دبلوماسية الوعي ووعي الدبلوماسية
علي يوسف نموذجا
بقلم: حارب عمر
دوما تستوقفني مسيرة الدبلوماسية السياسية وأجدني مشدوها بين ردهات وزارات الخارجية متأملا لحركة وزرائها واساطين افكارها وخطاها وهو ملمح أجد فيه امتاعا حقيقيا كل ما حدثني عنها المهتمين بها .
وللحقيقية لا أدعي معرفتي بحركة الدبلوماسية السودانية جيدا بل دعنا انقل عشقي لما سمعت عنها وذكرياتها وخطواتها منذ مبارك زروق حتى معالي الوزير علي يوسف . وعلي يوسف قام ورغم مرارة الظرف التاريخي وصعوبة التكليف وزيراً للمعركة قام برسم لوحة دبلوماسية متكاملة الالوان تصلح لان تدرس في ارقى معاهد تدريب الدبلوماسين . عرفت ذلك لجلستنا معه في احدى ليالي بورتسودان الرمضانية الماتعة بالنادي العائلي في لقاء اجتماعي جمعه مع الصحفيين وبعض الشخصيات الأخرى
ليس غريبا مافعله الوزير على يوسف فهو مثل الوزير عبدالخالق حسونة الذي ارسى ادبيات في الدبلوماسية كوزير خارجية مصري أو كامين عام للجامعة العربية قامت على دبلوماسية الوعي في مراحل تاريخية مرهقة للدبلوماسية نفسها.
تتبع مسيرة علي يوسف تقودنا الى أنه من خيار مدرسة الراحل المفكر دكتور منصور خالد الذي كان قاسيا في اختيار الدبلوماسيين وقتها وهو تقليد صعب بعد ذلك على من بعده من وزراء اتباعه وذلك لحرص منصور خالد على ان يخلق جيل مختلف ومحترم من الدبلوماسين السودانيين فكان علي يوسف أحد أبناء هذا الجيل .. ولعل له جولات كبيرة في العلاقة مع الشرق كما عرفت خاصة الصين وتاريخه يشهد له بذلك وله علاقات عربية واسعة وأوروبية اوسع.
ولمعالي الوزير علي يوسف كاريزما المقاومة وجلد الصبر الطويل تتكشف ذلك وهو يحكي بكل اريحية امام عدسات القنوات.
لم يعجبني التناول الفطير من البعض لظهور الوزير في بعض المحافل الاعلامية لانهم لم يعو بعد دبلوماسية الوعي وهي القائمة على توضيح أس الازمة والمعركة بمنتهى البساطة لكسب نقاط لصالح البلد دون أي تكلفة وحركة مرهقة لخزينة الدولة وظهرت هذه البودار بنتائج عميقة التفاصيل.
إن عالم الدبلوماسية اليوم معقد وأقرب للغابة إن لم يحمى الدبلوماسي نفسه بوعي جديد ولغة جديدة تتناسب وجدلية الصراع وعمق المحاور المتحاربة . ويقيني أن علي يوسف يمثل هذا النموذج
اصلح عطار علي يوسف ماافسدته سياسات قديمة متعددة اضرت بوجه السودان بل اقعدته وهذا العطار الان يخوض معركة اعادة الدماء لوجه السودان بين دهاليز الاتحاد الافريقي ومجلس الامن والامم المتحدة وبعض دول الجوار
قناعتي أنه لابد من حكومة تكنقراط تتشكل لكن شرطها أن تحمل مزايا علي يوسف بكل ابجديات العمل العام وان يتحول الى وزير دائم فيها فقط لنضئ للسودان وجها مشرقا مع رجل وطني مخلص