متابعات _ النورس نيوز _
كشف وزير النقل المهندس أبوبكر أبو القاسم، أن الخسائر الأولية التي لحقت بقطاع النقل في السودان نتيجة التدمير الممنهج الذي نفذته مليشيا آل دقلو الإرهابية تتجاوز 2.7 مليار دولار أمريكي، مؤكدًا أن هذه الأرقام تمثل تقديرات أولية فقط، وقد ترتفع مع اكتمال الحصر الشامل للأضرار.
جاءت تصريحات الوزير خلال المؤتمر الصحفي الدوري الذي نظمته وكالة السودان للأنباء “سونا”، والذي انعقد ظهر اليوم بمدينة بورتسودان، داخل صالة جهاز المخابرات العامة، بحضور عدد من مسؤولي الدولة والصحفيين والمراسلين.
الأولوية الآن: عودة اللاجئين والنازحين
وشدد أبو القاسم على أن التركيز الرئيسي للوزارة حاليًا ينصب على تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السودانيين من الخارج، وخاصة من مصر، إلى جانب إعادة النازحين داخليًا إلى مدنهم وقراهم التي أجبروا على مغادرتها بسبب الحرب.
وأوضح الوزير أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب إصلاح ما دمرته المليشيا من بنى تحتية حيوية في قطاع النقل، إلى جانب معالجة مشكلات البيئة التي تأثرت سلبًا بالخراب المنتشر في مناطق واسعة من البلاد، لافتًا إلى أن هذه الإصلاحات تمثل حجر الأساس لانطلاق مرحلة إعادة الإعمار الشاملة.
هيئة وادي النيل في قلب العملية
وأشار أبو القاسم إلى أنه تم التركيز على استخدام إمكانيات هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، بما تمتلكه من صنادل كبيرة مخصصة لنقل الأمتعة، وباخرة مخصصة لنقل الركاب تتسع لنحو 700 راكب، وذلك ضمن خطة الوزارة لإنجاح برنامج العودة الطوعية للسودانيين المقيمين في مصر.
كما أعلن الوزير عن تحريك 30 بصًا سفرّيًا تابعًا للوزارة، بغرض نقل السودانيين العائدين من معبر أرقين الحدودي إلى مدينة دنقلا، كجزء من جهود الدولة لتسهيل حركة العائدين وتوفير وسائل نقل آمنة ومجانية في هذه المرحلة الحرجة.
خطة سريعة لإعادة تشغيل مطار الخرطوم
وفيما يخص ملف الطيران، كشف وزير النقل عن أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لإعادة تأهيل وتشغيل مطار الخرطوم الدولي في فترة لا تتجاوز 6 أشهر، مشيرًا إلى وجود تفاهمات جارية مع المملكة العربية السعودية لدعم هذا المشروع الحيوي، الذي يُعد من أهم بوابات البلاد نحو العالم.
وأكد الوزير أن عودة المطار للعمل ستشكل نقلة كبيرة في تسهيل حركة المواطنين والبضائع، كما ستدعم عمليات الإغاثة والطوارئ والاستثمار في المرحلة القادمة.
حرب ممنهجة على البنية التحتية
وانتقد أبو القاسم ما وصفه بـ”التدمير الممنهج والعدائي” الذي قامت به مليشيا آل دقلو، مستهدفة بشكل مباشر البنية التحتية في السودان وخاصة قطاع النقل، معتبرًا أن ما جرى هو جريمة حرب بحق الوطن والمواطن، ويستدعي المحاسبة الدولية.
نقل آمن ومستدام.. رغم التحديات
ورغم التحديات الكبيرة، أكد وزير النقل أن الوزارة ماضية في تنفيذ خططها لإعادة بناء قطاع النقل على أسس حديثة ومستدامة، مع مراعاة المعايير البيئية والاقتصادية، موضحًا أن إعادة تشغيل شبكات النقل البري والجوي والنهرى تمثل عنصرًا حاسمًا في دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي للسودان.
