آراء و مقالاتالأخبارالأخبار الرئيسيةولايات

اعمدة الرأي… علي كل …. محمد عبدالقادر …. مفاوضات السلام… اسئلة و(حركات) !!

كثيرون راهنوا علي تحقق السلام فور سقوط الانقاذ ولكن خاب فالهم، الواضح ان انتهاء نظام البشير لم يسفر عن جديد في هذا الملف ، تمنيت مثلي وبقية السودانيين ان يفضي التغيير الي عودة الحركات المسلحة ظنا مني بان هذه الفصائل كانت تحارب الانقاذ ، ولكن من الواضح ان ماحدث لم يؤثر علي مواقف قادتها من حمل السلاح وهنا تكمن الازمة الكبري.امس الإثنين التامت في مدينة جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، جولة من المفاوضات المباشرة بين الحكومة وحركات مسلحة بوساطة من دولة الجنوب ورعاية عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.
ابتداء لابد من مباركة اي جهد لتحقيق السلام الذي ظل مطلبا عزيزا لشعب تجرع ويلات حرب اوسعته موتا ودمارا ونزوحا ومسغبة ومشقة في العيش، واورثته الفقر وباعدت بينه والتنمية ، خنقت اقتصاده ودمرت بنياته ومنعته نعمة الاستقرار ، ولكن ما يشق علي النفس ان يتم استئناف التفاوض علي ذات السيناريو الذي عايشناه في ايام الانقاذ ، كثير من سلوك التسويف والمماطلة كان مبررا مع انعدام الثقة بين الاطراف ، التفاوص نفسه كان يحتاج الي وسطاء اجانب نظرا لعمق الجفوة بين الحكومة والمسلحين، جهات كثيرة كانت تستغل المساحة بين الاطراف لتغرس في خاصرة القضية سكين الوساطة التي يهمها استمرار التفاوص اكثر من التوصل لحلول باعتباره( بزنس) تستفيد منه اطراف عديدة، ولكن لماذا يستمر هذا الوضع بين طرفي التفاوض الان وقد اشتركا سويا في انجاح الثورة وصناعة التغيير.
لا اعتقد ان هنالك مبررا لاستتئناف مفاوصات السلام علي نسق الطريقة القديمة منابر خارجية ووساطة دولية او اقليمية ، ما الذي يمنع ان يعود كل المسلحين الي الخرطوم لتكون مقرا للمفاوصات بين ابناء الوطن الواحد، ولماذا تستمر الحركات في حمل السلاح بعد ان تم تغيير النظام الذي كانت تثور بوجهه في وقت سابق، وكيف يمكن ان يتحقق السلام وابناء السودان يطمئنون للاجانب اكثر من ثقتهم في بعضهم؟!.هل ستستطيع جوبا الجريحة اقتصاديا تحمل نفقات المحادثات السودانية في ماراثون طويل يحتاج الي امكانات كبيرة ام ستكتفي بدور المسهل في مرحلة الاجراءات الاولية ليتم نقل المفاوضات الي منابر في دول اخري قادرة علي مشوار المحادثات الطويل.
نتمني ان تمضي المفاوضات بلا اختلاف بين الحركات المسلحة هذا اذا سلمت من التعقيدات بشان المطالب ذات الصلة بالترتيبات الأمنية واستيعاب المسلحين، و نامل ان لا تتنازع الاطراف الخارجية للظفر بادوار في اتفاق السلام النهائي وبالنظر الي وجود السودان في منطقة جذب محاور تضغط بشدة للحصول علي موطئ قدم في زحام تشكيل مستقبل السودان.تري كيف سيكون مصير الاتفاقيات الموقعة بين حكومة السودان التي رحلت وفصائل مسلحة خلقت وجودا في دائرة الفعل السياسي بموجب مفاوضات الدوحة وابوجا، المطلوب التوافق علي تفاهمات لا تدخل مسلحين جدد وتؤدي الي تمرد اخرين.والمهم ان تقبل الحكومة علي ترتيب المسرح الداخلي وتنظيم هياكل الفترة الانتقالية ذات الصلة بملف السلام واكمال اعلان المفوضية وبقية الاجهزة الاخري والتعامل بالوعي المطلوب لادخال الحركات المسلحة في منظومة الحكم خاصة وانها طالبت من قبل بموطئ قدم في مجلسي الوزراء والسيادي.المفاوضات التي ستتولي الجانب التحضيري لمدة شهر ينبغي ان تضع نصب اعينها اهمية التوصل لنتائج قابلة للتطبيق حتي لاتعمق الثقة وتضاعف احساس المسلحين بان الحكومات تتمادي في نقض العهود والمواثيق دائما .الوفد المشترك بين المجلسين وزراء وسيادي بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي مطمئن جدا ويشير الي جدية مطلوبة في انجاح جولة مفاوضات تاتي عبر مسارين الاول مع الجبهة الثورية والثانية مع فصيل عبدالعزيز الحلو (الحركة الشعبية قطاع الشمال) ، اما المحبط في المفاوضات فهو غياب عبدالواحد محمد نور رغم الثورة والتغيير ولقاء حمدوك بباريس.

صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *