لواء رُكن (م) د. يونس محمود محمد يكتب …الفاشر لن تقاتل وحدها: معركة الحق والبطولة في وجه الجنجويد
النورس نيوز

متابعات _ النورس نيوز _
الفاشر لن تقاتل وحدها: معركة الحق والبطولة في وجه الجنجويد
8 أبريل 2025م
بقلم: لواء رُكن (م) د. يونس محمود محمد
منذ العصور القديمة، كانت الفاشر محطّ أنظار قوافل الحج من شتى بقاع إفريقيا، وملاذًا للمسافرين الباحثين عن الراحة والتزود بالموارد. تاريخها العريق والمشرف لا يزال حاضرًا في ذاكرة الجميع، سواء في كتب الرحالة أو في قلوب أهلها. واليوم، الفاشر لا تزال تمثل رمزًا للصمود والتحدي، ليس فقط لأهلها، بل لكل السودان.
على مر السنين، كانت الفاشر نقطة اشتباك بين أهلها وجيشهم من جهة، وبين الغزاة والمليشيات المتعددة الجنسيات من جهة أخرى. بدأت معركة السيطرة على السودان من هنا، حيث اجتمع المجرمون من كل حدب وصوب – من ليبيا، تشاد، ومن خلفهم داعموهم الإقليميون والدوليون – بهدف إتمام مشروع السيطرة على السودان من بوابة دارفور.
إلا أن حساباتهم كانت خاطئة. فالفاشر، المدينة التي صمدت أمام مئات الهجمات، وأذاقت الغزاة مرارة الهزيمة على مدار سنوات، لم تسقط، بل قاومت بكل شجاعة. وقد تكبدت تلك المليشيات خسائر فادحة، ولم تُحقق أهدافها بعد أكثر من عامين من القتال. اليوم، أصبحت الفاشر مدينة حرة، يهب أهلها وقواتهم المشتركة لتحرير بقية مدن دارفور المغتصبة.
الواقع يؤكد أن المليشيات قد فشلت في السيطرة على الخرطوم، ولم يعد لديهم القدرة على جذب المقاتلين أو احتجازهم. في ظل هذه الهزائم، بدأوا في محاولة جديدة، عبر نشر الأكاذيب ودعوات الخداع لسكّان الفاشر للخروج من المدينة بحجة حمايتهم، لكن سرعان ما انكشفت نواياهم الخبيثة.
وفي هذا السياق، يؤكد الموقف العملياتي الراهن أن القوات السودانية، بمشاركة فاعلة من القوات المشتركة بقيادة القادة الشجعان مثل مناوي وجبريل وتمبور، يواصلون العمل كيد واحدة لتحرير الفاشر، ومحاربة الجنجويد حتى القضاء عليهم تمامًا. هذه المعركة ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة مصير لضمان مستقبل أفضل للسودان وأجياله القادمة.
الفاشر ليست وحدها في هذا النضال. جميع إرادات السودانيين تتجه نحوها، والجنينة وزالنجي ونيالا والضعين ستتحرر قريبًا من بطش الجنجويد. معركة الفاشر ستكون بداية النهاية للغزاة، وستؤكد على أن الشعب السوداني وجيشه قادر على طرد المعتدين وإعادة بناء وطنه من جديد.
الإنسانية تنتصر، ونصر الله قريب.