة الثورة)  مطالبة بالخبز والوقود والعدالة، الخرطوم ذاتها تظاهرت ضد (حكومة قحت) متضامنة مع مواطني نيالا، لحظتها حذرنا من انتشار عدوي الاحتجاجات علي حكومة ينبغي ان تمنح الفرصة الكافية قبل الحكم عليها، لكنا طالبناها_ اي الحكومة_ باظهار خطوات جادة باتجاه قضايا المواطن وازمات الهامش بما يقنع اهل الجنينة وبورتسودان بانهم محل اهتمام الحكومة في الخرطوم.الملاحظ ان المكون العسكري في المجلس السيادي بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو هو الذي يتصدي للازمات في الولايات وان ممثلي قوى الحرية والتغيير غالبا ما يكونون (صحبة راكب) ، دونكم ابرام الصلح بين قبائل النوبة والبني عامر بواسطة حميدتي في البحر الاحمر، وانتقال مجلس السيادة للالتئام بنيالا في اعقاب الاحداث الاخيرة.الاوضاع في الولايات تبدو الان اسوأ مما كانت عليه ، الازمات تتلاحق والمواطن مغلوب علي امره يطارد الخبز والوقود ويعاني الغلاء والامرين في سبيل الحصول علي (لقمة الغيش)، الحكومة الموسومة بخرطوميتها لا تحرك ساكنا ازاء واقع يتدهور يوما بعد يوم، ولا تخاطب اسئلة الشارع الملحة عن الحاضر والمستقبل.الاسبوع الماضي كان الحكام العسكريون يتبراون من الاوضاع في الولايات ويؤكدون ان (الفراغ الدستوري) الذي تعيشه ليس في صالحها ويطالبون باعفائهم جراء ما يواجهونه من تحديات ومصاعب ومصائب.بعض ماعمق الفجوة بين اهل دارفور علي سبيل المثال وقوي الحرية والتغيير مضاعفات التفاوض باديس ابابا وما اسفر عنه من ازمة مع مكونات الجبهة الثورية ، هذا الخلاف القي بظلاله علي  ملف السلام وباعد بين (قحت) واهل الهامش بمكوناتهم السياسية والعسكرية.المطلوب من قوى الحرية والتغيير وحكومتها بقيادة حمدوك ايلاء الولايات ما يلزم من اهتمام والخروج من حدود الخرطوم علي مستوى الخطط والبرامج والتحرر من (سلطة اوزون) في التخطيط والتفكير ، والانفتاح علي الولايات عبر اطروحات قومية توحد حظوظ كل اهل السودان في قطف ثمار التغيير.

 

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version