القوات المساندة للجيش… مخاوف من التحول لمليشيا متمردة!

تقرير-خديجة الرحيمة
أبدت قيادات أهلية بالقضارف تخوفها من انتشار السلاح بشكل منفلت خارج سيطرة الجيش
مخاوف هذه القيادات تتلخص احتمالية وصول السلاح إلى أيدي المجرمين واللصوص بإعتبار أن ذلك سيصبح أكبر مهدد للأمن في المنطقة.
القيادات الاهلية بالقضارف تلقت تأكيدات من قيادة الجيش ومن كيكل بأن تسليح المستنفرين في قوات درع السودان سيكون تحت السيطرة الكاملة للجيش وأن الدرع يعمل بشكل كامل تحت إمرة الجيش وكانت الإجتماعات بين القيادات الأهلية وكيكل في إطار الاستنفار للدفاع عن القضارف وتحرير الجزيرة.
إندماج كل حملة السلاح في السودان وفق اتفاقيات في القوات المسلحة بأسس وقواعد متفق عليها ومضمنة في الدستور السوداني لتقي البلاد من ويلات الحروب مرة اخرى واي تاخير في الاندماج بعني مزيد من الاحتراب في المستقبل.
وربما التأخير يؤدي الى مزيد من التشرزم وهي مدعاة لكل السودان الاجتماعي بضرورة حمل السلاح لإيجاد بعض الحقوق سياسية كانت او مالية وهي ثقافة هدامة اضرت بالبلاد واقعدتها عدة سنين.
دمج ووعي….
وأصبح واضح للعيان بأن الحركات المسلحة الدارفورية بدأت فعليا عملية دمجها وغالبا بانتهاء الحرب لن توجد لهم قوات منفصلة عن الجيش السوداني.
اما قوات درع السودان فهي مكونة اساسا من متطوعين تركوا اعمالهم مؤقتا من اجل تحرير الجزيرة اضافة لمجموعة قليلة راغبة في مواصلة العمل العسكري وهؤلاء سيتم دمجهم في الجيش السوداني بنهاية الحرب ولا مجال لتكرار تجربة الدعم السريع مرة اخرى بعد ان وعي الجميع الدرس.
والمخاوف من تمرد الحركات المساندة للجيش بعد نهاية الحرب ربما تفشل لأن فكرة التشابه بين هذه القوات والدعم السريع سطحية ولن تتكرر تلك التجربة بعد ان اصبح المجتمع على درجة من كبيرة من الوعي واختلفت الظروف.
ما يدور هذه الأيام من حديث ومشاحنات وهجوم واتهامات كانه امر مقصود بتدبير خارجي على الحركات المساندة للجيش بقصد شق الصف وتفتيت عضد القوات المسلحة والعمل على اضعاف ماسكها بعد الانتصارات المتتالية التي تحققت مؤخرا.
والمتابع عن كثب لما يدور الان من هجوم على حركتي مناوي وجبريل وتارة على كيكل يتبين له ان الهدف الأساسي تحييد هذه القوات عن القتال لتخفيف الضغط والحصار المفروض على الدعم السريع في جبل اولياء ووسط الخرطوم والقصر الجمهوري.
نشأة وإنتهاء….
لكن المحلل السياسي عبدالله رزق يقول إن
المليشيات كلها أنتجتها ظروف الحرب الطويلة والمنهكة ابتداء من حرب الجنوب.
مشيرا في حديثه لـ(النورس نيوز) الى انه وعند توقف الحرب وحلول السلام لن تكون هناك مليشيات وستكون القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة المخول لها حمل السلاح.
وأوضح حركات الكفاح المسلح التي نشأت خلال حرب دارفور، وغيرها من الحركات سينتهي مبرر وجودها بانتهاء الظروف التي اوجدتها لذلك هيمن بند الدمج على محادثات السلام ومهام الفترة الانتقاليةفي الفترة السابقة.
وأضاف كان دمج مليشيا الدعم السريع بندا حظي بقدر كبير من الاهتمام ومن النقاش حوله. وادى الاختلاف بشأنه إلى توتر الوضع ونقله إلى حافة الحرب.
وصرح عالميا هناك برنامج (دي دي آر) ويعني تفكيك المليشيات وتجريدها من السلاح وإعادة دمجها في الحياة المدنية بعد إعادة تأهيلها أو في الجيش الرسمي،حسب الحالة،ويعمل بهذا البرنامج بعد توقف الحرب الاهلية، ويستهدف استيعاب المحاربين في الحياة العامة والطبيعية وسيكون هذا البرنامج خارطة طريق لإعادة دمج كل المليشيات بعد توقف الحرب،لانه لن يكون هناك أكثر من جيش.
أبعاد قبلية وعنصرية….
بينما يقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار
لـ(النورس نيوز) توجد تخوفات حقيقية من التشكيلات العسكرية خارج القوات المسلحة وهي تصنف مليشيات مسلحة ذات أبعاد قبلية أو عنصرية وكما نشأت مليشيا الدعم السريع في سياق الحرب في دارفور تتكرر ذات الصورة الان في هذه الحرب.
وأوضح كرار المخاوف تنبني على الطموح السياسي لقادة المليشيات، والعقيدة القتالية لها وسلوكها وممارساتها أثناء الحرب وهي قطعا تفتقر للتدريب والتاهيل الذي يتلقاه الجندي والضابط بالقوات المسلحة ولا تعرف قواعد الاشتباك ولا التتقيد بالقوانين والاعراف التي تختص بحماية المدنيين اثناء الحرب او التعامل مع الاسرى على حد قوله.
وذكر الأخطر أن هذه المليشيات وهي تقاتل مع الجيش لا تتقيد بالقانون العسكري من حيث التصريحات فهي تنسب الانتصارات لها وتتلقى اوامرها من قياداتها وليس من الجيش وتتباهى بالتصوير اثناء المعارك دون إدراك خطورة ذلك على سير العمليات ،منوها الى ان كل ما يجري الان ينذر بعواقب وخيمة والبنادق عندما تكون خارج القوة النظامية فانها تصنع المليشيات بحسب تعبيره.
وحدة وعمق تخطيط….
إلى ذلك الخبير العسكري عبد الغني عبدالفراج كلما اشتد الحصار وضاق الخناق نجدهم يتفنون في البحث عن الطرق التي تؤدي للاحباط والفتن.
وقال عبدالفراج لـ(النورس) رغم كل ذلك نجد أن القوات تتقدم من انتصار لاخر وتعد العدة للزحف الاخير نحو دارفور الكبرى.
وأوضح مخرجات جوبا كانت تشير إلى دمج كل الحركات داخل القوات المسلحة واول المنفذين كانت قوات مالك عقار وماطل الدعم السريع مقترح عشرة سنوات وهم الأصل وتدمج القوات المسلحة داخله ووقف مناوي محايدا كما أعلن وتم التراجع والقتال بجانب القوات المسلحة بعد أن تبين لهم الامر وحقيقة المؤامرة .
وتابع ما حدث في الجنينة من استهداف عنصري بغيض وحرق للارض بمن فيها والتطهير العرقي ابان لهم حجم وعمق ما خطط له فالقرار الصادر دمج كل الحركات داخل الجيش.
واردف بعد آن تضع الحرب اوزارها سنجد جبشا موحدا وطنيا بعيدا عن الهويات والمحاصصات وهدفه الاسمى حمايه الأرض والدستور الذي يتم التوافق عليه بعد الاستقرار وانتخاب المجلس التشريعي ومن ثم استقرار ووحدة ووطنية واستقرار البلاد.