
منوعات _ النورس نيوز _
حقق علماء من سنغافورة وأستراليا إنجازًا غير مسبوق قد يغير مستقبل علاجات تساقط الشعر إلى الأبد، بعد اكتشافهم لبروتين يُعرف باسم (MCL-1) يلعب دورًا محوريًا في تحفيز نمو الشعر الطبيعي وحماية بصيلاته من التلف والتساقط، ما قد يفتح الباب أمام التخلص نهائيًا من الحاجة إلى زراعة الشعر أو اللجوء للأدوية الكيميائية ذات الفعالية المحدودة.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، واطلعت عليه “العربية.نت”، فإن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لتطوير علاج طبيعي وفعّال للصلع الوراثي وداء الثعلبة، عبر دعم إنتاج هذا البروتين الذي يُعتبر مسؤولًا بشكل مباشر عن نمو بصيلات الشعر وتحفيز الخلايا الجذعية المسؤولة عن تجددها.
تجارب على الفئران تكشف سر البروتين MCL-1
وأجرى الفريق العلمي تجارب على فئران تم فيها تثبيط إنتاج بروتين (MCL-1)، ما أدى إلى فقدانها شعرها بشكل تدريجي خلال 90 يومًا فقط، مؤكدين أن غياب هذا البروتين يتسبب في تدهور بصيلات الشعر وانهيار الدورة الطبيعية لنموه، وهي نتائج وصفها العلماء بأنها مفصلية في فهم الآليات التي تتحكم في نمو الشعر وفقدانه.
ووفقًا للدراسة، فإن بروتين (MCL-1) لا يدعم فقط مرحلة النمو الطبيعي للشعر، بل يُسهم أيضًا في “تهدئة” الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر وإعادة تنشيطها بعد فترات الخمول، ما يمنع تساقط الشعر ويحافظ على كثافته.
نحو علاج طبيعي ونهائي لتساقط الشعر
ويعتقد الفريق أن تعزيز إنتاج بروتين (MCL-1) يمكن أن يوفر علاجًا طبيعيًا وفعّالًا لمشاكل تساقط الشعر المزمنة، خاصة تلك الناتجة عن ضعف الخلايا الجذعية أو الإجهاد البيولوجي لفروة الرأس. كما أشار الباحثون إلى أن حماية بصيلات الشعر من التلف من شأنه أن يساعد على الحفاظ على دورتها الطبيعية للنمو والتجدد.
ويقول الباحثون: “هذه الدراسة تُعزز فهمنا للآليات الجزيئية التي تتحكم في تجديد بصيلات الشعر، وتفتح آفاقًا واعدة لاستراتيجيات علاجية جديدة للثعلبة وتساقط الشعر”، مشيرين إلى أن الخطوة التالية هي الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر للتحقق من فعالية هذا البروتين في وقف تساقط الشعر وتحفيز نموه بشكل طبيعي.
الصلع مشكلة تؤرق الملايين حول العالم
ويُعد تساقط الشعر من المشكلات الأكثر شيوعًا لدى الرجال، إذ تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 85% من الرجال يصابون بدرجات متفاوتة من الصلع بحلول منتصف العمر، بينما يعاني كثيرون من فقدان الشعر مبكرًا في العشرينات نتيجة للعوامل الوراثية والهرمونية.
وقد دفع هذا الواقع الملايين إلى البحث عن حلول دائمة، مثل زراعة الشعر أو اللجوء لأدوية تُحفّز نمو الشعر، أو استخدام علاجات الليزر لتحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس، لكن النتائج غالبًا ما تكون مؤقتة أو مكلفة.
هل ينتهي زمن زراعة الشعر؟
مع هذا الاكتشاف العلمي الجديد، قد تكون البشرية على أعتاب عصر جديد في التعامل مع تساقط الشعر، حيث يُمكن استبدال العلاجات المعقدة والمكلفة بحلول طبيعية تستند إلى فهم أعمق للبيولوجيا الجزيئية للشعر. وبحسب ما أشار إليه فريق البحث، فإن تعزيز بروتين (MCL-1) قد يصبح الوسيلة الأكثر أمانًا وفعالية للحفاظ على الشعر ومنع تساقطه قبل أن تبدأ رحلة الصلع.