آراء و مقالات

بن عوف وقوش !!

أسامه عبد الماجد يكتب:

بن عوف وقوش !!

 

0 في كل عام مع تجدد ذكرى 11 ابريل المشؤومة لايجد كثير من الاسلاميين فيها سوى “التلاوم” والبكاء على الاطلال وصب جام غضبهم علي النائب الأول للرئيس عوض بن عوف ومدير جهاز الأمن المخابرات صلاح قوش وكذلك رئيس الأركان د. كمال عبد المعروف.. بينما كل المعطيات كان تطابق قول الراحل الشريف الهندي

(الديمقراطية لو شالا كلب مافى زول بيقول ليه جر).. او هكذا الانقاذ !!.

0 لم تتم مراجعات حقيقية تقيم طبيعة ماحدث.. وكيف ولماذا غربت شمس الانقاذ ؟.. تم “كلفتة” عمل تقييمي صوري كان الهدف المستتر منه تبرئة قيادات بعينها من تهمة التسبب في انهم “غطسوا حجر” الانقاذ.

0 اقوى دليل على عدم الاتعاظ من ماحدث، والاعتبار من التغيير.. المفاصلة التي وقعت الان وابطالها (ابراهبم محمود واحمد هارون).. وليتها كانت مفاصلة مثل التي وقعت بين “المنشية والقصر”.. وانما مسرحية سيئة العرض كادت ان تنعدم فيها الاخلاق السباسية.. لم يتعظ ابطالها من الفترة التي امضياها في السجن وخاصة الاخير والقيادات المساندة له.. وكانت معه في سجن كوبر.. رغم انهم لم يتوقعوا ان تفتح لهم الحرية ذراعيها بسبب تمرد المليشيا.

0 يجب النظر بعد الحرب للموقف الذي اتخذه المجلس العسكري الذي ازاح الرئيس البشير بعين ثالثة.. وان لا يتم الإشارة فقط “لابن عوف وقوش”.. فقرار التنحي اتخذ بشكل جماعي.. صحيح صوبت سهام كثيرة للرجلين، وكاتب السطور رمى بسهمه معهم.

0 لكن الحرب اظهرت الصورة الخفية، التي لم تكن منظورة للجميع الا قلة.. وفي قدمتهم ابن عوف وقوش وفضلوا التنازل.. في مقابل التحركات الهادئة لإطاحة البشير من جانب قوش وعلي كرتي والشيخ/ الزبير احمد الحسن – ركزوا جيدا في الاسمين الاخيرين – كانت هناك تحركات قوية وعنبفة ومدعومة بملايين الدولارات والعتاد العسكري الضخم.. من الخارج تتخفى خلف الباغي الشقي حميدتي.

0 ان الحرب التي اشعلها حميدتي في ابريل 2023 كان من الممكن ان تحدث في ابريل 2019.. وفي تقديري جنب المجلس العسكري بقيادة الجنرال عوض البلاد اهدار الدم والحريق.. وان التغيير الثاني – بقيادة البرهان – وبتدخل الجيش حال دون ابتلاع المليشيا للبلاد في 2019.

0 لسنا هناك في البحث عن اجابة لسؤال ولماذا لم يتم اخماد النار التي اوقدتها المليشيا.. لكن يجب النظر الى ان التغيير الاول تم بهدوء.. بل حملهم الرئيس البشير الامانة واوصاهم على البلاد.. ولو من وقتها راجع الاسلاميين درس التغيير وقيموا التجربة لما وقعت حرب 2023.

0 لكن معظم الاسلاميين تواروا عن الانظار.. وهرب بعضهم خارج البلاد.. واخرين منهم توددوا الى مليشيا الدعم السريع.. وكفل لهم الجنجويدي عبد الرحيم دقلو التأمين والخروج الآمن والتوصيل حتى سلم الطائرة.

0 عندما وصل الكبار الي محطة ابعاد البشير كان قد نال منهم الرهق النفسي والجسدي والذهني.. لم يكن امامهم من سبيل في ظل التآمر الدولي الشرس بقيادة “كفيل حميدتي”.. سوى ايثار التراجع لان الخيانه كانت كببرة، اختاروا التنازل عوضا عن المواجهة التي كان من الممكن ان تدفع مليشيا الدعم السريع نحو ارتكاب مجزرة في اوساط المعتصمين امام القيادة.. اكثر وحشية من عملية “فض الاعتصام” التي نفذتها المليشيا.

0 اي مواجهة وقتها كانت الحركة الاسلامية ستكون المتهم الأول والاخير.. وكان القتل سيطال قيادات الجيش والمخابرات وايضا الرئيس البشير.. مما كان سيدخل السودان في فتنة قد تؤدي الى انهياره.

0 لم يتامل الناس تاكيدات عوض بن عوف وهو يتلو خطاب التنازل (حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد).. اودع بذلك رسالة في اكثر من بريد.. على رأسهم الجيش الذي تقدم مفتشه العام البرهان وتحمل المسؤولية.

0 بينما لم يستوعب الاسلاميين رسالة بن عوف، حتى اليوم.. وقد غاب عنهم تآمر الخارج.. حتى انتفخ حميدتى ووصلت به الجراءة قيادة انقلاب.. والوقاحة ان يقول: ” البرهان اما يسلم او بنستلموا”.!!.. بل ان كثير من الاسلاميين بعد التغيير جلسوا قرب حذاء حميدتي واحتموا خلف بندقيته.. و ” لف” بعضا منهم “كدمول الجنجويد”.

0 لست في مقام الدفاع عن عوض وقوش وكمال عبد المعروف.. لكن تنازلوا ولم يحرقوا البلاد او يوجهوا بقتل من كانوا نائمين هانئين علي سور القيادة.. وكان بمقدورهم فعل ذلك.. لكن تختلف القراءات والتقديرات.

0 ومهما يكن من امر.. لو علم الناس دور عوض وقوش وكمال خلال الحرب لهتفوا لهم “ضيعناكم وضعنا وراكم”.

* الجمعة 11 ابريل 2025 osaamaaa440@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *