تفاصيل صادمة عن معسكر زمزم: ما لا تعرفه عن واحدة من أكبر معسكرات دارفور

تفاصيل صادمة عن معسكر زمزم: ما لا تعرفه عن واحدة من أكبر معسكرات دارفور
متابعات _ النورس نيوز _ استمرت الهجمات العنيفة على معسكرات اللاجئين في دارفور لليوم الثالث على التوالي، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، بينهم العديد من الأطفال والعاملين في المجال الإنساني. المعسكرات التي تستضيف مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الحرب الأهلية في السودان، تعيش أوضاعًا كارثية، ويعيش سكانها في ظروف أشبه بالمجاعة.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فقد لقي أكثر من 100 شخص حتفهم في سلسلة من الهجمات الموجهة على مدينة الفاشر ومعسكرات زمزم وأبو شوك الواقعة في دارفور الغربية. من بين القتلى، تم تسجيل مقتل ما لا يقل عن 20 طفلًا بالإضافة إلى عدد من أفراد الفرق الطبية الذين كانوا يساعدون في إعادة فتح المستشفيات لتقديم الرعاية للمتضررين.
الهجمات التي نسبت إلى قوات الدعم السريع (RSF) في السودان، التي تتبع الجيش، ألقت بظلالها على المدينة والمخيمات، بينما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجوم ووصفت التقارير الإعلامية بأنها مفبركة. ووفقًا لشهادات سكان محليين، فقد استهدفت الهجمات البنية التحتية للمخيمات، ما جعل الوضع أسوأ في المنطقة التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الغذاء والمياه.
معسكرات زمزم وأبو شوك، التي تعد من أكبر المعسكرات في المنطقة، تؤوي أكثر من 700,000 شخص، معظمهم فروا من الصراع الدائر في مناطق مختلفة من السودان. ومع تدهور الوضع الأمني في المنطقة، أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المعسكرات، مما جعل من المستحيل على العديد من السكان مغادرة المكان بحثًا عن مأوى أو طعام.
وقد تحدث أحد سكان معسكر زمزم لـ”بي بي سي”، قائلاً إن “الوضع كارثي للغاية، فقد قتل عدد كبير من الشباب الذين كانوا يعملون في المطبخ المجتمعي لتوفير الطعام للمحتاجين، وكذلك الأطباء الذين حاولوا إعادة فتح المستشفى”، وأضاف قائلاً “لقد فقدت عائلتي بأكملها، وأنا الآن في مكان محاصر ولا أستطيع الخروج.”
وأضاف أن الهجمات لم تتوقف، وقال: “هناك قصف مستمر، ونحن نتوقع المزيد من الهجمات في الساعات المقبلة. لا يوجد أي مكان للهرب، وكل الطرق مغلقة.”
كما أشار أحد السكان الآخرين إلى أن “القتل والموت في كل مكان، وأصبحنا عالقين داخل المعسكر بسبب الحصار. الناس يموتون في الشوارع، ونحن لا نملك القدرة على إنقاذهم”.
وكان وزير الصحة في شمال دارفور، إبراهيم خاطر، قد أكد في تصريحات له أنه شاهد العديد من الأشخاص، غالبيتهم من النساء والأطفال، يفرون من معسكر زمزم إلى مدينة الفاشر التي تبعد حوالي 15 كيلومترًا، حيث كان بعضهم مصابًا ومنهكًا ويصرخون بأنهم فقدوا عائلاتهم في الهجمات.
وتعليقًا على هذه الهجمات، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمينتين نكويتا-سلامي، عن صدمتها البالغة من التقارير القادمة من دارفور، وقالت في بيان لها: “إن هذه الهجمات تمثل تصعيدًا خطيرًا وغير مقبول ضد المدنيين وعمال الإغاثة، الذين كانوا يعملون في ظروف غاية في الصعوبة لتقديم المساعدات الإنسانية.”
من جانبها، أبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها العميق إزاء الهجمات المستمرة من قبل قوات الدعم السريع على معسكرات اللاجئين في زمزم وأبو شوك، وأكدت على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية ضد المدنيين. كما نددت الحكومة البريطانية بالهجمات ووصفتها بالوحشية، مؤكدة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم.
على صعيد آخر، قالت منظمة “ريليف إنترناشيونال” للإغاثة إن تسعة من موظفيها، بينهم أطباء وسائقون، تم قتلهم في الهجوم على معسكر زمزم، وأن الهجوم كان موجهًا بشكل متعمد ضد المرافق الصحية في المنطقة لمنع وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين. وأضافت المنظمة في بيان لها أن هذا الهجوم يشكل “استهدافًا غير مبرر” للفرق الإنسانية التي تعمل في ظروف صعبة من أجل توفير الرعاية الصحية للنازحين.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب السودانية، التي بدأت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث أجبرت أكثر من 12 مليون شخص على النزوح من منازلهم ودفعت العديد من المجتمعات إلى حافة المجاعة. وتستمر المعارك في تصعيد الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث أصبحت دارفور واحدة من أكثر المناطق تضررًا من هذا النزاع.