الأخبار الرئيسيةتقارير

تدخل عامها الثالث….الحرب في السودان الجيش يقطع نصف المشوار نحو التحرير والتطهير

تدخل عامها الثالث….الحرب في السودان
الجيش يقطع نصف المشوار نحو التحرير والتطهير

تقرير أخباري : النورس نيوز

 

تدخل اليوم الثلاثاء حرب الكرامة عامها الثالث عقب انطلاقتها في الخامس عشر من أبريل من العام (٢٠٢٣) وهي الحرب التي تخوضها القوات المسلحة السودانية ضد مليشيا الدعم السريع التي تمردت علي القوات المسلحة.
كثيرون راهنوا علي مليشيا الدعم السريع وتوقعوا سيطرتها علي عموم البلاد في فترة لاتتجاوز (٧٢) ساعة نسبة للقوات الضخمة والعتاد العسكري الكبير الذي حشدته المليشيا المتمردة التي غدرت بالشعب السوداني بليل، واستغلت تواجدها في العديد من المؤسسات داخل العاصمة الخرطوم قبيل إطلاقها رصاصة الحرب الأولي.
بداية عدوان:
بدأ عدوان القوات من العاصمة القومية إذ تركّزت الاشتباكات في يومها الأول في محيطِ القصر الرئاسي ومطار الخرطوم الدولي لكنها امتدَّت في الأيام اللاحقة لمدن ومناطق أخرى تقعُ في ولايات ثانية وتحديدًا الولاية الشمالية و‌ولايات دارفور (الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب)، وتسبَّبت هذه الاشتباكات في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجمَ عنها حتى الـ 22 من أبريل في ذات العام مقتل حوالي 250 مدنيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية لأرقام أكبر وتكادُ تصل الضعف بحيثُ شملت عدد القتلى في صفوف المدنيين وفي صفوفِ الطرَفين المتحاربين مع توقّعات بأنّ الأرقام أكبر بكثير في ظلّ استمرار المعارك وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة من على الأرض.

استعداد مبكر:
هاجمت مليشيا الدعم السريع التي يبدو أنها استعدت مبكرا القيادة العامة للقوات المسلحة بكمية ضخمة من العربات القتالية والجنود قصدت من خلال ذلك الهجوم السيطرة علي القيادة العامة ومحاولة كسر ظهر الجيش بعد القبض علي قائده رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أو تصفيته حتي تتمكن من تحقيق أهدافها بالسيطرة علي عموم البلاد وإعلان دولتها حيث كان خطاب قائد مليشيا الدعم السريع معد مسبقاً للاعلان عنه بالسيطرة علي البلاد وهو مالم يحدث.

كلمة سر:
مثل صمود الحرس الرئاسي وتحديداً القوة المكلفة بحراسة القائد العام التي تصدت للهجوم الغادر للمليشيا بقوة كبيرة جداً من مقاتليها لكن صمود قوات الحرس الرئاسي أجبر هذه القوة عن التراجع بعد أن قتلت عددا كبيراً منهم ودفعوا أرواحهم ثمناً للحفاظ علي حياة القائد العام باعتباره رمزية للجيش ومنعه من الانهيار حال القبض عليه أو تصفيته.

دائرة عمليات:
وسعت مليشيا الدعم السريع من نطاق عملياتها سعياً منها لانهاك الجيش وظلت تهاجمه في بكثافة في جميع مقراته وفي المقابل استخدم الجيش تكتيكا عالياً ومتقدما وظل مدافعاً عن مقراته ويصد هجوم المليشيا في كل مرة مستخدما نظرية استنزاف العدو التي نجح فيها بصورة كبيرة جداً، حتى الأهداف العسكرية المنشودة َالتي رسمتها غرفة قيادة والسيطرة والتي تمثلت في امتصاص الصدمة الأولى والاستنزاف المستمر مع العمل على تدمير القوة للصلبة للمليشيا. وكان صمود إدارة المدرعات أمام الهجوم المستمر لمليشيا الدعم السريع الذي تكرر مئات المرات مع صمود قوات الجيش المتواجدة بالمدرعات وفقاً لتكتيك ومهارات قتالية عالية من تكسير الكتلة الصلبة من قوات المليشيا المتمردة وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والمقاتلين.

نزوح ولجوء:
عندما فشلت المليشيا المتمردة في تنفيذ خطتها بالسيطرة علي البلاد تحولت لتشريد المواطنين من منازلهم وسيطرة علي الأعيان المدينة والمؤسسات الصحية والجامعات وحولتها لثكنات عسكرية الأمر الذي خلف نزوح ملايين من المواطنين للولايات التي يسيطر عليها الجيش بحثا عن الأمان في ظل الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة في حق المدنيين.

انتصارات متلاحقة:
تعامل الجيش السوداني مع الحرب وفقاً لخطط ومنهج متقدم جداً من خلال غرفة السيطرة والقيادة العليا للجيش التي عملت علي تدمير المليشيا من خلال استنزافها وتدمير آلياتها القتالية الحديثة وهو ماجعل المليشيا في وضعية ضعيفة لم تقوي علي مجاراة الجيش الذي استخدم منهجاً سيدرس في كبري الكليات العسكرية العالمية وابهر من خلاله العالم الذي كان شاهداً علي مجريات المعارك وكان يتوقع في فترة انهيار الجيش السوداني وهو مالم يحدث.

صمود والتفاف:
علي الرغم من تطاول أمد الحرب واكمالها عامين كاملين ودخولها في العام الثالث إلا أن الشعب السوداني صمد كثيرا وساند القوات المسلحة من خلال انتظامه في مقاومة شعبية ظلت تقاتل كتفا بكتف مع الجيش وتلقي المستنفرين تدريبا عاليا وتمكنوا من اللحاق بمقاتلي القوات المسلحة ولقنوا المليشيا المتمردة دروساً في الفنون القتالية التي جعلتهم ينهارون ويفقدون جميع المناطق التي كانوا يتواجدون فيها.

بداية نهاية:
مثل تحرير ولاية الخرطوم ومعركة القصر الرئاسي بداية النهاية للمليشيا المتمردة باعتبارها اخر المناطق التي كانت تتواجد فيها ولم يتبقي لها سوي بعض الجيوب في كردفان ودارفور وهي التي تدور فيها هذه الأيام معارك حامية الوطيس في ظل تقدم مستمر للجيش في شتي المحاور.

احترام مستحق:
الانتصارات الكبيرة المتلاحقة التي ظل يحققها الجيش السوداني جعلت الكثير من دول العالم تحترم هذا الجيش مجبرة خاصة وأنها وبمعطيات الارقام والامكانيات الكبيرة التي توفرت للمليشيا المتمردة لم تكن تضع في حسبانها أنه في مقدور الجيش الصمود أمام هذه القوة والالة العسكرية الضخمة الأمر الذي ساهم في أحداث تحول كبير علي مستوي الرأي العام العالمي الذي اجبره الجيش علي احترامه بماقدمه من ملاحم بطولية ومنهج عسكري غير مسبوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *