العودة الطوعية…. رغبة المواطن تحدي يواجه الحكومة!

العودة الطوعية…. رغبة المواطن تحدي يواجه الحكومة!
منذ تحرير القوات المسلحة السودانية لعدد من المناطق من دنس مليشيا الدعم السريع فوجت الولايات الآمنة عدد من البصات السفرية تحت مسمى العودة الطوعية وهي تحمل المواطنين النازحين إلى مناطقهم المختلفة أبرزها ولايتي الجزيرة وسنار وموخراََ العاصمة الخرطوم التي بدأت تعود فيها مظاهر الحياة من جديد بعد تحريرها من المليشيا.
تقرير إخباري : النورس نيوز
معاناة كبيرة….
خلال الساعات الماضية ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بتداول فيديوهات لتكدس عدد من البصات السفرية لعائدين من جمهورية مصر العربية بمعبري أرقين وأشكيت وسط معاناة كبيرة وسطهم وتحميل الحكومة مسؤوليتهم لكن والي الشمالية عابدين عوض الله بحث مع الجهات ذات الصلة المشكلة وكيفية معالجتها.
وأوضح مفوض العون الإنساني بالولاية د. عبد الرحمن خيري أن حوالي خمسين بصاََ تقل 1250 شخص، تصل يومياََ للمعبرين، لافتاً إلى أن 2500 شخص عالقون الآن بمعبر أرقين وقال أنهم بحاجة لخدمات الغذاء والمياه والصحة والايواء ،وأضاف أن المعابر غير مهيأة لإستقبال هذه الأعداد من العائدين، ووجه خيري نداء للمنظمات للتدخل لتقديم المساعدة والخدمات الضرورية للعائدين.
جهود وتسهيلات….
وتضاعفت أعداد الرحلات البرية لعودةالمواطنين السودانيين النازحين بالداخل واللاجئين بالخارج على وقع انتصارات القوات المسلحة السودانية الأخيرة واسترداد العاصمة الخرطوم، حسب مسؤولين عن مبادرات «العودة الطوعية» تحدثوا لـ ( النورس نيوز ) فمن جمهورية مصر العربية زادت انتصارات الجيش السوداني من رحلات عودة سودانيين خلال الأيام الأخيرة، وتضاعفت أعداد الحافلات إلى نحو 200 حافلة يومياً تنقل نحو 10 آلاف سوداني مقيم بمصر وسط تسهيلات تقدمها السلطات المصرية، منها السماح بعبور حافلات العائدين من القاهرة وحتى وادي حلفا في شمال السودان وجهود الحكومة السودانية لإستقبال العائدين للبلاد وترحيلهم إلى مناطقهم.
مضاعفة مسؤولية….
ومع تزايد أعداد الراغبين في العودة الطوعية للبلاد بعد إنتصارات الجيش تتضاعف مسؤولية الحكومة تجاههم لتوفير متطلبات العودة في ظل صعوبة حصرُ عدد العائدين مع تبني عدد كبير من المبادرات الطوعية تسهيل عودة السودانيين إلى بلدهم، فيما يلجأ آخرون إلى المبادرات الفردية مثل مبادرة راجعين لي بلد الطيبين، والرجعة للسودان التي تعمل دون تنسيق مع أي من الجهات الرسمية حيث تفضل الأسر العودة في مجموعات كل أسرة تبحث عن أسرة مماثلة ترافقها للولايةَ العائدة لها.
تدشين مبادرة…
ودشن رجال أعمال سودانيون مبادرة لدعم برنامج العودة الطوعية للسودانيين الذين لجأوا إلى مصر عقب الحرب، وذلك عقب استعادة الجيش عديداً من المدن والقرى في ولايات مختلفة آخرها الخرطوم، حيث تم تسيير 25 حافلة من القاهرة إلى مدينة وادي حلفا تحمل 1000 مواطن سوداني.
ورصدت (النورس نيوز) أمس الإثنين عدد من البصات السفرية بالولاية الشمالية متوجهة إلى العاصمة الخرطوم في إطار برنامج العودة الطوعية وعبر العائدون عن فرحتهم الكبيرة بالعودة إلى منازلهم بعد قرابة العامين من مغادرتها والنزوح داخلياََ واللجوء إلى دول أخرى.
وبينما أكدت منظمة الهجرة الدولية انخفاض أعداد النازحين داخل السودان بأكثر من اثنين في المئة بعد بدء عودة بعضهم إلى مناطقهم في الخرطوم وسنار والجزيرة، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن عدد العائدين من اللاجئين والنازحين السودانيين إلى مناطقهم بسبب الحرب بلغ نحو مليونين حتى فبراير الماضي، وذلك بعد تحرير الجيش السوداني وحلفائه لولايتي الجزيرة وسنار ومعظم مناطق ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض حينها.
وتوقع إدريس أن يرتفع العدد إلى 5 ملايين مواطن في نهاية يونيو المقبل.
جهود وانتقاد….
رغم الإنتقادات التي تواجهها الحكومة في تقصيرها تجاه العائدين للبلاد إلا أنها تبذل مجهودات جبارة لتوفير الحاجات الملحة للعائدين بعد تحرير مناطقهم من أيادي الميليشيات الإرهابية، وذلك بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في مجال العون الإنساني و”أوتشا” عبر مشاريع عدة يتصدرها تأهيل المدارس ومؤسسات التعليم العالي والجامعات وصيانة وإعمار البنية التحتية وتأهيل مراكز الشرطة وشبكات المياه والكهرباء والمراكز الصحية، فضلاً عن الاهتمام بمراكز العلاج النفسي.
أمنيات وآمال….
الكثير من الأسر السودانية وصلت إلى منازلها مابعد تحرير القوات المسلحة السودانية لمناطقهم فيما حزم آخرون حقائبهم في إنتظار العودة بعد توفيق أوضاعهم وهم يحملون آمال وأمنيات إعادة إعمار البلاد والعيش في سودان خالي من مليشيا الدعم السريع ويسوده الأمن والإستقرار.