
جولات البرهان الخارجية.. إعادة ترتيب الأوراق
أحداث متسارعة تشهدها الساحة السودانية منذ تحرير القوات المسلحة السودانية الخرطوم من مليشيا الدعم السريع أبرزها التحركات الخارجية صوب البلاد يقابلها زيارات خارجية لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح وسط إستمرار عمليات إنتهاكات واسعة لمليشيا الدعم السريع بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور والتي أودت بحياة أكثر من 30 شخص خلال الساعات الماضية.
تقرير إخباري : النورس نيوز
مشاركة ولقاءات
ضمن محطاته الخارجية شارك رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسختة الرابعة، بمدينة أنطاليا التركية تحت شعار (استعادة الدبلوماسية في عالم منقسم).
وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية ودولية، وذكر بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أنه تم خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين تركيا والسودان وقضايا إقليمية وعالمية، وأشار البيان إلى أن أردوغان أعرب عن سعادته بتطور التعاون بين تركيا والسودان يوماََ بعد يوم، وأضاف أن تركيا ستقدم الدعم لإعادة الإعمار وتطبيع الأوضاع في السودان بعد انتهاء النزاعات فيه، وأكد أردوغان أن الحفاظ على وحدة أراضي السودان وسيادته أمر مهم لتركيا.
كما إلتقي البرهان على هامش الفعالية وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وحكومة الوحدة الوطنية الليبية ورئيس جمهورية أذربيجان وبحثا سبل العلاقات بين البلدين وترقيتها ودفعها في كافة المجالات إلى آفاق أرحب واستعرضا الوضع في السودان وتطورات المشهد السياسي بعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة إضافة للعديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك.
وجدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تأكيده على موقف مصر الثابت والداعم للسودان وإستقراره ووحدته وسلامة أراضيه.
زيارة أفريقية
سبق مشاركة البرهان في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بتركيا زيارته للعاصمة الإريترية أسمرا أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس أسياس أفورقي.
وقال مجلس السيادة، في بيان إن البرهان وأفورقي عقدا في القصر الرئاسي بالعاصمة أسمرا، جلسة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتوطيد مجالات التعاون المشترك.
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى الأوضاع في السودان وجهود تحقيق الأمن والإستقرار والسلام، علاوةََ على القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك.
أهمية إستراتيجية
تكتسب الزيارات الخارجية التي يقوم بها رئيس مجلس السيادة أهمية إستراتيجية بالغة في ظل تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد وخطواتها المتسارعة فهذه الزيارات تمثل جسراً ضرورياً لإعادة ربط السودان بمحيطه الإقليمي والدولي بعد عزلة نسبية فرضتها الحرب والقوى السياسية العميلة ومن خلال هذه التحركات الدبلوماسية يسعى البرهان إلى تحقيق جملة من الأهداف منها حشد الدعم السياسي والإنساني لمواجهة الأزمة الراهنة وفتح قنوات تواصل مع دول الإقليم و المنطقة المؤثرة دولياً بهدف تضييق الخناق على المليشيا وجلب مصالح للبلاد هكذا يقول مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية د. حسن شايب دنقس.
ويرى دنقس في حديث لـ ( النورس نيوز ) أن الزيارات تساهم في تصحيح الصورة الذهنية للسودان وتظهر إنفتاح المجلس السيادي على الحلول السياسية والدبلوماسية بشرط خروج المليشيا من المشهد السياسي والعسكري السوداني، وقال إن إستمرار الزيارات وتوسيع قاعدتها لتشمل شركاء جدد يعد خطوة ضرورية لتعزيز مكانة السودان إقليمياً وتأكيد حضوره كفاعل مسؤول في محيطه.
دعوى ومسيرات
تزامنت التحركات الخارجية مع أولى جلسات نظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات، بإنتهاك إلتزاماتها بموجب إتفاقية الإبادة الجماعية فيما يتعلق بالهجمات التي شنتها مليشيا الدعم السريع والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية غرب دارفور.
كما تزامنت مع قصف المدنيين للفاشر بالمسيرات وفق بيان
لقيادة الفرقة السادسة مشاة التي قالت إن القصف تسبب في إستشهاد (32) مواطناً بينهم (4) نساء و(10) اطفال، إضافة إلى إصابة (١٧) آخرين.
كما قتلت المليشيا العشرات من حفظة القرآن الكريم بخلوة الشيخ “فرح” بمخيم زمزم تزامناً بتصويب مدفعيتها الثقيلة تجاه معسكر أبو شوك مما أدى لسقوط قتلى وجرحى حسب تصريحات صحافية لوالي شمال دارفور الحافظ بخيت الذي قال أن المليشيا قامت بتصفية المدير والطاقم الطبي بمستشفى محلية أم كدادة وكذلك المرضى والمرافقين وتأسف أن تتم هذه المجازر والجرائم البشعة دون أن يتحرك ضمير العالم بإدانتها والوقوف ضدها.
تضييق دائرة
القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي خالد الفحل قال أن
التحركات الخارجية تأتي فى سياق تنوير الأشقاء بالتطورات الأخيرة فى السودان بالأخص بعد تحرير العاصمة القومية الخرطوم من المليشيات والمرتزقة لما لها من رمزية سيادية وتاريخية وتضييق دائرة إنتشار التمرد فى بعض ولايات دارفور وكردفان.
وأشار الفحل في حديث لـ ( النورس نيوز ) أن هنالك تحول كبير تجاه تصنيف المليشيات جماعات إرهابية وحكومة السودان تدفع فى هذا الإتجاه الذي سوف يساهم فى إنهاء الحرب ومواجهة الدول الراعية للمليشيات والحد من إمكانية وصول الإمدادات العسكرية من الإمارات وتشاد، وقال شهدت الأيام السابقه انعقاد جلسة الاستماع فى محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات فى إطار الشكوي التى تقدمت بها حكومة السودان وقد احدثت هذه الخطوة تحول كبير وتأثير على مجريات الأحداث فى ظل هشاشه موقف الإمارات التى وقفت عاجزة، وأوضح أن الزيارات الخارجية تأتي فى إطار الإعداد المبكر لمرحلة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار التى تمثل تحدى كبير للدولة