“بن زايد” يضع المقادير داخل مطبخ “سلفاكير”

“بن زايد” يضع المقادير داخل مطبخ “سلفاكير”

رشان اوشي

ما شهدته المنطقة من توترات سياسية وامنية امتدت الى جنوب السودان، بدأت بعمل إرهابيّ نفّذته مليشيا “ال دقلو” في السودان، لكنّه سريعاً ما تعدّى ذلك، وتعدّاه كثيراً..

تصاعد الدخان الذي يسبق الحريق في جنوب السودان، ومواقف بعض القادة في نظام “سلفاكير” المعادية ، تشير إلى أن المحاولة الإماراتية لخنقنا قد امتدت إلى الجوار الجنوبي، كل ذلك يجعلنا في مواجهة مع جملة من الأمور المُلحّة ،إذ كيف نتعامل مع أحقاد ونزعات ثأر؟ قد تستفيد منها الإمارات في نسف العلاقة بين بلدين ، تجمعهما روابط إثنية وثقافية ومصالح ممتدة.

قبل أن نصل إلى ما جرى في الجارة الجنوبية ، يجب أن نعود بالأحداث إلى بدايتها كي تتضح الصورة كاملة.

ربما تعتبر اولى ملامح النفوذ الاماراتي على نظام “سلفاكير” هي إقالة المستشار الأمني “توت قلواك” الذي يحتفظ بود كبير وتعاون مستمر وتضامن واضح مع القضية السودانية ، واستبداله برجل اعمال مشبوه ذو ارتباطات استثمارية مع أشقاء “محمد بن زايد” .

وفي ذات الوقت .. واقع الحال في جنوب السودان، يقول إنها دولة جمعت أسوأ ما في انظمة المنطقة من اضطرابات أمنية وسياسية مستمرة منذ انفصالها ، نتج عنها قتل وتهجّير ملايين من الشعب الى دول الجوار .

بعد سنوات قليلة من نشوء الدولة الفاشلة سياسياً واقتصادياً انزوى “سلفاكير” في قصره، وأخذ يجمع في سنواته الأخيرة الأموال، وسط نسيج اجتماعي مفكك.

استراتيجياً.. وقع النظام تحت نفوذ “الإمارات” ومليشياتها بشكل كامل، وان اكملت خطتها في السيطرة على النفط ، ستصبح الحدود الجنوبية ممراً ومخزناً لنقل الأسلحة إلى مليشيات “بن زايد” في السودان .

اذاً..جنوب السودان هي الجزء الأهم والحيوي في خطة (حدوة الحصان) لحصار بلادنا الممتد من تشاد ،اثيوبيا ،أفريقيا الوسطى حتى جنوب السودان .

حتى الآن تواجه خطة الإمارات داخل الجنوب مقاومة شرسة من تيار يقوده “د.رياك مشار” ، ولكن غالب ظني إذا عجزت الإمارات عن استمالته ستشعل الحريق حتى تستفيد من الأوضاع الفوضوية.

تحاول الإمارات تأجيج أزمة “أبيي” المكتومة والمؤجلة، هناك شيء مريب في مطبخ نظام “سلفاكير” وراء مطلب العمل بنتائج استفتاء من طرف واحد تم اجراؤه قبل سنوات ، تقفي أثر “الإمارات” يشير إلى إنها تعمل على مشروع ضخم لتركيع السودان .

في الوقت الذي ينشغل فيه ناظر المسيرية” “مهدي بابو نمر” بتحشيد ابناء قبيلته للقتال في صفوف مليشيا “ال دقلو” ، منح الاخير حكومة جنوب السودان منطقة “أبيي ” والان تعمل على توسيع رقعة نفوذها في المنطقة المتنازع عليها، وسط دوي طبول حرب وشيكة ما زالت تقرع هنا وهناك على مدار الساعة في جنوب السودان ، ربما يستيقظ “الناظر” من غفلته ليجد أرضه قد انتزعت منه .

اذاً.. الأوضاع في جنوب السودان تحمل مؤشرات سلبية تلقي بظلالها على الأمن القومي السوداني ، وفي ذات الوقت تحاول “اثيوبيا” التوغل الى الفشقة، بينما تحتل الإمارات الحدود الغربية.

كل ذلك يجب يلفت انتباه القيادة السودانية الى ضرورة توسعة مساحة الاستنفار الشعبي وتجنيد حرس حدود جانب اقتناء سلاح نوعي ومتطور كالطيران المقاتل لحماية الحدود السودانية من نفوذ الإمارات التي سقط مشروعها في الخرطوم.

محبتي واحترامي

Exit mobile version