الخرطوم وأنقرة.. مرحلة الإعمار والاستثمار

الخرطوم وأنقرة.. مرحلة الإعمار والاستثمار
تقرير إخباري : النورس نيوز
أبدت العديد من الدول رغبتها المشاركة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في البلاد حيث بدأ السودان فعلياََ في التحرك لإعادة إعمار مادمرته الحرب بفعل تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية بعد تحرير عدد من المناطق من دنس التمرد آخرها ولاية الخرطوم، ويأتي على صدر هذه الدول نجد تركيا في المقدمة وهي تؤكد وقوفها ومساندتها للشعب السوداني وإعادة إعمار بلاده.
تأكيد دعم
رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلتقى على هامش مشاركته في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأبان مجلس السيادة في بيان إن اللقاء إستعرض العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، ومجالات التعاون المشترك، وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى تطورات الأوضاع في السودان، وجهود تحقيق السلام وإعادة الإعمار، علاوةً على أبرز المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجدد أردغان حرص تركيا على مواصلة الدعم للسودان، بما في ذلك جهود تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، معلنًا وقوف بلاده إلى جانب الحكومة لتجاوز التحديات الراهنة.
إهتمام متزايد
يعتبر الخبير الإقتصادي د. هيثم محمد فتحي أن المباحثات بين البرهان وأردوغان أنها تعكس الإهتمام التركي المتزايد بالاستثمار في السودان. خاصة أن تركيا تمتلك الخبرة والقدرة المالية على تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة، لكنه يشير إلى عدم وجود مصادر للتمويل حتى الآن، لافتا إلى أن السودان كدولة وشعب لديه الأمل بالدول الشقيقة والصديقة التي كان لها أيادٍ بيضاء في السابق بإعانة السودان في الأزمات.
وتوقع فتحي أن تركيا لن تترك السودان وحيداً في أزمة إعادة الإعمار، مبيناََ أن الإعتماد في ذلك على الجهود التي يقوم بها مسؤولو الدولة.
وكشف الخبير الاقتصادي لـ ( النورس نيوز ) أن تكلفة تمويل عملية إعادة إعمار البلاد تتعدى مقدرات السودان، متوقعا أن تطرح الحكومة إنشاء صندوق إعادة إعمار السودان وإعادة تشغيل الإقتصاد على أن يستند تمويل الصندوق على المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية والبنك الدولي والأمم المتحدة والدول المانحة، كما يستند إلى استثمارات وتبرعات من جانب الأفراد أو المؤسسات غير الربحية، ويتم التبرع عادةََ من خلال إقامة المؤتمرات الدولية.
ويواصل فتحي في حديثه مطالباََ حكومة السودان بالبحث عن حلول عبر تحريك موارده الذاتية، أو بالاقتراض من المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، أو عبر شراكات استثمارية جادة كمورد مهم لإقتصاد البلاد ما بعد الحرب.
تأثير فاعل:
الدور التركي ظهر خلال الفترة الأخيرة في العمل الدبلوماسي بعد أن أصبحت تركيا فاعل مهم في الإقليم آخرها تأثيرها في المشهد السوري ودورها الأخير في الصلح بين إثيوبيا والصومال فالنمو الإقتصادي الذي تتمتع به تركيا يدعم قدراتها وفعاليتها في المشهد الإقليمي هكذا يقول أستاذ العلاقات الدولية د. راشد التجاني، متوقعا في حديثه لـ ( النورس نيوز ) أن تلعب تركيا دور إيجابي في السودان كما أنها لا تتدخل أي أجندة سياسية في استثمارتها بالبلاد كما تفعل دول أخرى، وقال إن دورها سيكون مؤثر في السودان خلال الفترة المقبلة خصوصاََ وإنها مشهود لها بذلك.
ووصف التجاني توجه السودان نحو تركيا بالمفيد، مشددا على ضرورة توجه السودان دبلوماسياََ وإقتصادياََ نحو مايفيده وتغيير بوصلة علاقاته الخارجية دون إعلان.
تطور مستمر:
تعد تركيا من أوائل الدول التي أعلنت مشاركتها في إعمار مادمرته الحرب بالسودان، وأكدت جاهزيتها للمشاركة في إعمار المجمعات السكنية الطلابية بالاستفادة من تجاربها وإمكانياتها.
وأعلن السفير التركى بالسودان فاتح يلمز حرص بلاده على الوقوف مع الشعب السوداني ودعم مشاريع الإعمار بعد الحرب، فالعلاقات بين السودان وتركيا عميقة وتاريخية وتشهد تطوراََ مستمراََ حيث تعد تركيا دولة شقيقة للسودان وهنالك العديد من الاستثمارات التركية في السودان ، إضافة إلى حجم التبادل التجاري النشط بين البلدين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين السودان وتركيا نحو 500 مليون دولار بحسب معطيات رسمية.