مكتب للبرهان في كرري…. تكتيك إستعادة السيطرة الكاملة علي الخرطوم!
تقرير اخباري -خديجة الرحيمة
اكتملت كافة التجهيزات للمقر الجديد لمكتب رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بمحلية كرري بالخرطوم تنفيذًا لقرار نقل رئاسة المجلس السيادي إلى موقع جديد ومن المتوقع أن يدير مهامه الرسمية من هناك.
ووفقًا لصحيفة الشعب فإن البرهان سيقسم مهامه بين أم درمان وبورتسودان، حيث سيشرف من أم درمان على العمليات العسكرية وإمداد القوات المسلحة، وحركة الطيران الحربي، إضافة إلى الاجتماعات مع القادة العسكريين وأعضاء حكومة ولاية الخرطوم.
أما في بورتسودان، فسيواصل البرهان استقبال المبعوثين الدوليين والمسؤولين الأمميين، إلى جانب متابعة الملفات الأمنية والخاصة.
وتزامنت هذه الخطوة مع تقدم الجيش في عدة جبهات وسط مساعٍ لاستعادة السيطرة الكاملة على العاصمة.
نهاية وتقدم….
نقل مكتب الرئيس من بورتسودان إلى امدرمان ربما يعني ذلك انتهاء المعارك في امدرمان خاصة وفي ولاية الخرطوم بشكل عام في ضوء الانباء المتواترة عن تقدم الجيش في مختلف جبهات القتال وقرب خلو الولاية من مليشيا الدعم السريع.
من الواضح أن هذه نهاية مرحلة من الحرب وبداية مرحلة اخرى مع اقتراب الحرب من إكتمال عامها الثاني وهذه المرحلة ربما هي الاصعب لأن الطائرات والمسيرات تلعب فيها الدور الأساسي في وقت تتضاءل فيه فرص السلام ووقف إطلاق النار.
نقل مكتب القائد العام لكرري قد سبقه الفريق كباشي والعطا ويعتبر هذا الثلاثي هو سر نجاح العمليات العسكرية التي تمت في الاونة الاخيرة والبرهان كان يتواجد دائما أينما تحقق انتصار فهو دوما في المقدمة وقد لا يخلو ذلك من المخاطر حوله وكان الممكن أن تكون الحركة في مناطق الانتصارات بالتناوب لمجموعة من القيادات.
لكن وجود القائد العام في هذه المرحلة والحرب في خواتيمها سيكون دافعا معنويا قويا لتحقيق المزيد من النجاحات في المراحل الختامية للمعركة في الخرطوم وقد بات اعلان السيطرة على القصر الجمهور ومطار الخرطوم قريبا.
قيادة وتهديد….
قرار الفريق أول عبدالفتاح البرهان بتشييد مكتب له في كرري يخص القائد العام للجيش السوداني هو بمثابة اعلان بأن الفريق أول عبدالفتاح البرهان سيقود بنفسه من كرري مهمة القضاء على قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم من غرفة القيادة والسيطرة في كرري التي تشرف على معظم العمليات العسكرية بالتنسيق مع غرفة القيادة والسيطرة في القيادة العامة للجيش في الخرطوم حيث يقيم الفريق أول الحسين رئيس هيئة الأركان ومساعديه .
هكذا بدأ المحلل السياسي الفاتح عثمان حديثه لـ(النورس نيوز) ليضيف قائلا لكن انتهاء وجود قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم مرهون بتقدم الجيش في شرق الخرطوم على طول شريط النيل الازرق من بري وحتى سوبا غرب ومنطقتي السلمة والازهري ومايو مضافا اليه السيطرة على معبر جبل اولياء.
وتابع هذه الامور كلها لا زالت تتطلب جهدا كبيرا في ظل انتشار القناصة على طول هذا الشريط النيلي.
لكن المحلل السياسي مصطفى الجميل فيرى ان نقل مكتب الرئيس الى كرري اجل الاعلام وزيادة زخم المعركه.
وقال الجميل لـ(النورس) يمكن لمكتبه أن يتهدد بالقصف والتهديد المدفعي والطيران المسير وسيكون الرئيس في بورتسودان معظم الوقت
وأوضح لا يقيم البرهان بشكل دائم في كرري والعاصمة لا زالت منطقة عمليات. ونوه الى الان المعارك في الخرطوم تدور وهو واضح في القنوات الفضائية والحرب لا زالت تراوح مكانها في العاصمة.
تخطيط سليم وخسارة…..
ويرى الخبير العسكري عبدالغني عبدالفراج ان وجود القادة في ظروف العمليات النشطة يعتبر من الضروريات ومحفز للفرد المقاتل لبذل مزيد من الجهد والتضحيات.
وقال عبدالفراج لـ(النورس) هذا ما لمسناه من خلال سير العمليات ولروح المعنوية هي الدافع المهم لتحقيق النصر وملاحظ ان مليشيا الدعم السريع بدأت في التصعدع بعد خسارتها العديد من قيادتها في المسارح المختلفه بجانب هروب القادة من الميدان وظهر ذلك من خلال أحاديث افرادهم.
وأضاف طالب البعض بتصفيتهم وهذا يدل على أن تقاعس القيادة يكون له مردود سلبي ويؤثر سلبا على العمليات الجارية.
وأوضح أن القوات المسلحة ومن خلال العمليات التي تخوضها الان نجد أن القادة والضباط والأفراد يستشهدون دون أن تكون هناك فواصل او حواجز لأن المعركة الانتصار فيها تحققه يد المجموعة
وصرح التخطيط السليم والدفع المعنوي وتوفير معيـنات القتال هو ما يقود للنجاح المنشود فنقل القائد العام لمكتبه بكرري القصد منه الإشراف على ادارة العمليات.
قضاء وإشراف مباشر….
اما اللواء دكتور ركن متقاعد سعد حسن فضل الله فيرى ان نقل مكتب القائد العام لكرري يعنى قرب نهاية العمليات بولاية الخرطوم.
وقال سعد لـ(النورس نيوز) لكن الدلالة الأكثر معنى هو أن يكون البرهان قريبا من مسرح العمليات القادم فى دارفور وكردفان ويأتى ذلك فى إطار التجهيز للمرحلة القادمة والاشراف المباشر على التجهيز وانطلاق مرحلة طرد العدو من أى بقعة متواجد فيها،
مشيرا إلى أن نقل رئيس مجلس السيادة لمكتبه إلى محلية كرري لمتابعة العمليات العسكرية الجارية.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الإشراف المباشر على العمليات العسكرية ضد قوات الدعم السريع، وتنسيق الجهود لاستعادة السيطرة الكاملة على العاصمة بحسب ما ذكر.
وأوضح في الأسابيع الأخيرة، حققت القوات المسلحة السودانية تقدمًا ملموسًا في عدة محاور داخل الخرطوم، حيث تمكنت من استعادة مناطق استراتيجية كانت تحت سيطرة الميليشيا المتمردة. وهذا التقدم يشير إلى تراجع نفوذ الميليشيا في العاصمة، مما يعزز من احتمالية اقتراب نهاية تمردها في الخرطوم.
واضاف المعارك لا تزال مستمرة في بعض المناطق، والميليشيا قد تلجأ إلى تكتيكات حرب العصابات أو إعادة تنظيم صفوفها في مناطق أخرى.
لذا يتطلب الأمر استمرار الجهود العسكرية والاستخباراتية لضمان القضاء الكامل على التمرد وضمان استقرار العاصمة.