الأخبار الرئيسيةتقارير

عقب انفجار الأوضاع بجوبا.. الخرطوم تترقب التطورات

تقرير-خديجة الرحيمة
أعلنت أوغندا أمس الأول نشر قوات خاصة في جوبا لتأمينها في ظل التوتر الأخيرة التي حدثت بالجنوب وقال قائد الجيش الأوغندي إن بلاده نشرت قوات خاصة في جوبا عاصمة جنوب السودان “لتأمينها” بعد الخلافات التي حدثت بين سلفا كير ونائبه ورياك مشار وقال المتحدث باسم الجيش الأوغندي إن نشر القوات جاء بناء على طلب من حكومة جنوب السودان

وواجهت جوبا خلال الايام الماضية اشتبكات دامية واعتقالات سياسية واسعة مخاوف كبيرة تتصدر مجرى الاحداث بالجنوب خوفا من اندلاع حرب أهلية

وشهدت دولة جنوب السودان مؤخرًا تطورات سياسية وأمنية واقتصادية معقدة انعكست بشكل مباشر على السودان.

وتصاعدت التوترات السياسية والاعتقالات في 5 مارس حيث اعتُقل وزير النفط وعدد من كبار الضباط العسكريين الموالين لنائب الرئيس الأول رياك مشار، مما يهدد استقرار اتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب الأهلية الطويلة

 

إنفجار وإحتقان شعبي

دولتا السودان وجنوب السودان يتأثران ببعضهما سلما كان أم حربا فالعلاقات المتشابكة إجتماعيا وإقتصاديا لم تنقطع بعد انفصال الجنوب في العام 2011م كما ظلت الحدود بينهما شبه مفتوحة حتى الان

ومنذ العام 2011 برزت توترات سياسية تعلقت بالنزاع الحدودي حول أبيي واتهامات لجوبا بدعم الحركات المسلحة وبعد اندلاع الحرب تصاعدت الاتهامات بشان انضمام جنوبيين للدعم السريع وعلى الرغم من هذا فقد نشطت دبلوماسية جنوب السودان من اجل ايقاف الحرب بعدة مبادرات.

ولجأ عشرات الالاف من السودانيين الى الجنوب هربا من المعارك والان تصاعد التوتر في جنوب السودان على خلفية الازمة السياسية التي راوحت مكانها والالتفاف على الاستحقاق السياسي والانتخابات وظلت الاتفاقات هشة ولم تصمد امام الاحتقان الشعبي في وقت تتصاعد فيه المشاكل الاقتصادية.

وحال انفجرت الاوضاع في الجنوب اكثر من ذلك سنواجه موجة عكسية من النزوح الى الشمال وقد تتوقف الكثير من الانشطة الاقتصادية بما فيها تصدير البترول كما سيؤثر ذلك على اقتصاد السودان بالتداعيات بلا شك

ولولا الازمة التي يمر بها السودان كان يمكنه ان يكون وسيطا فعالا لحل ازمة الجنوب ولكن تشغله الان الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار السياسي

 

اثر وتبعات ثقيلة

ويرى المحلل السياسي الفاتح عثمان ان الاوضاع بالجنوب لم تنفجر بعد بالشكل الذي يؤثر على السودان وقال عثمان لـ(النورس نيوز) ان الاوضاع
ازالت الاوضاع تماما في العاصمة جوبا

مشيرا الى ان جوبا يسودها توتر كبير بسبب استيلاء الجيش الأبيض على مدينة الناصر ومقتل جنرال كبير في جيش جنوب السودان.

وصرح عثمان قائلا بشكل عام من مصلحة الحكومة السودانية الحفاظ على الاستقرار في دولة جنوب السودان بقدر ما تستطيع على حد قوله

اما المحلل السياسي مصطفى الجميل فيقول لـ(النورس) ان البلدين كانا دولة واحدة وتتأثر كل دوله من الاحداث في الدولة الاخرى

واعتبر الجمبل ان تدفق اللاجئين له تبعات اجتماعية واقتصادية وامنةه وحالة السيولة الامنية تنعكس في عمق البلدين بشكل متبادل

واوضح الحالة الاقتصادية للبلدين لا تسمح بضبط الحدود لذا كل صراعات جنوب السودان تنعكس اثارها في الشمال والعكس

وصرح انفجار الاوضاع في الجنوب سيجعل الملايين يفرون نحو الشمال وهولاء يكونون جزء من التبعات الثقيلة امنيا واجتماعيا وجزء من وقود الحرب وهو واضح للعيان بحسب تعبيره٠

تدخل مبكر

ولكن خبير إدارة الازمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية اللواء أمين مجذوب اسماعيل فيرى ان انفجار الاحداث في جنوب السودان له أثر كبير جدا على السودان بإعتبار ان السودان هو الحاضنة لإتفاقية السلام وكان للخرطوم أثر كبير في ترتيب الاوضاع

وقال مجذوب لـ(النورس)العلاقة التاريخية بين السودان والجنوب التقارب القبلي والتداخل والجوار الجغرافي له اثر كبير بنا يدور في السودان لذلك نشطت مسألة التغيير السياسي الداخلي في جوبا بحسب ما قال

واضاف تدافعت الاحداث والتواترت منذ احداث مدينة الناصر واعتقد ان السودان سيتأثر مباشر وقد تكون هنالك مسألة لجوء داخل الاراضي السودانية

واوضح مجذوب الاحتياجات الاقتصادية واللوجستية من السودان في مسائل الغذاء تعتمد اعتماد كبير على السودان خاصة اذا نقصت موارد الغذاء في جنوب بسبب هذه الحرب وعدم وجود مشاريع زراعية قائمة

وحذر من التدخل من دول معادية للسودان بإنشاء محطات لوجستية لدعم التمرد في السودان
وتابع هذه الامور كلها تتكامل في ان السودان

وطالب السودان بالنحرك مبكرا لتأسيس منظومة دفاعية اقتصادية امنية سياسية ضد كل ما يحدث في جوبا والتأثيرات عليه وان يتحرك تحرك مبكر نحو احلال السلام في جوبا وان يكون هو فاعل رئيسي ولا يترك الميدان للاخرين

وذكر الان هنالك تدخلات من كينيا ويوغندا ودول اخرى تحاول ان تكون ممسكة بملف الاحداث في جوبا وعلى السودان ان يستبق الجميع بأن يكون له السبق في التدخل واستقرار الاوضاع في الجنوب

وتوقع مجذوب حدوث حرب اهلية في جوبا خاصة وان الصراع اصبح قبليا ما بين الدينكا والنوير والقبائل الاخرى
منوها الى ان اي تغيير للقيادات سيؤدي الى انهيار في اتفاقية الخرطوم للسلام

مشيرا الى انه لابد من تدخل طرف وسيط مقبول لحل ازمة الجنوب معتبرا ان السودان هو الافضل وليس كينيا او يوغندا على حد قوله
وتابع يجب ان يتحسب السودان حتى لا تؤثر هذه الاحداث في فتح جبهة للتمرد والمليشيا حتى يتم تسخين الاوضاع في جنوب السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *