آراء و مقالات

البرهان الوجه الذي لا يعرفه الكثيرون

البرهان الوجه الذي لا يعرفه الكثيرون

 

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

 

المكان : حي المطار ببورتسودان

 

الزمان : قبيل مغيب شمس الخميس (٢٧) رمضان

 

الحدث :

قُبيل الإفطار بأقل من ساعة مكتب البرهان يخطر مجموعة من الأسر السودانية أن القائد سيتناول الإفطار معهم

 

قراءة المشهد الجود بالموجود ….

 

فلا وقت للسكين والنحر وإكرام الضيف!

والدعوة كانت قد قُدمت له بواكير رمضان ولكن مشاغل الرجل لم تسمح !

 

ومع ذلك فقد أجاب الدعوة رغم أنه كان يعلم أن هناك زيارة مهمة تنتظره غداً الجمعة للسعودية

 

ورغم أنه كان عائداً للتو من وادي سيدنا قبيل الإفطار ولكنه جبر بخاطرهم

 

البرهان ….

لم تسبقه طواقم المخابرات وإختصاصيي فحص الأغذية و لم يعتلي القناصة أسطح البيوت المجاورة ولم ولم

 

ولكنه دخل بذات الباب الذي يستخدمه أهل البيت وجلس علي ذات الفرشة التي يفطر عليها أصحاب الدعوة

إستمتع بالقُرّاصة

ولعق أصابعه كما الآخرين

وعالج (خُمشة) البليلة كما يفعل الصائمون في بلادي

و روي ظمأه بالآبري والحلو مر كأي إبن أنثي من السودان كانت تاكُلُ القديد

 

القائد إستمتع (بالشاهي)

والقهوة و دبّل و تلّت

 

مُحدثي قال لي

إن القائد بدأ مُرتاحاً مُشرق الوجه راض النفس وضّاح المُحيّا

قال لي …..

تجاذبنا أطراف الحديث في كل ما يعيشه الوطن فالهم العام كان حاضراً مع رائحة البُن

 

وإستشراف المستقبل لم يغب عن الجلسة وعودة الخدمات كانت حاضرة

قال مُحدِّثي …..

رغم أسفنا أننا لم نستطع إكرام الضيف لضيق الوقت إلا أنها كانت جلسة (ما منظور مثيلها) إمتدت لقرابة الساعة والنصف رأينا فيها القائد البسيط المتواضع الذي يعي و يستقصى ما يدور

 

والرجل الذي يجيد الإستماع ومن الصعب أن تقرأ ما يدور بخلده بيد أنه كان باسماً مُمازحاً ذوّاقاً للنُكّته

 

صمت مُحدثي وتأملتُ أنا

أقائد بهذه الصفات حريٌ به أن يتقدم الصفوف بأمر الشعب وإن أبى وتمنّع

 

تأملت يوم التفويض القادم قريباً كيف سيكون المشهد المهيب لتفويض رجل بهذه الشجاعة والبسالة والصمود

والله إن التاريخ قد فتح كافة أبوابه لكم يا برهان وقد ظل يسجل لكم فأدخل وخذ الكتاب بقوة تليق بعظمة هذا الشعب

 

فهذا البرهان الذي لبى هذه الدعوة البسيطة

 

هو ذات الرجل الذي تعيش أسرته في المنافي

 

وهو ذات الرجل الذي سافر ليومين ليقبر فلذة كبدة ثم يعود لميدان المعركة

 

وهو ذات الرجل الذي شارك جنودة طعامهم البسيط الخشن وما أكثر و أروع وأعظم ما سجلته الكاميرات

*فلله درك يا رجل*

 

شُكراً للمهندس عمار عثمان الذي إعتصرت منه وقائع الزيارة المفاجئة إعتصاراً

 

أول أيام عيد الفطر المبارك

٣٠/مارس/٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *