الفرق ما بين العقول والنفوس

الفرق ما بين العقول والنفوس
،،،،،،،
وانطلقت زغاريد الفرح،،،
دوت المدافع ،في ذات التوقيت الذي انطلقت فيه رصاصة الغدر ،،،،إحتفل السودانيين في كل بقاع الأرض، ، ،،،من بعد عامين من العزاب ها هي الخرطوم حرة ،، رفعت الاعلام وتراقصت السحب ،،،سالت الدموع من عيون الأمهات منهن من كانت دموعها احتضاناََ ل جندي عائد ومنهن من بكت شوقا لشهيدها بنت كانت أو إبن أو زوج ارتقى برصاصة غادرة ومنهن من شاركت هذه او تلك،،،
،،امتلأت الاسافير بالفيديوهات واخبار النصر ،،، واطلق شعار العودة لتكتمل الفرحة،،، ،،
بالأمس قد مر طاغية من هنا
نافعا بوسه تحت اقواسها
وانتهى حيث مر
انتهى حيث مر
ان هي إلا ايام قليلة وعادت تطفو على السطح مأساة الجميع ،،،وبعد ان كانت النجاة هي الطوق الذي تعلق به الجميع هاربين من جحيم التمرد اصبحت مأساة كل واحد هي كيف العودة إلى ديار نهب كل ما فيها ،،،كيف هو بيته ،،، منزله ،،، ما تركه خلفه من عربة او أثاث، ،، وامتلأ الواتس بفيديوهات تحكي سواد الحال الذي اصاب الجميع ،،، آفاق الناس من صدمة الدعم الذي غادر الخرطوم إلى صدمة البيوت الخاوية ان لم تكن قد انهارت بالتدوين هناك ، ،،، الخراب قد عم كل شيء،،، ،،،كل فيديو حكاية وكل حكاية تصلح كتاب ،،، وكل كتاب يخلد للزمان،،، كيف نزعت الذكريات من الجدران والقيت على الارض هنا وكيف اسقطو جهلهم على الكتب هناك في مكتبات تعبنا ودفعنا الغالي في تجميعها بكل فخر فمزقوها بكل حقد ووطأتها اقدامهم بلا حياء ،،،مرورا بابسط الاشياء لا يوجد سرير هنا ولا ثلاجة هناك ،، تعب سنين وشقاء الكثيرين أستحل ما بقى ليعيش عليه الأوغاد وليتهم بعرفون قيمته،،، على ايي صورة قاتمة أفاق الجميع ورغم الجراح طفق كل يتحسس ما لديه ليعود محملا بما يضمن له النوم مستقرا في دياره،،،
ولكن
هل هذا ما نحتاجه كي نعود لنبني هذا الوطن الموجوع ؟؟؟؟
هل نهب منا فقط هذا ام أن هناك ما يجب أن نبحث عنه،،،
هل صحيح اننا عائدون ،،،
وما هو معنى العودة لدينا ،،، هل فهمنا ،، هل تعلمنا ،،، هل تساقطت منا كل القشور ،،، ماذا كنا ومن نحن الآن ،،، هل شاخت أعمارنا من هول ما مر بنا ام اننا عدنا شبابا حين أسقطنا الكثير من المساحات الفارغة في دواخلنا ،،، هل ارحنا قلوبنا بالحب ام اننا لا ذلنا نصارع فكرة الأنا او اللا أنا ،،، هل لا ذلنا نتعثر رافضين ان نمد يدنا نبحث في من حولنا عن بقعة ضوء تسند فينا الضعف ،،،وهل مددنا يدنا ندفع بمن معنا لنسير معا في طريق يسعنا جميعا نحو النور ،،،، هل تغلغل فينا الاحساس بأننا نكمل بعضنا بعضا ،،،
هل أوهنتنا هذه الحرب ام انها أخرجت النيران من تحت الرماد،،
هل سألنا فقط ؟؟ ونصف الإجابة سؤال ،،، هل نضجنا ووعينا الفرق بين فوهة البندقية ورصاص الكلمات ،،، أيهما امضى،،،
هل عرفنا ان الفوضى وتغييب العقول والطغاة وجوه لعملة واحدة لا ينجبون سوى الخراب ،،،
هل صدقنا انا نحتاج عقولا تنتج وليس نفوسا تتآمر وسيسعنا الخير جميعا ،،،
هل تعلمنا ام اننا لا ذلنا نحتاج سنينا ضوئية اخري من الحروب والخراب والتآمر لنتعلم ،،،
أنا وانت وكل من يحمل هذه الهوية الفخر ،،، ماذا اضافت لنا هذه الحرب ،،،
وهل طعم النجاح يحتاج ان يتذوقه واحد فقط ام إن له معنى آخر حين يكتفي منه الجميع ،،،
هل فقدنا الغاليين على قلوبنا بلا ثمن وهل الرجوع هو تذاكر العودة ومقاعد عبر وكالات السفر ام هو حياة تحتاج ان نجلس نرتّبها كما ينبغي لنا ،،، كيف نحيا حياة كريمة ،،،
خيط رفيع يفصل ما بين الأمس واليوم وعالم كامل يكمن في هذا الخيط الرفيع فلماذا لا نتجاوزه معا ،،، أنا وانت وجميعنا نحتاج لمن يضمد جراحنا ويمسح هذا الوجع الذي سكن كل بيت ،،،
العودة والبناء ليس قطع أثاث ننثره أو ملابس نرتديها وليس منازلا نعيد تصميمها ،،،، البناء نحتاجه نحن ،،،،هذه القلوب الظمأه إلى التسامح والسلام والمحبة والرحمة والتعاون ،، هذه النفوس التي تبعت أهوائها حتى ارهقت من حولها ،،،
نحتاج ان نقبل بعضنا بعضا بعض ،،، نحن نتنفس ذات الدعاش من نفس السماء فكيف تصبح انت لا شيء وانا كل شيء ،،،
نحتاج ان نعرف ان حد السيف الذي يفصل ما بيننا هو مبادئنا ،،اخلاصنا وأخلاقنا التي تجعل منك ومني انسان ،،،، كما أوصانا الحبيب عليه صلوات الله وسلامه ،،،
ليس صعبا ان نسقط كل ما تعلمناه من كلمات فخيمه ومترفة واستراتيجيات وخطط وقدرات وتنمية بشرية ،، ان نسقطها جميعا في خطواتنا وسلوكنا ومؤسساتنا ،، في كل شيء لنبني معا وطن يحاكي النجوم وشعبا ان مسه الضر تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،،،
لن نتغير ولن نعود للكوخ الموشح بالورود
ان لم نغرس معا سنابل القمح ونحن نبتسم
ان لم نفهم ان مارد التاريخ خلد اسمه بقوته وحضارته التي بناها ليس بلونه ولا عرقيته ،،،
،،،،،
،،،
فلنعد
ولتعد افريقيا
ولتعد آنغام الصباح لنا
ليندا زين العابدين
ما بين فرح وألم ومحبة،،
،،،
3/3/2025