المناطق المحررة.. من المسؤول عن حماية المواطنين؟
تقرير اخباري: ابونبراس
تزايدت شكاوى المواطنين من عمليات سرقة تتعرض لها المناطق التي سيطر عليها الجيش والقوات المساندة له بعد أن حرروها من قبضة مليشيات الدعم السريع، وحمل مواطنين القوات المسلحة تفاقم ظاهرة السرقة في المناطق التي يستعيدها، وتخوف البعض من تركها دون حسم، وفي غضون ذلك أكد متحدثين لـ”النورس” إن القضاء على ظاهرة الشفشفة لايحتاج إلى أكثر من الضبط والربط الذي تميزت به القوات المسلحة السودانية وتفعيل دور الشرطة العسكرية وتمكينها، وقالوا ان السبب في تفاقم الشفشفة انشغال الجيش بالحرب والقضاء على ما تبقى من جيوب المليشيات.
القضاء على الشفشفة:
إن القضاء على ظاهرة السرقة “الشفشفة” لايحتاج إلى أكثر من الضبط والربط الذي تميزت به القوات المسلحة السودانية وتفعيل دور الشرطة العسكرية وتمكينها من اداء دورها برفدها بالمعينات مثل السيارات واجهزة الاتصال وزيادة عدد القوى البشرية من خلال تكوين قوى مشتركة من جميع القوات النظامية وتحت قيادة معلومة يتم تسميتها لتعمل بصورة دائمة إلى أن تنتهي الحرب بدلا من نظام الحملات الموسمية التي تعمل اسبوع او اسبوعين وتنتهي، هكذا علق المحلل السياسي فتحي حسن على ظاهرة الانفلات المني والسرقة في المناطق التي سيطر عليها الجيش.
ويقول حسن لـ”النورس” إن الشفشفة تعتبر تغليف للسرقة كظاهرة حدية بغيضة ويتعمق بغضها عندما يكون السارق او المتعاون مع من يسرقون شخص يفترض فيه أن يكون الحارس الأمين على ممتلكات المواطن البسيط التي تركها في منزله وهرب لينجو بنفسه من بطش اوباش المليشيا.
ويضيف الظاهرة استفحلت بصورة كبيرة ومعقدة لارتباطها بمن هم مأتمنيين علي حراسة وتامين الأحياء التي يتم تحريرها بواسطة القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري.
ووصف حسن الظاهرة بأنها نقطة سوداء ووصمة عار على جبين القوات المسلحة وكل القوى النظامية فهؤلاء الشفشافة بعضهم يرتدي زي القوات النظامية ويحمل السلاح الأمر الذي يجلب الإساءة لكل الشرفاء والذين قدموا ارواحهم فداء لهذا الوطن فالشهداء يتململون في قبورهم والجرحي تنزف جراحهم وهم يسمعون أن أشخاص بزي القوات النظامية يسرقون أثاث وممتلكات مواطن بسيط يعاني الامرين فى النزوح واللجوء.
وشدد على ضرورة الحسم وأن قادة الاجهزة النظامية قادرين على حسم الظاهرة وبصورة سريعة.
انشغال بالحرب
يوضح الخبير الأمني اللواء متقاعد عبدالغني عبدالفراج ان مصطلح الشفشفه يعني السرقة امتلاك حق الغير وهي جريمة يعاقب عليها القانون مهما تعدلت وتغيرت التسمية.
ويقول عبدالفراج لـ”النورس” هناك الكثير من التجاوزات والانتهاكات تحدث ابان الحروب ولكن عندما تتحرر المناطق والمدن يصبح الامر مسؤليه جهات بعينها فتقع مسؤلية التأمين والحماية على عاتق الشرطة والمواطن.
ويضيف إن عمليات الأمن الداخلي وتوابعها مسؤلية لجنه أمن الولاية وقوات الشرطة.
ويرى ان تفعيل وحدات الاحتياطي في الشرطة العامة والسجون والمرور بالإضافة إلى الجوازات والجمارك والمباحث بجانب الدفاع المدني علاوة على المواطنين والمستنفرين في العمليات كفيل بردة المتفلتين.
ويشير إلى أن القيادة العسكرية مشغولة بطرد وابادة ماتبقى من قوات العدو حيث أن القوات المسلحة تعمل وفق خطط محددة واسبقيات فالخطر الأكبر يتمثل في تحطيم ماتبقى من المتمردين والمتعاونين وبعد الخلاص سيعود الأمان والطمأنينة لكل ربوع الوطن.
وبحسب عبدالغني إنه بنهاية العمليات الجارية ستختفي ظاهرة الانفلات الأمني لا سيما وان العقاب والردع سيكون قاسيا.
عوامل انتشار الشفشفة
ومن جهته يقول المختص في الأمن الاجتماعي مهدي دهب: إن ظاهر الانفلات الأمني والشفشفة انتشرت بشكل واسع مع اندلاع الحرب في الخرطوم وتم التمهيد لها باستعانة الجهات لمجموعات فقيرة لزعزعة الحكومة المدنية وتأسيس جماعات تسمي ب”٩ طويلة”،والتي انتشرت على نطاق واسع في المدن التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.
ويوضح دهب لـ”النورس” العوامل التي ساهمت في استمرار وتمدد الظواهر السالبة ابرزها: الانشغال بالحرب وتكتيكاتها وعدم ايلاء الأمن المجتمعي أي اهتمام، وانهيار المنظومة الأمنية والقانونية بسبب الحرب، بجانب الفقر والعوز لطبقة المهمشين في أطراف المدن.
واتفق مع عبدالغني ان عدم حسم الجيش لهذه الظاهرة يعود لانشغاله بالعمليات الحربية.
شكاوى متزايدة:
وتزايدت شكاوى المواطنين من عمليات سرقة تتعرض لها المناطق التي سيطر عليها الجيش والقوات المساندة له وحرروها من قبضة مليشيات الدعم السريع، وأوضح مواطنون أن المنازل التي نجت من لصوص الدعم السريع باتت تسرق الآن على يد لصوص آخرين من القوات العاملة مع الجيش ومواطنين.
وكشف مواطنون عن سرقات واعتداءات في مدينة ام درمان وود مدني وشرق النيل بعد هروب مليشيات الدعم السريع وسيطرة الجيش على تلك المناطق، موضحين أن عددا من السرقات يقوم بها مواطنون وأخرى يرتكبها أفراد من الجيش والقوات والمجموعات العاملة معه.
وأطلق مواطنون وناشطون نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون فيها سكان الأحياء التي تم تحريرها بالعودة لحراسة منازلهم والحفاظ على ما تبقى منها.