اسامه عبد الماجد يكتب: (المخابرات) والحركات وعُشْر

اسامه عبد الماجد يكتب:
(المخابرات) والحركات وعُشْر
– مارس 2017.. أذكر التاريخ جيداً لأنه بعد نحو اقل من شهر انتقلت الى الرصينه صحيفة ” السوداني”.. المكان باحة سجن كوبر بعد ظهيرة يوم الخميس.. تم تجهيز المكان لاقامة احتفال بمناسبة الافراج عن المعتقلين من حركة العدل والمساواة.. لم يغب عن ذاكرتي ذلك المشهد الموثر، عندما أجهش رجل بالبكاء وبصوت عال وهو يعانق بمحبة شديدة القيادي بالحركة د. عبد العزبز عُشْر المفرج عنه بعد نحو (9) سنوات من السجن.
– بدأ د. عُشْر هادئا بصورة تدعو للدهشة وقد علت وجهه ابتسامه لم تفارقه حتي اليوم.. عانق قريبه – فيما يبدو – للمرة الثانية وربت على كتفه مطمئنا.. خطف عُشْر الاضواء وركز معه كل الزملاء.. والقى كلمة انابة عن رفاقه الذين اطلق سراحهم.
– مسيرة عُشْر جديرة بالتأمل والاقتداء.. رجل محكوم عليه بالاعدام، ومع ذلك حاز على درجة الدكتوراة ويالها من اطروحة (حول العلاقات السودانية الصينية) .. وكتب كتاباً، ومارس مهنته المحببه اليه “المحاماة”.. وتمكن من اطلاق سراح سجناء.
– لم ار صلابة وجساره وصبر مثل التي تجسدت فيه.. يضاهيه في ذلك الرجل الامة الراحل يوسف لبس القيادي بالشعبي.. فقد عُشْر احباء وهو خلف القضبان في مقدمتهم والدته وشقيقه، مثله الاعلى د. خليل ابراهيم.. مسيرة عُشْر حافلة بالبذل والعطاء.. ظل الصندوق الاسود للحركة ولذلك هو مرجعيه حيث تستثمر العدل والمساواة علاقاته الخارجية الواسعة وصلاته الداخلية القوية.
– تطور عُشْر سياسيا بشكل مذهل وكذلك الحركة مما اغاظ خصومهم ومنافسيهم حتى من ابناء عشيرته.. يحمد للحركه والمحامي السجين ابرز قادتها اعادتهم للمسرح العبثي التوازن السياسي.. بعد اتفاق سلام جوبا في 2020.
– كانت تصريحات د. جبريل، بشاره، عُشْر، صندل – قبل ان يضل طريقه – ومعتصم ومحمد زكريا محل احتفاء من الصحافة.. وكانت العدل والمساواة اول من فضحت اللجنة – سيئة الذكر والسمعة – (ازالة التمكين).. عندما اعلن جبريل ان المالية لم تستلم جنيهاً واحداً من اللجنة.. ورفض فصل الموظفين.. اما عشر فكان يشدد على ان تجاوزات اللجنة لا بمكن قبولها.
* عندما اسس مركزا للدراسات.. قلت لزملاء هذا مشروع الغد يليق بعشر ورفاقه.. ذهبت هذا المنحى لأنهم ليسوا بمهرجين.. وعندما يعتلي احدهم المنصة يتحدث بمسؤولية دون غمز او لمز.. اجريت معه لقاء تلفزيونيا في القاهرة.. في منصة “أصداء” التي ولدت باسنانها للاستاذين العزيزين صلاح عمر الشبخ ومحمد الفاتح – لهما التحية – .. لم اترك اتهامات او انتقادات تثار حول عشر او الحركة الا وطرحتها عليه.. واجاب عليها برحابة صدر وبكل هدوء وموضوعية.
* قد تسالني قارئ الزاوية ما سر الكتابة عن الرجل.. وهي المرة الاولى.. يعود ذلك الى الاوهام والخزعبلات والافتراءات التي ساقها زميلنا العزيز عطاف عبد الوهاب في حقه.. وزعم انه يسعى لرئاسة جهاز المخابرات وخلافة مفضل.. في محاولة مكشوفة لاحداث وقيعه بين الحركة والقوات النظامية.. ويعلم صديقنا عطاف ان عشر يستحق المنصب.. لكن ما لا يعرفه حبيبنا لأنه “مركز” مع صديقه مناوي المقرب اليه (اوي اوي).. انه لا بديل لمفضل في هذة المرحلة الحساسة الا مفضل.
* ومهما يكن من امر.. وهل جاءت المقولة التي ملأت الآفاق (امن ياجن) من فراغ ؟
– الاثنين 17 مارس 2025
osaamaaa440@gmail.com