آراء و مقالاتالأخبارالأخبار الرئيسيةولايات

اعمدة الرأي علي كل محمد عبدالقادر حمدوك..( اياك اياك ان تبتل بالماء)!!

نقلت الانباء عن الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء امس انه لم يتسلم حتي الان من قوى الحرية والتغيير البرنامج الاسعافي للفترة الانتقالية ، لعل هذا اخطر تصريح ينطق به الرجل منذ تسنمه مهام قيادة الجهاز التنفيذي في اخطر مرحلة يمر بها السودان.حمدوك عقم تصريحه هذا بعبارة غاية في التهذيب نطق بها قبل ان يفجر قنبلته في وجه الذين كانوا يستمعون لحديثه الصادم من ابناء الجالية السودانية بالمملكة العربية السعودية، قال حمدوك 🙁 لا اريد ان اوجه اللوم الي احد )، تمنيت لو صب حمدوك جام غضبه علي من يعنيهم لان هذا في تقديري احراج للرجل اولا وعدم ارتفاع الي مستوى المسؤولية الوطنية في مرحلة بالغة الحساسية والتعقيد تمر بها البلاد.كنت اكتب دائما ان من حق حكومة حمدوك علينا منحها المدة الكافية قبل محاسبتها والحكم علي ادائها بشرط ان تعلن عن وجود برنامج اسعافي للمرحلة الانتقالية، التململ والاحباط الذي يحدث الان سببه غياب المعلومات الكافية عن ما تعتزم الحكومة تنفيذه من برامج وليس تقييما لادائها وما فعلت حتي اليوم .سيدفع حمدوك قبل الشعب السوداني وقوى الحرية والتغيير ثمنا باهظا لغياب برنامج حكومة الفترة الانتقالية التي تتاكل ايامها وتتناقص يوما بعد يوم بينمل كافة الملفات (محلك سر)، وفي وقت تتفاقم فيه الازمات وتتزايد المشكلات علي الشعب والحكومة..

حمدوك سيبدو مثل من عناه الشاعر في قوله: ( القوه في اليم مكتوفا وقالوا له ، اياك اياك ان تبتل بالماء، يتصدي الان لمهمته التاريخية الصعبة وسط تعقيدات عديدة وبلا خارطة طريق تعينه علي فعل شئ، اذا استمر الوضع هكذا سيجد الرجل نفسه وحكومته مشيعين باللعنات وستفقد قوى الحرية والتغيير قدرتها علي المبادرة وامتلاك زمام الشارع وستضيع الفترة الانتقالية والثورة واحلام التغيير.التحديات كبيرة والمهام ليست سهلة والوقت لا يسعف للتجريب واختبار الحلول، تتنوع هموم حكومة حمدوك في طبيعتها السياسية والاقتصادية والامنية والمجتمعية ويحتاج الرجل الي وصفات متقنة لمواجهة الواقع المرير، فلماذا لا تعكف قوى الحرية والتغيير علي امداده بالبرنامج واسناده بالمبادرات والمقترحات والحلول.
قبل تصريحات حمدوك كان واضحا ان وزراء عديدين يفتفرون البوصلة ويغردون خارج السرب، بعض ما نطقوا به اثار حفيظة الراي العام حول قضايا الدين والدولة وعودة اليهود ووضعية ( المريسة) في الثقافة السودانية وراي الشرع في النكاح ، وبيع اصول المؤتمر الوطني لحل الازمة الاقتصادية، كل هذا ما يؤكد علي ضياع البوصلة ويشير الي عدم وجود برنامج واضح لحكومة الفترة الانتقالية.المطلوب من قوى الحرية والتغيير ان تتجاوز خلافات الوثيقة وقضايا التشاكس الداخلي وان تسرع في اعداد وتسليم رئيس الوزراء برنامجها لادارة الفترة الانتقالية، الان يبدو العك واضحا في الاقتصاد والسياسة الخارجية وتحركات السلام وتقديم الخدمات وغياب روح الدولة ، اسعفوا حمدوك ببرنامج اسعافي سريع فوضع البلاد لايحتمل.

صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *