بعد تداعيات محكمة العدل…الإمارات تلجأ لسلاح الإعلام!

تقرير اخباري _ أبو نبراس
في محاولة وصفت بأنها “فاشلة” لإعادة صياغة صورتها كلاعب إنساني في الملف السوداني، في مقابل ما يكشف في أضابير محكمة العدل الدولية، حيث اطلق دولة الإمارات حملات إعلامية ضخمة متحدثة عن مبادرات إنسانية ودعم إغاثي يُزعم أنه موجه للمناطق المتضررة من الحرب في السودان، رغم استمرار دعمها لمليشيا الدعم السريع الارهابية التي قتلت وشردت الملايين من الشعب السوداني، وإيزاء ذلك أكد خبراء تحدثوا لـ”النورس” فشل الحملة الإعلامية الإماراتية التي تسعى الاخفاء جرائمها في السودان، مشيرين إلى قدرة الإعلام السوداني على مواجهتها.
إخفاء جرائم….
وحول الحملة الإعلامية يقول القيادي بالكتلة الديمقراطية محي الدين جمعة لـ”النورس” إن الإمارات تريد من الحملات الإعلامية أن تخفي جرائمها وتعديها للقانون الدولي الذي يحفظ ويصون السيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذه الحملات هي نفسها التي ظلت تروج للمليشيا اهدافها وتقدمها كقوات وطنية.
ولفت إلى عمل الأجهزة الإعلامية السودانية بصورة جيدة لمواجهة حملات الإمارات رغم التحديات خاصة بعد تعيين الاستاذ خالد الاعيسير وزيرا للثقافة والاعلام والذي أدار ملف الإعلام بصورة ممتازة للتصدي للعدوان الإماراتي الغاشم فضلا عن دور الإعلاميين المستقليين.
وطبقا لجمعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقلل من شأن الإجراءات العدلية التي اتخذتها السلطات السودانية في محكمة العدل الدولية لتخفي جرائمها وتظهر كأنها بريئة علاوة على انها محاولة فاشلة لن تخدع بها أحد حيث أن كل الجرائم أصبحت موثقة عبر مراقبين دوليين بما فيها منظمات الأمم المتحدة.
مطامع إقليمية...
ويشير جمعة إلى ظهور مطامع إقليمية ودولية من بعض الدول للسيطرة على العمليه السلمية في السودان بعد سقوط نظام البشير في العام 2019، لا سيما من خلال اضعاف الاجهزة العسكرية والامنية والقوى المدنية لتتمكن من السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة.
وأضاف السودان دولة بها موراد استراتيجية وموقع استراتيجي كمدخل رئيسي لأفريقيا فضلا عن موقعه على البحر الأحمر ما جعل السودان يكون دولة ذات أهمية استراتيجية.
وبحسب محي الدين ان الإمارات سعت منذ فترة ما قبل الحرب بالتغلغل وسط القوى السياسية المدنية ولتجد لنفسها موطئ قدم حتى تتمكن من الحصول على موارد السودان، وفشلت في السيطرة على المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية تحولت لتستغل قوات الدعم السريع المتمردة والقوى المدنية وقتها المجلس المركزي والذي إلى انشق، عقب إعلان نيروبي.
وتهدف الإمارات إلى تدمير القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كلها واستبدالها بمليشيا الدعم السريع لتحصل على موارد السودان.
وتابع: بدليل ما ذكره محمد بن راشد آل مكتوم في احد لقاءته أن دولة الأمارات بعد ٥٠ عام القادمة سوف لن تكون موارد بترولية كما هي الآن لذلك يجب أن تبحث موارد بديلة والسودان هو الدولة الغنية التي يجب السيطرة عليها .
واضاف: بعد فشل مخططات الإمارات الخبيثة من القوات المسلحة والشعب السوداني والهزائم التي تتلقاها يؤكد صعوبة نجاح دولة الإمارات للسيطرة على السودان وأن جرائمها باتت معلومة للجميع بدليل نجاح السودان في محاكمتها في محكمة العدال الدولية.
وقطع: بأن كافة الشواهد والأدلة تؤكد تورطها في جرائم حرب وابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية عبر مليشيا الدعم السريع.
فشل حملة...
يقول رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن لـ”النورس” إن الحملات الموجهة التي أطلقتها الامارات لن تنطلي على أهل السودان لا سيما وأن العالم اجمع يتابع التحقيقات الاستقصائية التي أجرتها كبرى الصحف العالمية وتقارير المنظمات الاممية والتي تؤكد تورط الإمارات في توريد الاسلحة والعتاد العسكري وتوفير الغطاء السياسي والاعلامي للمليشيا وداعميها من القوى السياسية والاجتماعية.
مشيرا إلى امتلاك السودان كافة الأدلة والشواهد التي تفضح الإمارات وتفشل حملتها الإعلامية التي تسعى من خلالها الاخفاء الحقائق.
مشاركة فعلية....
وتُتهم الإمارات، بالمشاركة الفعلية في حرب السودان عبر تمويل وتسليح مليشيات الدعم السريع الإرهابية، وإمدادها بالتقنيات والأسلحة المتطورة التي تُستخدم في قصف الأحياء السكنية وقتل الأبرياء، وهي جرائم قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الحرب والسلام.
وأكد حسن تورط الإمارات في حرب السودان وتخطيطها لتنصيب قيادة المليشيا وشرح تورط الإمارات من خلال الاسلحة الأمريكية التي تم شرائها بواسطتها وشحنت إلى السودان بالإضافة إلى صواريخ الكورنيت المضادة للدروع و المدرعات والمصفحات التي هربت المليشيا وتركتها في المخازن.
بجانب البيانات الصادرة عن محكمة العدل الدولية تشير إلى أن هناك أدلة مادية ووثائق استخباراتية تثبت تورط الإمارات في نقل أسلحة متطورة إلى السودان.
وقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات اغتصاب جماعي واستعباد جنسي ترقى إلى جرائم حرب، ارتكبتها قوات الدعم السريع المدعومة من الامارات في أربع ولايات.
وقالت المنظمة، في تقرير حديث بعنوان “لقد اغتصبونا جميعا: العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان”، بأنها وثقت قيام جنود الدعم السريع باعتداءات واغتصاب جماعي لـ 36 امرأة وفتاة لا تتجاوز أعمارهن 15 عاما.
وأشار إلى أن الدعم السريع مارس عنفًا جنسيا واسع النطاق بهدف إذلال المجتمعات المحلية وفرض سيطرته عليها، مشددا على أن جرائم الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي ترقى إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية.
حملة اعلامية…..
وقد أطلق النظام الإماراتي حملة إعلامية لتلميع صورة الدولة القذرة والمطلخة بالدماء على خلفية دعمها ميليشيات الدعم السريع والمشاركة في ارتكاب جرائم إبادة،
واستخدام في الحملة كل أدواته وهدفها واحد: تلميع صورته بعد رصد حملة كراهية شعبية متصاعدة لدوره الخبيث في المنطقة.
وأبرز ملامح الحملة: إعادة تصدير سردية “الإمارات أياديها بيضاء” عبر بث تقارير موجهة عن المساعدات “الإنسانية” للإمارات في مناطق مختلفة من العالم، مع التركيز على إفريقيا وفلسطين
والترويج لمنشورات تسوق أن “كل ذي خير محسود”، في محاولة لخلق خطاب دفاعي مضاد.
بجانب شعار “من الإمارات إلى الشعب السوداني الشقيق”، متحدثة عن مبادرات إنسانية ودعم إغاثي يُزعم أنه موجه للمناطق المتضررة من النزاع المسلح في السودان.
الحملة الإماراتية تستهدف خلق أرضية تُهيئ الرأي العام الغربي لرفض الدعوى السودانية أمام محكمة العدل الدولية، أو على الأقل التشكيك بها.
عدو السودان….
وقد كرست دولة الإمارات نفسها العدو الأكبر للسودان وشعبه في ظل تورطها على مدار سنوات في دعم ميليشيات قوات الدعم السريع وتأجيج الحرب في البلاد منذ نحو عامين.
ورفع السودان في الخامس من مارس الماضي، دعوى قضائية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، متهماً إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لدعمها ميليشيات الدعم السريع المتورطة في هجمات بولاية غرب دارفور.
كما قدم السودان مطلع الشهر الماضي، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، مطالباً باتخاذ إجراءات لوقف عدوان الإمارات عبر دعمها لقوات الدعم السريع.