آراء و مقالاتالأخبارالأخبار الرئيسيةولايات

اعمدة الرأي علي كل محمد عبدالقادر (القحتاويون) … ليتهم يعلمون!!

لا اعتقد ان هنالك عاقل يتمني فشل حكومة الفترة الانتقالية بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك، فنجاحها يعني عبور السودان لكثير من المشكلات التي تمسك بتلابيب الوطن، وانتهاء عهد الازمات المزمنة سياسية كانت اقتصادية او امنية ، اما فشلها فهو ضياع لما تبقي من الخريطة وانهيار منظومة الدولة ودخول البلاد اتون الصراعات والمواجهات وتصفية الحسابات وتدشين عهد من الفوضي والدمار. ما تقدم يظل حقيقة ماثلة تتطلب التعامل معها بوعي ومسؤولية تخرج بنا الي افاق الحلول المنتظرة، للاسف منابر صحافة المواطن ومنصات التواصل الاجتماعي وبعض المنتمين للقوى السياسية الحية يعلمون مالات فشل الحكومة ، لكن وزراء ومسؤولين وبعض انصار قحت لم يدركوا بعد عظم التحديات الماثلة اذ مازالوا يتعاملون مع الانتقال لمرحلة الدولة بعقلية الناشطين ، البعض لم ينتقل حتي الان الي مربع الاداء السياسي المهني ومازال يتعامل مع الاحداث علي طريقة اركان النقاش .نكتب هذا الحديث علي خلفية كثير من التطورات السالبة اخرها المعركة التي ادخلت فيها ولاء البوشي وزير الشباب والرياضة حكومة حمدوك وتسببها بنزعة الناشطين السياسيين في خلق اصطفاف (اسلامي علماني ) في الشارع المحتقن اصلا، ولاء ليست وحدها فعدد من الوزراء في مقدمتهم وزيري العدل والشؤون الدينية درجوا علي ادخال حكومة حمدوك في حرج مستمر ، يطلقون تصريحات تؤكد انهم لم يستوعبوا بعد طبيعة مهمتهم في هذه المرحلة التي تتطلب ان يكونوا فيها وزراء لجميع المواطنين السودانيين (قحتاوين واسلاميون وبين هذا وذاك).باخطاء قوى الحرية والتغيير تمت صناعة الاصطفاف الذي مكن جماعة غبدالحي يوسف في مايو المنصرم من تاسيس (تيار نصرة الشريعة والقانون) ، ذات الاخطاء حشدت المسيرات بشوارع الخرطوم انذاك، وكادت ان تفضي لاعتصام بحدائق القصر الجمهوري، في ذلك الوقت كتبت مقالا بعنوان (الحرية والتغيير في خدمة عبد الحي) يوسف حذرت خلاله من تبني الخطاب الإقصائي ضد أية مجموعة سياسية أو فكرية في سودان ما بعد التغيير.توسيع دائرة العداء واستعجال تصفية الحسابات وإعلاء النبرة الإقصائية سيضاعف من أعداء الحكومة الحالية في مرحلة انتقالية المراد منها تهيئة الملعب السياسي على نحو يرتب المشهد لانتقالات كبيرة تشكل مستقبل السودان.بعض الجهات الفاعلة في مشروع التغيير استعجلت تدشين حملات الإقصاء وتبني خطاب التطهير بما (وحد المصابين) في وقت وجيز..تمنيت لو تبنت قوى الحرية والتغيير خطابا يعلي من قيم التسامح ويدشن عهدا سودانيا جديدا يكونون فيه راس الرمح في التغيير ويعصمون الجهاز التنفيذي من اية ردود فعل تؤثر علي تماسك واستقرار الحكومة..(القحتاويون) ليتهم يعلمون ان امامهم فرصة كبيرة لصياغة السودان وتركيب الحياة القادمة اذا خرجوا من خنادق الاحزاب وتجاوزوا مرارات الماضي وانتبهوا الي عظم المسؤولية التاريخية.

صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *