الأخبار الرئيسيةمنوعات

ضيق الخُلق في رمضان تتعدد الأسباب .. والزهج واحد

متابعات ـــ النورس نيوز
شهر رمضان شهر مبارك ينتظره الناس بصبر نافذ حتى يمسحون سيئاتهم ويرفعون راية جديدة بيضاء في عام مقبل يعبئون خلاله ميزان حسناتهم حيث يعتبره البعض جرد حساب لكل وقائع العام يحوّلون ما يقومون به من أفعال سيئة الى حسنة ولكن ثمة أشياء تثير التساؤلات فيما يحدث من مشادات كلامية ونقاشات حادة بين الناس ومعروف أن شهر رمضان تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب جهنم وتُصفّد الشياطين فمن أين يأتي (الزهج) والخُلق الضيّق ؟ هل تعتبر المكيفات التي يتعاطاها الناس هي الدافع الأساسي أم الوضع الراهن من أزمات المواصلات وغلاء الأسعار وإرتفاع درجات الحرارة ما يجعل تلك الحالة (الزهجية) تصل الى أعلى درجاتها .. وضعنا تلك القضيّة على محور النقاش وأردنا معرفة أسباب ما يعتري الناس من ضيق خلق خلال نهار رمضان :
رمضان شهر تغييّر
بداية أكد لنا مجاهد أن شهر رمضان يساهم في تغييّر سلوك الناس خلال بقية الشهور مشيراً الى أن الإنسان بطبيعة حاله ضعيف لا يتحمّل الجوع والعطش لافتاً الى أن ضيق الخلق ناجم عن تخليه عن تناول المكيّفات سواء أن كانت قهوة أو سجائر .
أشفق على أبنائي
بينما تقول نعمات يحي بأنها تشفق كثيراً على أبنائها لأنها في نهار رمضان تفقد أعصابها بحسب قولها ولا تقوى على سماع أي ضجيج وأرجعت السبب في ذلك لكثافة الأدوار المُلقاه على عاتقها خلال النهار مشيرة الى أن ذلك يحدث خلال رمضان .
الصداع
أما بهاء الدين فقد أكد أن أكثر ما يسهم في (تضييق خلقه) هو الصداع الذي ينتج عن عدم تناوله القهوة وكلما أنظر الى الوقت أراه طويلاً يزداد غضبي لذلك أبتعد عن الناس حتى لا أضيق أكثر .
لا أرى سبباً للتذمّر
فيما ترى حياة عبد الله أنها لا تفقد أعصابها بسهولة وأكدّت أن شهر رمضان شهر فضيل تنتظره حتى تضاعف حسناتها مشيرة الى أنها لا تفعل ما يجعل الناس يتذمّرون منها وأضافت لا أعلم لماذا يتذمّر الناس رغم أن رمضان لا يحرمهم من شئ .
إرتفاع درجات الحرارة
وتقول ناهد عباس تعكير المزاج يأتي بسبب حرارة الجو المرتفعة وإزعاج الأطفال وعدم اليقين والصبر لذلك نجد الكل يتذمّر ويضيق خلقه في نهار رمضان وأيضاً المكيفات لها دور في تعكير المزاج مثل الشاي والسجائر .
التعوّد على الصبر وقوة التحمّل
بينما يقول أحمد عثمان عبد الله : أحياناً نجد بعض الأشخاص بسبب أو بدون سبب (زهجانين) خلال نهار رمضان وهذا الأمر لا يليق بالشهر الكريم فيجب أن نعوّد أنفسنا على الصبر وقوة التحمّل وتقبّل الآخرين لأن الدنيا لا تستحق وكل شئ مقّدر ومكتوب والشخص الذي يتصف بضيق الخلق غير محبوب من الآخرين ويجب الإبتعاد تماماً عن كل ما يعكّر صفو الآخرين وعدم إستفزازهم حتى لا نسمع ما لا يرضينا خصوصاً ونحن في شهر فضيل أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات .
ضيق الخُلق لأتفه الأسباب
ويقول الطاهر هنالك مواقف قد تحدث معنا وتعكّر مزاجنا ونصرخ في وجه من حولنا إذا شعرنا بالضيق ويحدث ذلك كثيراً في شهر رمضان حيث الكل يضيق خلقه لأتفه الأسباب ويجب علينا التريّث والصبر والإيمان وطولة البال لأنه شهر ليس كباقي الشهور يجب إستثماره بالطاعات والتقرّب الى الله .
الصيام ليس إمتناع عن الأكل والشرب فقط
ويرى يوسف عبد الدائم نسبة لربط البعض الصيام بالأكل والشرب بدون النظر الى الحكمة الربانية خصوصاً (الكييفين) والصيام في الأصل هو التعامل وليس الإمتناع عن الأكل والشرب يجب أن يتعبد فيها العباد لله وحده بخالص النيّة .
الصبر على أذى الآخرين
ويختتم لنا مصعب محمد بقوله : يتفاوت الناس في حسن الأخلاق، فكف الأذى عن الناس ومعاملتهم بالحسنى والإحسان للجيران هذا خلق جميل، والأجمل منه أن يصبر على أذى الآخرين، وأن يكون عنده قوة على احتمال الأذى خصوصاً في نهار رمضان كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : « الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ. فصاحب الخلق العظيم يتحلى بالصبر والحلم وسعة الصدر، وهو مالك لنفسه وقابض على زمامها، وفوق ذلك يكون عنده صفح وعفو وإعراض عن الجاهلين (إني صائم)، وهذا الذي أتى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». ومهما حدث من نقاشات ومشاحنات بين الناس في نهار رمضان يجب أن يتحلوّا بالصبر إبتغاءاً لمرضاة المولى عز وجل وتحقيقاً لأحد غايات الصيام وهي الصبر .
رأي الطب
يعتبر الغضب رد فعل عادي من أي انسان، ولكن الكثير من الناس يخرجون عن المعقول ويثورون بغضبهم كثيرًا، هذا ما قاله الدكتور في علم النفس “Roghy Macarthy”، وأضاف أن الغضب عادةً ما يرتبط في بيولوجيا أعصاب الجسم، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من مرض السكري، فإن مستوى السكر في الجسم ينخفض خلال فترة الصيام، وبالتالي يحدث خلل وظيفي يفقد فيه القدرة على التفكير السليم أو التركيز مما يجعله يغضب بسرعة.
والبقاء مستيقظًا حتى الساعات الأولى من الصباح، يؤدي إلى التعب مع ضعف التركيز والانتباه أثناء النهار، بالإضافة إلى أن السحور المتوازن له شأن في التحكم بنسبة السكر في الدم الذي يؤدي انخفاضه إلى الغضب السريع كما أسلفنا.
سبب آخر للتوتر وقلة التركيز الذي يسبب الغضب، وهو التغيير في ساعات العمل خلال شهر رمضان، لاسيما في قطاعات الخدمات الصحية والطوارئ، وهذا التغيير يجعل الموظفين أحيانًا يتغيبون عن التجمعات العائلية في رمضان أو زيارة الأقارب، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *